الهجرة للخارج .. أرقام مزعجة !!
إعترافات مثيرة حول فقد البلاد للكفاءات ونفي وجود استهداف للسودانيين بليبيا
“حاج ماجد” : اللأجئون بإسرائيل غير مصنفين لدينا كمغترين !!
تقريرــ نهلة مجذوب
يظل ملف المغتربين حاضرا بقوة في الساحة السودانية نظرا لعدة اعتبارات تتعلق بالقضية من جوانبها وأضلاعها المتعددة في مقدمتهم المهاجرون السودانيون أنفسهم بجانب الجهات المسئولية عن متابعة وحل قضاياهم ومشاكلهم والجهة الرسمية المعنية هي جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج بينما تظل قضية الهجرة نفسها التي أطلق عليها مؤخرا مصطلح (نزيف العقول) – من خلال تزايد أعداد هجرة السودانيين للخارج بحثا عن لقمة العيش وتحسين أوضاعهم وضمان مستقبل جيد للأجيال القادمة – هي أكبر هاجس يؤرق تلك الجهات علي حد سواء فقد كشف الامين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج حاج ماجد سوار خلال مخاطبته لمداولات مجلس الولايات بأم درمان ظهيرة الاربعاء الماضي أن جملة السودانيين الذين هاجروا للخارج بعقودات عمل جديدة بلغ تعدادهم (68425) ألفا
حجم الظاهرة
ومن خلال التقرير المفصل الذي يتضمن كثيراً من اجتهادات جهاز المغتربين وسعيه لحل مشاكل التي هي على عاتقه تحدث بداية عن الهجرة التي تعد ظاهرة قديمة قدم البشرية أياً كانت دوافعها، متناولاً تداعياتها السالبة والموجبة، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بها كظاهرة ومحاولة ترشيدها لتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات، مبيناً أن الجهاز لديه إحصائيات تعكس حجم الظاهرة وأعداد السودانيين بالخارج، مؤكداً أن الصورة العامة للسوداني طيبة وحسنة رغم بعض الظواهر السالبة والشاذة، كاشفاً عن أن (60) ألف سوداني هاجروا من البلاد في فترة وجيزة، بجانب صدور (338) ألف تأشيرة خروج, و(487) ألف معاملة جواز للتجديد، وصدور (57) ألف جواز جديد أغلبها للمسافرين لأول مرة ، إضافة إلى (68425) ألفاً من عقود العمل الجديدة حوالي (40) ألفاً منها كانت للشباب.وعدد “سوار” أهم إنجازات الجهاز التي يعمل على تنفيذ البعض منها وهي الرؤية والرسالة الإستراتيجية بجانب التشريعات والقوانين والإحصاء والحصر وتبسيط الإجراءات.
وقال حاج ماجد إلى أن السودان سن القوانين والتشريعات مبكراً والتي تنظم هذا القطاع الحيوي، مع اعتمادها آلية تنفيذية مستدامة لرعاية الوجود السوداني بالخارج وذلك عبر قانون جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج لسنة 1998م، مؤكداً في السياق ذاته أنه يعمل في مراجعة قانون الجهاز وبذل جهوداً كبيرة في ذلك، بجانب التأكيد على التوازن في رعاية شؤون المهاجرين في ثلاث مراحل هي قبل وأثناء وبعد الهجرة بالتنسيق مع الأطراف المعنية الأخرى.
بنغازي الأسوأ
وفي ما يتعلق بأوضاع السودانيين بليبيا نفى الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج :حاج ماجد” وجود أي استهداف منظم علي السودانيين المقيمين بليبيا، مؤكداً استقرارهم، وقال: (مستقرين ولا يطالبون بالعودة). وأضاف أن الذين توفوا كان بسبب سقوط صواريخ عشوائية عليهم. في وقت أقر فيه الأمين بأن الوضع السيئ الآن في مدينة بنغازي- شرقي ليبيا، مؤكداً أنه وفي حالة تطور الأوضاع للأسوأ وتعثر الأمر سيكون السودان عاجزاً ولا يستطيع إجلاءهم إلا عبر تنسيق مع الأمم المتحدة, نسبة لإغلاق المطارات وقفل السلطات المصرية الحدود أمام السودانيين في منطقة “السلوم”.
