شهادتي لله

إعلانات وتوترات مصنوعة !!

ما حدث في “أديس أبابا” من صياغة متعجلة لمسودة اتفاق لقوى المعارضة السودانية (المدنية) و(المسلحة) باسم (نداء السودان)، والتوقيع عليه من قبل السادة “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي، “فاروق أبو عيسى” رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني، “مني أركو مناوي” نائب رئيس الجبهة الثورية و”أمين مكي مدني” عن منظمات المجتمع المدني، يكشف عن حالة غياب مشروع حقيقي لوحدة المعارضة في بلادنا. لماذا يلتقي كل شهرين وثلاثة عدد من زعماء الأحزاب والحركات المتمردة ليوقعوا على (إعلان) جديد لا يحمل أي جديد!! ما الفرق بين (إعلان باريس) و(نداء السودان) والإعلان المقبل إذا مضى الحال على ما هو عليه ؟!! لا فرق . . بالعكس فهناك (ركاكة) واضطراب في ربط مفردات وبنود الإعلان الأخير، ما يؤكد أنه صيغ على عجلة من أمر السادة قادة المعارضة الذين تواعدوا في العاصمة الإثيوبية الأسبوع الماضي.
لماذا لم يتفق زعماء المعارضة على تشكيل كيان واحد موحد يجمعهم ويعبر عنهم بدلاً من إصدار البيانات كلما أرادوا (إغاظة) الحكومة . . ليس إلاَّ . . بدلاً من البحث في طرق جدية لتغيير وتحديث هياكلها كخطوة واجبة لإحداث التغيير الشامل في السودان!!
بالمقابل فإن الحكومة يبلغ بها التوتر مبلغاً كلما وقع حزبان . . أو حزب وحركتان بياناً من ورقتين في أي عاصمة أفريقية أو أوربية، غض النظر عن مستوى التهديد الذي تمثله تلك التوقيعات سواء كانت إسرائيل أو أمريكا أو شيطان آخر وراءها !!
ولهذا فإن التصريحات عن التجييش والتعبئة وتصعيد الخطاب السياسي والإعلامي ربما تحسب في خانة (التوتر) وعدم الاطمئنان والثقة، في أن أولئك الموقعين كل حين وآخر يمثلون ثقلاً وعمقاً شعبياً وقدرة على الإطاحة بالحكم متى ما قرروا .!!
الطرفان نقلا الساحة السياسية مرة أخرى إلى مربع المواجهات المصنوعة وغير المنتجة، والخاسر الأول والأخير هو الشعب السوداني المسكين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية