الديوان

تكافل وإخاء ونفير.. من أجل (الذهب الأخضر)

موسم الحصاد لمة ناس في خير
 تقرير – نهلة مسلم
تعتبر “الهلبة” إحدى أرياف مدينة “الدويم” ومن المناطق التي تمثل بوتقة يتجسد فيها روح التآخي والنفير والتعاون الاجتماعي خصوصاً في موسم الحصاد الذي تشحذ فيه الهمم الفردية والجماعية بعد كبير عناء وجهد مضنٍ في زراعة المحاصيل المختلفة مثل (الذرة) بأنواعها المختلفة و(القمح) و(السمسم) السمة الغالبة هي المشاركة بين الأهالي في (نفير الحصاد)، متجلياً ذلك في المقولة القائلة (“أحمد” اليوم عنده ضحوة) وهي فترة ما بين الساعة الثامنة صباحاً حتى الحادية عشرة، وأيضاً ما تسمى بفترة الظهيرة، إضافة إلى مشاركة المرأة الفاعلة في أيام الحصاد. (المجهر) حرصت على الوجود داخل (حواشات) و(قيطان) منطقة (الهلبة) لرؤية ما يدور هناك خلف الشجيرات، وفي أولى خطواتنا داخل (الحواشة) وجدنا الشابة “رحاب أنور” وهي عائدة من نفير تحدثت لنا عن موسم الحصاد قائلة: هي أيام جميلة تتسم بالنشاط والحيوية، وفترة مليئة بالراحة النفسية والعفوية المطلقة لأهالي الريف، في هذا الموسم سمتهم الأساسية الهمة والنشاط والحرص على تقديم يد العون لكل من يريد أن يحصد ما زرع، وتجد (الحواشة) محتشدة بالكبار والصغار والرجال والنساء، والكل يقابلك ببشاشة وترحيب متى ما حللت، وأضافت أن مشاركتها تنحصر في إعداد الطعام والقهوة لتخفيف حالة التعب والإرهاق لمجموعة نفير الحصاد.
سد الثغرات المعيشية
أما الشاب “محمد عبد الرحمن” الذي قابلناه على عجل أكد في إفادته أنه حريص دائماً على قضاء فترة الحصاد مع أسرته ومساعدته لهم تكمن في (قطع وحت) محصول (السمسم) الذي تصطحبه عمليات صعبة، وأشار إلى أن التعاون مع الأسرة يخفف من الكلفة المالية التي قد يصرفها والده في أجر العاملين، وأقر “محمد” أن موسم الحصاد في الفترة الأخيرة طرأت عليه بعض المعوقات والتحديات، إلا أنه مازال يأتي لنا بفوائد جمة تعود علينا بالنفع وسد الثغرات المعيشية الصعبة.
وهناك داخل (القيطان) أيضاً وجدنا “ياسر” و”خليفة” يعملان بهمة عالية على (إمساك الغربال) الذي يساهم بطريقة فعالة في تصفية حبيبات السمسم، أما الخالة “سليمة علي” تبرز مهارتها في (طبق العيش) الذي يستخدم في إزالة الشوائب وبقايا السمسم غير الصالحة.
الذهب الأخضر
وقال “ياسر حسين” إنه كان خارج البلد نسبة لانشغاله برحلة التنقيب عن الذهب وعاد لموسم (السمسم) لأنه يمثل (الذهب الأخضر) والمفضل عنده بدلاً من الذهب الحقيقي ومخاطر التهلكة التي كادت أن تطيح بحياته، إضافة إلى أن الزراعة في (الهلبة) توطد لربط جسور التواصل في جميع ضواحي “النيل الأبيض”.
الزراعة وسط الأهالي
آخر محطات تجوالنا كانت مع العمة “عرجون” والتي قالت في حديثها لنا إن (موسم الدرت) من أجمل أيامها في مزرعتها المليئة بالثمار خاصة (حب البطيخ)، وشرحت لنا كيف تقوم بتصفية وانتشال حبوبه وهي ما تسمى بعملية (البجن)، وبعد ذلك يتم تعريض الحبوب لدرجة حرارة محددة حتى تجفف من ثم تعبأ في جوال وتعرض للبيع سعر الجوال يتراوح ما بين (325 – 300) جنيه، وأضافت “عرجون” أن الزراعة وسط الأهالي يسود فيها التعاون والدعم، واختتمت حديثها إنهم يعيشون أجواء مليئة بالسعادة والمتعة مع نسمات (الدعاش) الباردة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية