قوات الدفاع الشعبي … تعليمات رئاسية للخروج من الخنادق..!!
“حسبو” ينصب كميناً لوثيقة (نداء السودان)
الخرطوم : الهادي محمد الأمين
بدأت قوات الدفاع الشعبي مرة أخرى في محاولة رسم المشهد السوداني حالياً وفي المستقبل القريب – على الأقل بعد أن تضاءل دورها خلال السنوات التي أعقبت عملية التوقيع على بروتوكولات السلام الشامل في نيفاشا العام 2005م المبرمة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية والتي تم بموجبها دخول العدو اللدود للإسلاميين إلى الملعب السياسي كشريك رئيس في (كيكة) الحكم مع رصيفه المؤتمر الوطني حتى قبيل انطلاقة عمليات تقرير المصير وإعلان الاستفتاء 2011م الذي انتهي إلى انفصال الجنوب السوداني واستقلاله كدولة وليدة كاملة السيادة. ومن يومها تراجع دور قوات الدفاع الشعبي التي حاولت مواكبة المرحلة عبر إطلاق حزمة من البرامج والمشروعات في مجال الإسناد المدني والاستفادة من الطاقات والموارد البشرية في جانب تمتين عملية السلام والوحدة الوطنية وإنجاز شراكات اجتماعية وتنموية مع منظمات المجتمع المدني للمساهمة في إعادة بناء ما دمرته الحرب وتطبيع الحياة العامة اتساقاً مع شعار (أرضاً سلاح)، بيد أن التطورات التي أعقبت انفصال جنوب السودان وتصاعد وتيرة المواجهة المسلحة في جنوب كردفان والنيل الأزرق بجانب تعثر ملف دارفور وظهور الجبهة الثورية ونشاط الحركة الشعبية – قطاع شمال السودان جعل من أدخلوا السلاح في غمده يتجهون لإخراجه مرة أخرى وبعد توقف دام لعدة أعوام من قبل الدفاع الشعبي في ما يتعلق بالترويج والإعلان المباشر لاحتفالاته وأعياده القومية – استأنفت قواته مجدداً المسيرة التي تمت فرملتها ليستعيد مقر الدفاع الشعبي دوره مرة أخرى، واستقبلت ساحاته صبيحة أمس (الخميس) المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس “محمد عطا” ووزير الدولة بوزارة الدفاع الوطني الفريق “يحيى محمد خير” والقائد العام لقوات الدفاع الشعبي اللواء ركن “علي محمد الماحي” ووالي القضارف “الضوء الماحي” بجانب الحضور الرسمي لطاقم ولاية الخرطوم يتقدمه نائب الوالي “صديق محمد علي الشيخ” وخاطب الاحتفال الذي جاء بمناسبة إحياء الذكري الـ(25) لأعياد الدفاع الشعبي القومية، التي تقام هذا العام بولاية الخرطوم، خاطبه نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” الذي استعرض قوات الدفاع الشعبي بالساحة الشمالية الغربية لمقر منسقية الدفاع الشعبي بحي الامتداد وودع لواء الشهيد “هاشم تاج السر” المتجه لمناطق العمليات. وقال المنسق العام “عبد الله الجيلي” إن قواته (لم تضع عن كاهلها السلاح ولم تسأم الكفاح) بل دفعت خلال (25) عاماً بمليون مقاتل تدربوا في ساحات القتال استشهد منهم في مسارح العمليات (18) ألف حماية للمشروع والدولة على رأسهم القائد الأسبق اللواء “عمر الأمين كرار” وقال إن قواته ظلت ترفد القوات المسلحة السودانية بالمجاهدين لدك حصون المتمردين، وتوعد قوات الجبهة الثورية بصيف ساخن يعيد الأراضي المسلوبة في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق وسبقه في ذات المضمار القائد العام لقوات الدفاع الشعبي اللواء ركن “علي محمد الماحي” الذي أكد أنهم دعاة سلام ولكن إذا فرضت عليهم الحرب فهم (أهلها)، مؤكداً جاهزية قواته وتأهبها لرد أي عدوان على أطراف البلاد. وقال إن هذا الجمع هو رسالة لمن هم في الداخل والخارج. بينما شدد وزير الدولة بالدفاع الفريق الركن “يحيى محمد خير” على أن السلام هو مطلب أهل السودان، محيياً مجاهدي الدفاع الشعبي وشهداء الجيش السوداني.
