عطبرة الحلوة!!
آخر عهدي بزيارة ولاية نهر النيل أيام كان الصديق “عثمان البشير الكباشي” وزيراً للثقافة والإعلام و”حسن عثمان رزق” والياً على دامر المجذوب، ومنذ ذلك الحين ظللت بعيداً عن هذه الولاية باستثناء زيارة واحدة لمدينة شندي العام الماضي.. وتعمد الأخ “محمد لطيف” الأسبوع الماضي تغييبي عمداً وبتربص وبتدبر ماكر جداً أن لا أنضم لركب فريق (قادة الصحافة)، ذلك المنبر الواتسابي الذي أصبح مصدر معلومات هامة وحوار يجمع شتات أهل المهنة من اللاجئين في المنافي أمثال “خالد الإعيسر”، والمهاجرين في بلاد تموت من الثراء مثل “حسن البشاري” في قطر ود.”عبد المطلب الصديق” و”جمال علي حسن” من البحرين و”البدوي يوسف”. ومن الداخل رهط من الزملاء بعضهم في ركب المعارضة يغردون وآخرون في حزب المؤتمر الوطني سائرون وثالث في محطة الحياد السالب يتمترسون.. كل ذلك بفضل الأخ “محمد حامد تبيدي” الصحافي لا “تبيدي” الضابط في جهاز الأمن.. لأن “تبيدي” الصحافي له قدرة مدهشة في جمع النقائض وتوليف غير المتحابين واحتمال الرأي والصبر على الآخرين، أما “تبيدي” الضابط فتلك قصة أخرى.. لكن “محمد لطيف” حينما اختار من الزملاء النابغين والنابغات تجاهلني ربما لأسباب قدرها في ذلك الوقت.. لمصلحة الرحلة وهو يعلم طبعاً صلتي العميقة جداً بالفريق “الهادي عبد الله” والي نهر النيل الذي في نظري الوالي الأول في السودان، رغم أنف “الطاهر ساتي” و”جمال عنقرة” ود.”معز حسن بخيت”.. لأن الفريق “الهادي” قد زهد في المنصب وترك الجمل بما حمل في الانتخابات الأخيرة داخل حزب المؤتمر الوطني، ليغدر به الأقربون قبل الأبعدين ويصوت وزراء حكومته لأنفسهم ويتركوه يتدحرج في السلام الخماسي إلى أسفل ويجلسون هم على المقاعد الأولى.. لكن جاءت رياح الشتاء لتهب عاصفة تقتلع خيام المبشرين بمنصب الوالي من زالنجي حتى بورتسودان.. ويضحك الفريق “الهادي” بقلبه الأبيض وسيرته النقية وقد (قلب) الرئيس الطاولة على الجميع. ولو كان الأمر عدلاً وإنصافاً لوضع صناع القرار مثل الفريق “الهادي” في مقدمة ولاة التعيين القادمين وغير مهم أن يذهب لسنار أو كادقلي.. لكن ولاية نهر النيل التي حرمنا “لطيف” ومعتمد عطبرة عن زيارتها تواجه مشكلة إنتاج البصل والعدس والطماطم في مثل هذه الأيام من كل عام، حيث تتدنى الأسعار جداً وتعجز الحكومة عن التدخل لصالح المزارعين مثلما تدخلت في الشهر الجاري لصالح مزارعي السمسم بالقضارف بتحديد سعر أدنى للقنطارخمسمائة جنيه .. سألت الفريق الهادي يوم (الأحد) الماضي عن الجهات التي تتربص بقطار عطبرة الجديد.. وهو قطار من صورته الخارجية أنيق وجميل وقيل إن سرعته تقترب من البصات السياحية خاصة بعد تكاثر (الرادارات) في الطرق القومية وتحديد السرعة القصوى للبصات بـ(90) كلم في الساعة وكذلك السيارات الملاكي، وهي سرعة غير مناسبة وفيها تعسف شديد وكان الأحرى أن تصبح السرعة القصوى للسيارات الملاكي (120) كلم في الساعة والبصات (110) ولكن العملية الجبائية وتحصيل المال هي التي جعلت شرطة المرور تدعي أن السرعة الزائدة هي سبب حوادث المرور، وتغمض عيونها عن السبب الأهم وهو رداءة الطرق وكثرة الحفر.. وأصحاب البصات بعد عودة القطار مرة أخرى لعطبرة آثروا تعطيله وتخريبهن ولذلك قال الوالي “الهادي عبد الله” إن هناك جهات لديها مصالح تضررت من القطار وآثرت تعطيله .. صحيح أن الوالي لم يتهم جهة بعينها لأنه لا يملك سندا ًولا دليلاً رغم أن القضية واضحة جداً، المتضررون من القطار هم أصحاب البصات السفرية وحلفاؤهم من ملاك المطاعم والكافتريات في الطرق، الذين يقدمون (الرشاوي) للسائقين من أجل توقف البصات وامتصاص ما في جيوب الركاب من المال في ساعة الإفطار.
كيف لا تحمي الحكومة قطارها من التخريب وقد أنفقت عليه ملايين الدولارات قادماً من الصين حتى الخرطوم؟ وهل سيتعرض قطار والي الخرطوم الذي بشرنا به قبل ستة أشهر من الآن لحل مشكلة المواصلات، سيتعرض أيضا ًللتخريب من قبل ملاك الحافلات وبصات الوالي والأمجادات والركشات؟؟ وما هو دور الشرطة في مراقبة خط السكة الحديد الخرطوم عطبرة. وكان في قديم الزمان هناك شرطة خاصة بالسكة الحديد؟؟ هل لا تزال على قيد الحياة؟؟ أم تم إدماجها في بقية وحدات الشرطة بعد أن ماتت السكة الحديد أو مرضت وبقيت على الفراش سنوات، ولكنها الآن أخذت تنهض من مرقدها رغم (معاكسات) حسادها من أمثال ملاك البصات ومن شايعهم في فعل السوء بقطار عطبرة الحلوة.