وفي ما يتعلق بإدماج اقتصاد الهجرة والنهوض به, أوضح الأمين العام أنه أصبح اقتصاداً ضخماً وأن المغتربين كان لهم دور في التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر تحويلاتهم, مشيراً إلى أنها خرجت بالوطن نحو آفاق أرحب وفى فترة حرجة خاصة بعد ذهاب البترول.وقطع سوار بأن تحرير سعر الصرف هو الحل الرئيسي بالنسبة لمعالجة تحويلات المغتربيين مع ضرورة تفعيل سياسات بنك السودان الخاصة بالتحويلات عبر البنوك، مبيناً في الوقت نفسه حرصه على إعطاء فرص أفضل للمغتربين في الاستثمارات بالبلاد بما فيها الفردية، مقراً بأن الاستثمار عموماً يواجه مشاكل، كاشفاً في الصدد عن إعداد دراسة جدوى لإنشاء بنك المغتربين.
إقرار بمشاكل هجرة الكفاءات
وأكد “سوار” أن ظاهرة هجرة الكفاءات تعد مشكلة كبيرة خاصة أساتذة الجامعات وامتعض لعدم اهتمام السودانيين المهاجرين لوضع خطة لمستقبلهم حيال عودتهم، داعياً إياهم للعمل للاحتفاظ بوظائفهم عند العودة للبلاد، داعياً لتفعيل مشروع الاستفادة من الخبرات والكفاءات العاملة بالخارج بالتنسيق مع الجهات المعنية في الداخل خاصة في مجالات (الطب, الهندسة البيطرة وغيرها), بجانب مشاكل تعليم أبناء المغتربين بالجامعات السودانية والسعي لتخفيض رسوم طلاب الشهادات غير السودانية أو مساومتهم مع طلاب الداخل في المصروفات الدراسية في الجامعات الحكومية، مؤكداً على أن نظام قبول (الكوتة) فيه مشكلة وإجحاف بحق المغتربين، مطالباً بمراجعة القرار مع التعليم العالي، مع ضرورة إقامة مؤتمر يناقش قضايا تعليم المغتربين والاهتمام بالمدارس السودانية بالخارج وفتح المزيد منها مع التوسع في تدريس المنهج السوداني عبر المدارس الالكترونية، وذلك لمحاربة المناهج الشيعية التي تدرس بالخارج.
الهجرة غير الشرعية..
أما بخصوص الهجرة غير الشرعية فوصفها “سوار” بالخطيرة التي تواجه البلاد. وطالب برفع الحصار على السودان. وقال: (بسببه محرومون من التقنية والبرمجيات المختلفة).وأبان “حاج ماجد” أن (23) ألف سوداني من حملة الجوازات الأجنبية زاروا السودان خلال هذا العام و(6) آلاف منهم استخرجوا بطاقات سودانية مما يؤكد ارتباطهم بالوطن.وكشف “سوار” أن الجهاز لديه اهتمام خاص بالسودانيين في مناطق النزاعات وأجلى (200) ألف سوداني في مناطق النزاعات في كل من ليبيا العراق، سوريا, اليمن، جنوب السودان، أفريقيا الوسطى، النيجر وشمال تشاد مع العمل على إجلاء الراغبين. كما أكد استخراج مليون جواز سفر إلكتروني بالخارج لحل مشكلة انتهاء الجواز العادي قبل نهاية يونيو القادم وذلك وفقاً لقرار منظمة الطيران العاملية حيث لا تتعامل المطارات بحلول العام 2015م إلا عبر الجواز الإلكتروني، كما أشار إلى تحديث معلومات الجاليات وحصرها الذي تم في عدد (132) جالية بالخارج .وأوضح أن جهاز المغتربين ليس لديه أي مسؤولية وعلاقة مع اللاجئين السياسيين ولا أسرهم، مضيفاً في حديثه: (بما فيهم الناس الموجودين في إسرائيل والسياسي ليس مصنفاً لدينا مغترباً أو مهاجراً)