"حاتم السر".. إفرازات طعنة الأحبة!!
بقلم – عادل عبده
هل صار المكان مشكلة كيمياء واضحة المعالم في تركيبة الأستاذ “حاتم السر” القيادي بـ(الاتحادي الأصل)، فهو يمكث في “الخرطوم” بضعة أيام ثم يطير إلى “لندن” في رحلة مفتوحة البقاء، ويحلق بعد ذلك في “القاهرة” في زيارة خاطفة ليذهب من هنالك إلى قارة “أستراليا” ليعود إلى “أسمرا” ثم “الخرطوم”، وهكذا دواليك.. أصبح “حاتم السر” مثل الطائر المهاجر لا يستقر في مكان واحد من خلال دوران رزمانة الأيام!!
ماذا جرى للأستاذ “حاتم السر”؟ هل أصيب الرجل بالدوار؟ وهل يعاني من أزمة داخلية تحجب عنه مصباح التفاؤل؟ وهل هنالك جهة ما تضع الأشواك والحصرم في طريقه؟ وهل بذل الرجل جهداً جباراً لإخراج الكابوس من البئر المسحورة؟
الشاهد أن “حاتم” بين نارين.. منهجه الذاتي القائم على رفض المشاركة ومحاربة الإنقاذ، وعشقه الوجداني وقناعاته الراسخة بزعامة السيد “محمد عثمان”.. والإشكالية تتأطر في أن المشاركة جاءت بقرار من زعيمه وشيخه.. وبذلك كيف يؤطر “حاتم” التجانس بين موقفين؟.. إنها لعبة سيرك محفوفة النتائج؟؟ بل هي المشي على الزجاج المكسور دون خروج الدم من القدمين!!
لم تنعدم الحيلة في عقلية “حاتم” الذكية، فهو لا يستطيع تبخيس رؤية مولانا في المشاركة، لكن يمكنه بكل الرحابة القائمة على الثقة المتبادلة بين الشيخ والمريد أن يدلق النصائح والإفادات الصادقة عن شعوره الذاتي بالكوارث المتوقعة جراء التجارب الفاشلة التي تضر بمولانا والحزب في المستقبل استناداً على الشواهد الدالة، فقد كان منهج “حاتم” يقدم على طبق من الرجاءات والتمني التي تجد الإشارة الخضراء والإيماءات الانسيابية من السيد “محمد عثمان”.. وهكذا ظل “حاتم” يحاجج مولانا في “لندن” تارة ومن خلال الهاتف تارة أخرى عن إخفاقات المشاركة وأحوال الحزب المتردية وقتامة الساحة السودانية من منطلق العشق الوجداني والمحبة النورانية، وكانت الآراء تدخل في الضلوع على مقدار كبير وتخرج من المسامات على شكل حبيبات صغيرة.. غير أن نصائح “حاتم” لم تجد الاستقرار العميق في قلب الزعيم بفضل الحركة المعاكسة التي خرجت من الأحبة في بلاط مولانا، فقد كانت تحركات “حاتم” المؤيدة من الطاقم الأعلى في (الاتحادي الأصل) تشكل هاجساً مضاداً لمصالح هؤلاء الذين يجدون في المشاركة مغنماً كبيراً ومصدراً واسعاً للاستنفاع ويشعرون بطعم المرارة والبوار الذي سوف يصيبهم إذا استرد الحزب عافيته وخرج من صولجان الحكومة.
المجموعة الانتهازية سريعة الالتقاط وقوية التأثير تلعب على وتر الخداع ولمعان البرق وجرف الحقائق وبذلك جعلت الاندياح يسير على الأوضاع الحالية، وهكذا تتبلور إفرازات طعنة الأحبة على حراك الأستاذ “حاتم الس”ر وموقفه من النشاط الحزبي والظهور السياسي، فهو يدخل في صومعة الاختفاء متحسراً لكن لا يدب اليأس في دواخله وكم اشتكى من تصرفات هؤلاء لبعض المقربين منه في الحزب.
طعنة الأحبة ليست حراب قاتلة لكنها مقصات ماكرة تعرقل المنهج الذي يسكبه الزميل في التنظيم من مجموعة لها مصالح معاكسة، وهو أسلوب موجود في العديد من الأحزاب السياسية في الداخل والخارج.
لقد شعر “حاتم” بأن المشاركة الفاشلة حولت الحزب إلى إناء قابل للكسر، فضلاً عن ذلك مؤشر لدخول (الاتحادي الأصل) مرحلة الفوات التاريخي، وبذلك حاول من خلال منهجه تغيير الأحوال لكنه اصطدم بالأشقاء الذين كانوا معه في خندق المعارضة بالخارج وهم يضربون الفكرة بحبل متين بين عاصمة الضباب والخرطوم.
مهما يكن فإن العشم يتصاعد إذا تم امتصاص ضربة الأحبة ذات الجُرح النازف.