رأي

بكل الوضوح

عامر باشاب
(البركل) مهرجان مبرجل 
{ قبل عدة أيام عندما تبارى عدد من الزملاء في انتقاد فعاليات مهرجان البركل من بينهم (أستاذنا القدير “صلاح الدين عووضة” والزملاء “الطاهر ساتي” و”طارق شريف” و”محمد جمال قندول”)، كنت أظنهم قد استبقوا الأحداث وتعجلوا في حكمهم  على هذا الحدث، ولكن ومن خلال قراءة سريعة لواقع حال هذا المهرجان (البركل)، من البداية وللنهاية والمجموعة التي قامت بإعداد وإخراج وتقديم لياليه الإبداعية وتشكيلتها الخالية من الأسماء الكبيرة في مجالات الإعلام والإبداع،  كل ذلك كان كفيلاً بأن يعكس العديد من المؤشرات والتفسيرات لنتائج  فشل برامج مهرجان (البركل)  التي جاءت معظمها باهتة وضعيفة ومخيبة للآمال، لتؤكد أنه مهرجان مبرجل لا علاقة له بالعالمية.
{ومن خلال الدعاية المسبقة والإعلان الترويجي للمهرجان توقع الناس برامج على مستوى الدهشة والإبهار، فإذا بتفاصيله الأولى جاءت تحمل ملامح الفوضى والتخبط والعشوائية، وعلى ما يبدو أن ليالي هذا المهرجان نظمت بأسلوب (الكلفتة) و(البرجلة) وأخرج بنظرية  (عدي من وشك)، فبرامجه غابت عنها الدهشة وحمل بعضها الآخر مفاجآت غير سارة وتجسدت المفاجأة الأكبر، في عدم توفير أماكن لاستضافة الإعلاميين وضيوف المهرجان.
{ فرحنا بمهرجان (البركل) وكنا نظن أنه يسير برؤية ومنهج ولكننا تفاجأنا به يتحول إلى تظاهرة احتفالية “صفقة ورقص وغناء وطرب (شايقي)” ليغيب  عنه شكل المهرجان (العالمي)
{كان من الواضح ليس هناك مجهود بذل من قبل الجهة المنظمة لهذا المهرجان، رغم أن الجهات التي استقطبت لرعايته ذات سطوة مالية ويبدو عليها الثراء.
{ وضوح أخير
{ بالعودة إلي الوراء نجد أنجح المهرجانات نظمها الأستاذ “عز الدين محمد إبراهيم” قبل عدة سنوات عبر سلسلة ذهبية عبر (مؤسسة سودانيز ساوند)،  مهرجان (الموسيقى) والدراما ومهرجان الطفل ومهرجان طبول السلام ومهرجان المرأة والطفل ومهرجان شباب وبس، حيث كانت الليالي الإبداعية لكل واحد من هذه  المهرجانات دائماً ما تتجاوز كل التصورات والتوقعات، ودائماً ما تأتي متوافقة مع رغبة الجمهور وتفجر المفاجآت، لأنها كانت ذات جودة عالية في الإعداد والإخراج والتنفيذ.
{ ومن المحاسن والجماليات التي ظلت تتحفنا بها سلسلة مهرجانات القرن التي نظمتها (سودانيز ساوند) أنها كانت تطرح وتناقش قضايا مهمة وحساسة، أكدت عبرها أن المهرجانات ليست مجرد تظاهرة احتفالية صفقة ورقص وسياحة في الفاضي، إنما كان كل مهرجان من سلسلة مهرجانات القرن يحمل هوية وسيراً وفق خطة مدروسة، ويقوم على جملة أهداف  واضحة المعالم كانت تصل إلى الشعب السوداني عبر كبسولة البرامج  الثقافية والإبداعية المتنوعة.
{ نرجع ونقول إن كل مهرجانات القرن التي نفذتها مؤسسة (سودانيز ساوند) كتب لها النجاح بسبب بسيط حيث كان يقف وراءها عدد من المخرجين الأكفاء والمتميزين، أمثال “عبد الحكيم الطاهر” و”شكر الله خلف الله”  و”استيفن أوسيلا”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية