شهادتي لله

السودان في (دلالة) " أديس" الوسطاء (لا) يمتنعون!!

 في خطابه بالجلسة الافتتاحية لمفاوضات إقليم دارفور بأديس أبابا، طالب “مني أركو مناوي” رئيس حركة وجيش تحرير السودان بتطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن السودان بأعجل ما تيسر. وشدد على ضرورة تنفيذ إجراءات المحكمة الجنائية الدولية (لاهاي) للقبض على المطلوبين لديها ومنع إفلاتهم من العقاب (طبعاً على رأسهم الرئيس البشير).
خطاب سيئ ينضح قبحاً ومرضاً وغبينة ذلك الذي تلاه كبير مساعدي رئيس الجمهورية (السابق) لدى افتتاح المفاوضات الجارية مع الحكومة بالعاصمة الإثيوبية.. ألم يكن “البشير” مجرم حرب مطلوباً لدى المحكمة عندما كنت أنت مساعده بالقصر الجمهوري متقلباً على وسائد النعم بسكن الرئاسة بشارع البلدية بالخرطوم نحو (أربع) سنوات.. ما لكم كيف تحكمون؟!
وإذا كان السيد “مناوي” ومن تبعه من المتمردين يعتقدون في قدرة مجلس الأمن على تحقيق السلام والاستقرار في الإقليم الذي أحرقوه بأيديهم هم وبقية الحركات، وإذا كان “مناوي” يؤمن هو ومن كتبوا له هذا الخطاب العدواني الذي لا ينم عن رغبة في سلام ولا استقرار، يؤمنون بعدالة المحكمة الجنائية وقدرتها المؤكدة في توقيف (مجرمي الحرب) من قادة الحكومة السودانية وتخليص الشعب السوداني منهم بعد إيداعهم السجون في هولندا، فلم جاء “مني أركو مناوي” ليفاوض حكومة السودان بين يدي موظفي الاتحاد الأفريقي؟!
لماذا لا ينتظر هو وبقية الحركات المتمردة، وقطاع الشمال المقطوع من الحركة الشعبية (الحاكمة) في دولة أخرى هي جمهورية جنوب السودان، لماذا لا ينتظرون مجلس الأمن ومجلس السلم التابع للاتحاد الأفريقي،  ومحكمة ” لاهاي” لتنوب عنهم في التفاوض مع الحكومة (بالقرارات.. وأوامر القبض) دون حاجة لوساطة “أمبيكي” وجوقته؟!!
أم أنهم أيضاً كوفود الحكومة.. حاء ليستمتعوا بالنسيم البارد العليل في “أديس” الجميلة بعد أن يحصلوا على (دولارات) الاتحاد الأوروبي والدول الممولة للوساطة؟!
ما يحدث في سوق الوساطات و(الدلالة) و(السمسرة) في قضايا الشعب السوداني بعاصمة الأحباش هذه الأيام،  يندى له جبين كل سوداني محترم.. وطني غيور.. لا يرضى الدنيئة في بلده وشعبه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية