المخرج "ميرغني سوار الدهب" صاحب (أرض الحضارات)
قناة (الجزيرة) فطنت للوثائقيات مبكراً وجغرافية السودان سر موهبتي
حوار – آيات مبارك
(حبي للرواية والتاريخ – هكذا قالها بعناية – هو ما حفزني لإكساب ذاكرة الكاميرا ذخيرة حية أطلقها متى ما رغبت وجغرافية السودان هي سر موهبتي)، هذا ما قاله لي مخرج الوثائقيات “ميرغني سوار الدهب” وهو ينحو بي تجاه تعلقه بالصورة.. ورغم فشلي في قراءة ما يخبئ من تجارب، إلا أنه أفصح لي عن بعضها.. فـ” ميرغني سوار” مخرج تلفزيوني متخصص في الأفلام الوثائقية بـ(تلفزيون السودان) و(النيل الأزرق) و(دولة قطر) والعديد من مؤسسات الإنتاج الإعلامي، خريج جامعة الخرطوم إعلام إذاعة وتلفزيون.
{ أولاً حدثنا عن (سنة أولى) أفلام بالنسبة ليك؟
– في العام 2000م أنتجت أول فيلم لي وهو (أرض الحضارات)، وقد شاركت به في العديد من المهرجانات خارج السودان، وفاز في المهرجان الثقافي بـ(دولة قطر) للعام 2002م وهو يحكي عن (منطقة دنقلا العجوز) كونها من الحضارات القديمة، وقد أشرت فيه إلى أن الحضارة بدأت من السودان وليس من دولة مصر والأكثر إلهاماً، بالإضافة إلى الشواهد التاريخية تلك القصور التي ظلت مرابطة (قصر الأمير ساتي الأبيض) و(قصر الأمير ميرغني سوار الدهب)، بعدها أنتجت قرابة الـ(40) فيلماً وثائقياً فاز بعضها بجوائز محلية، تعبر عن مكنون الثقافة السودانية وبعضها يعالج مشاكل اجتماعية.
{ لحظة ميلاد الفكرة وسكب الصورة على المشهد؟
– قد تكون مجرد فكرة لموضوعٍ تومض في الخاطر، ثم تبدأ بالتبرعم والنمو وبعد ذلك تتم كتابة سيناريو ثم تليها مرحلة الإعداد ثم تسجيل الصوت والسيناريو والمونتاج.
{ هل باستطاعة أي شخص بالمواصفات العادية عمل (فيلم وثائقي)؟
– نعم بالطبع لأي موهوب لدية رصيد ثقافي من المعرفة الحياتية بإمكانه إنتاج الفيلم الوثائقي إذا استعان بمخرج، لكن ليس بالضرورة أن كل فكرة فيلم وثائقي تنال إعجاب المشاهد ورضاه.
{ ماذا عن تجربتك في إنتاج الأفلام الوثائقية خارج السودان؟
– بحكم تنقلي لم أجد كطبيعة السودان ذات الأربعة فصول وتحمل تنوعاً غنياً يجعلك صامتاً تجاه المناطق الآسرة حتى تتحدث الصورة، لكن قمت بتصوير فيلم من تراث (دولة قطر) عن صيد اللؤلؤ بعنوان (عودة المها).
{ العجز المالي يرجح كفة الأفلام الوثائقية على الأفلام الدرامية؟
– لاشك أنها أقل كلفة عكس إنتاج الأفلام الدرامية، فهي تحتاج لأجور الممثلين والأزياء وإيجار مواقع ومعدات التصوير، أما الوثائقيات فهي قد لا تتطلب معدات متطورة جداً.
{ ما هي الخلطة وراء نجاح معظم الأفلام الوثائقية؟
– لأنها عبارة عن مادة صحفية مرئية، لذلك يجد فيها المشاهد المتعة من أجل الحكي والسرد والعديد من المعلومات حول مختلف المواضيع التي يسلط عليها (السيناريست) الضوء، وقد فطنت قناة (الجزيرة) مبكراً لهذا الأمر التي يفوق تعداد مشاهديها الـ(100) مليون مشاهد عربي نظراً لأهمية الفيلم الوثائقي.
{ الأفلام الوثائقية تعكس ما هو واقع بصورة أجمل ما هو السر في ذلك وهل أصحاب الوثائقيات يشاهدون بعيون أخرى؟
– يبذل (المونتير) جهداً كبيراً في جعل الصورة (الخام) تبدو أكثر جمالاً وإمتاعاً بعد عمليات المونتاج وهو ما يعرف بالكلر كوليشن (معالجة الألوان)، وهو علم قائم بذاته يدرس في مجال (الميديا) خارج السودان.
{ وماذا عن الصحفية الراحلة “فاطمة خوجلي”؟
– تناولت فيه مسيرتها كنوع من الوفاء لصحفية في هذا العمر المبكر، وقد تحدث في الفيلم أساتذتها وبعض رؤساء تحرير الصحف و”فاطمة” بذلت جهداً ضخماً في إعداد فيلم (كيد الساحر)، إضافة إلى تميزها الصحفي فكان لزاماً علينا كنوع من الوفاء إنتاج فيلم وثائقي خاص بها.
{ مخرجون أناروا لك الطريق؟
-لدي طابعي الخاص في الوثائقيات، لكني أعجبت بتجربة “النور الكارس” و”الأرقم الجيلاني”، فقد وضعا بصمة في (الأفلام الوثائقية السودانية).
{ إنتاج الوثائقيات ومشقتها.. هل كانت سبباً في إحجام البصمة الأنثوية؟
– لا فرق بين الرجل والمرأة في العمل الإعلامي بصورة عامة وفي الأفلام خاصة، فالموضوع يتطلب جهداً وعقلياً بدنياً، فهي مجرد فكرة تكتب كسيناريو ثم يتم التصوير وليس بالضرورة استخدام الكاميرا ذات الحجم الكبير والتي يصعب على المرأة حملها، ويمكن الاعتماد على كاميرات (كانون) صغيرة الحجم وخوض المجال من الجنسين يتوقف على الإبداع.
{ آخر الأعمال؟
– أعمل على إنتاج فيلم أتوقع له إحداث ضجة بعنوان (ليس كمثله شعب) يتحدث عن اختلاف الشعب السوداني.
{ فلاش أخير؟
– جزيل شكري لكل من اجتهد في إنتاج فيلم وثائقي من الشباب المخرجين من أجل إثراء الساحة الإعلامية، وأشكر صحيفتنا المتميزة (المجهر).