حروب المسيرية . . لا بواكي !!
المذابح المستمرة للمئات من بني الإنسان بغرب كردفان جراء حروب بطون قبيلة (المسيرية)، تكشف بجلاء عن درجة الفوضى واستباحة النفس البشرية التي بلغناها في السودان، والمتهم الأول دائماً هو الحكومة حتى ولو لم تكن طرفاً أو ظهيراً لطرف في هذا الصراع الدامي، وغيره من حروب القبائل في دارفور وكردفان.
الحكومة هي التي سلحت هؤلاء (القتلة) من الجانبين، مسيرية ورزيقات وغيرهم، ليدافعوا عن الأرض والعرض في مواجهة جيش جنوب السودان في “أبيي” أو حركات التمرد في دارفور، لكنهم احتفظوا بالسلاح وظلوا يسفكون به دماء القبائل الأخرى أوحتى دماء أبناء عمومتهم في القبيلة الواحدة، كما يفعل (المسيرية) وسط عجز (الناظر) وجميع العمد والمشائخ وعجز السلطات الأمنية المختصة . . جيش وشرطة وأمن في إيقاف هذا النزيف الدافق دون توقف!!
كل جولة حرب بين بطون المسيرية في كردفان أو بين الرزيقات وقبيلة أخرى في دارفور تخلف (المئات) من القتلى الممثل بجثثهم والجرحى الذين تروي دماؤهم أرضاً رواها المطر وكانت أولى بالزراعة . . أولى بالحصاد . . وليس الرصاص (الميري) والأهلي.
المفزع لكل صاحب ضمير وطني حي في بلادنا أن خسائرنا من الأنفس البشرية في حروب هذه القبائل التي أدمنت السلاح، تفوق خسائر العدوان الإسرائيلي البشع على قطاع “غزة” !! آخر جولة استباحة للدماء خلفت أكثر من (200) قتيل من الطرفين!!
هل لدينا حكومة تعلم أنها مسؤولة أمام الله، دعك من الشعب والتأريخ عن كل قطرة دم تسقط في ديار المسيرية أو تراب قرية “حمادة” بجنوب دارفور أو غيرها من القرى والبلدات ؟!
هل هناك حكومة مسؤولة وقادرة في ولاية غرب كردفان؟! كيف يموت شخص (واحد) لا (مئات) بعلمها وتحت بصرها؟! ماذا تفعل؟! وما فائدتها وقيمتها إذا كانت فاقدة للقدرة على وقف مثل الاعتداءات المسلحة؟! هل هي مجرد (ولاية) وحكومة لتشغيل عدد محدود من أبناء (المسيرية) أو (الحمر)، أو غيرهم من أبناء القبائل وزراء ومعتمدين يمتطون الكروزرات ويتمتعون بالامتيازات . . ثم لا تنمية ولا خدمات . . ولا أمن ولا استقرار؟! فليذهب إذن هذا الحكم ( الفيدرالي) البائس الفاشل إلى مزبلة التأريخ.
والغريب أن على رأس الحكم في الولاية ضابط برتبة قيادية في القوات المسلحة، ورغم ذلك تدور معارك(داحس والغبراء) على ساحة تكليفه وتفويضه وسلطاته!! وبالتأكيد.. فإن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومفوضيات حقوق الإنسان.. وراديو (دبنقا) الذي يبث من هولندا، لا شأن له ولا أدنى اهتمام بالذين يموتون موت الضأن في نزاع القبائل (العربية) سواء في دارفور أو كردفان . . فليموتوا بالآلاف . . يحرقوا أو يغرقوا.. أما لو حدث عدوان محدود على قرية صغيرة يقطنها من يسمونهم (أفارقة)، تقوم الدنيا ولا تقعد!! أنظر لعنصرية وقبح ما يسمى بـ(المجتمع الدولي)!!
إما أن تكون هناك حكومة مسؤولة تجرد هذه القبائل (العربية) في دارفور وكردفان من السلاح ولو بالقوة، وليسقط جراء عملية (تجريدهم من السلاح) عشرات القتلى مرة واحدة، خير من أن يسقط (مئات) كل شهرين وثلاثة وإلى ما لا نهاية . . ما يهدد نسيج البلد – كل البلد – ووحدته واستقراره، وإما أن تستقيلوا وتذهبوا إلى بيوتكم غير مأسوف عليكم . . من “الخرطوم” إلى “الفولة”، ليأتي من بعدكم أقوياء من أبناء السودان، يحموا أهله ويسحبوا السلاح من المجرمين.