من جهته قال نائب والي الخرطوم “صديق محمد علي الشيخ” إن البلاد محروسة بالمجاهدين ولن تؤتى من قبلهم أبداً. وخلال الحشد الجماهيري الكبير الذي تقدمه جنود وضباط وضباط صف قوات الدفاع الشعبي والمنسقية العامة أخذ الحراك الذي يجري بين الفرقاء السودانيين بأديس أبابا حيزاً كبيراً في المناسبة التي جاءت لوداع لواء الشهيد “هاشم تاج السر” لمناطق العمليات، حيث حرر نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” شهادة وفاة لوثيقة (نداء السودان) بعد أن نصب لها كميناً ووصفها بأنها (خيانة لأهل السودان). ونعى الرجل الوثيقة التي وقعتها قوى المعارضة بشقيها (المدني) و(المسلح) بأديس أبابا مساء أول أمس (الأربعاء). وقال “حسبو” في أول رد فعل رسمي حول وثيقة (نداء السودان) بأنها خيانة لـ(أهل السودان). ووجه “حسبو” الذي خطاب جمعاً غفيراً من قوات الدفاع الشعبي بالخرطوم ظهيرة أمس (الخميس)، بمناسبة وداع لواء الشهيد “هاشم تاج السر” لمناطق العمليات ضمن احتفالات الدفاع الشعبي بالعيد القومي (25) الذي تستضيفه هذا العام ولاية الخرطوم، وجه ولاة الولايات بفتح معسكرات التدريب للمجاهدين وإعداد زاد المجاهد وإعلان التعبئة العامة والاستنفار للرد عملياً على من حاربوا الإسلام والوطن، مؤكداً أن الحكومة لربع قرن من الزمان (ما جات عشان غنائم ولا عملت لدنيا)، مضيفاً أن راية الجهاد في سبيل الله سنة ماضية لن تتوقف (لا حرباً ولا سلماً)، مشيراً إلى أن (الدولة وطيلة حكمها ظلت تمد يدها للمعارضين نقية طلباً للاستقرار والسلام إلا أن خصومها كانوا يستنصرون بالأجنبي لإطفاء نور الله). وقال إن “الصادق المهدي” و”مني أركو مناوي” و”فاروق أبو عيسى” خانوا الوطن، مبيناً أن لجان الحكومة ذهبت لأديس أبابا لتتحاور معهم حول أزمة المنطقتين ومسار دارفور وهم في الوقت ذاته يشنون حرباً في جنوب كردفان ويهاجمون القوات المسلحة من الخلف. وتوعد “حسبو” بصيف حاسم ورد الصاع صاعين، داعياً قوات الدفاع الشعبي لتوجيه ضربات موجعة للمتمردين. وقال لهم: (وجهوا السونكي في سبيل الله) و(ركبوا البلك مع الله فهو ناصركم على أعدائكم) فالمناسبة التي تستعد لها قوات الدفاع الشعبي بإحياء الذكري (25) أدخلت القوات مرة أخرى إلى جو المباراة والمبارزة وانطلقت الجلالات. وردد منشدو الدفاع الشعبي القصائد والأغاني الحماسية والجهادية (حكمنا شريعة ياهو دي، شريعة منيعة يا هو دي، دفاعنا الشعبي يا هو دي) وصدى الأناشيد تجاوز حدود الخرطوم ليصل حتى إلى صحن فنادق (راديسون) و(شيراتون) و(ديسليقان) بأديس أبابا حيث تتفاوض أطراف النزاع السوداني، والأمر لا يقتصر علي الجانب الحكومي والقوى المعارضة فحتى (السائحون) شكلوا حضوراً بقيادة الأمين العام للمنصة الشيخ “فتح العليم عبد الحي” الذي ينشط هذه الأيام ضمن الوسطاء ويلعب دور المسهّل في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين وفي حقيبته ملف الأسرى الذي يحظى بدرجة كبيرة من الاهتمام في أوساط المجاهدين.