الديوان

الرسوم الكاريكاتورية تحمِّل الوجوه أعباءً وقيماً أكبر

الفنان التشكيلي “وليد السيد” لـ(المجهر):
حوار – آيات مبارك
“وليد” ليس كمن لم يحتمل ضياع كفه فتضيع الأخرى لتتناغم الكفتان، فأخذنا بيدٍ من روح فرشاة لنتناغم معه في حوارِ ينم عن ثقافة عالية تعبر عن روح هاوٍ تعلم (فن اللوحة) على مدارج الحياة الرحبة ليخط بفرشاته أروع الخطوط واللوحات في استنطاق القلم الرصاص ويخطرنا بأن خلف هذا اللون الرصاصي حياة تنبض فيها الروح، استطاع “وليد السيد سليمان” أن يتنفسها ليحيا حياة كان وقع خطاه الأولي فيها بأم درمان التي نشأ فيها إلى أن درس الجامعة كلية الزراعة بـ(شمبات)، مصطحباً معه عشق اللون عبر العديد من المعارض التشكيلية و(ورش العمل مع متخصصين). عندما نوينا الحوار معه أتيناه كهاوٍ في بداية طريقه، لكنه أجبرنا على  تغيير مسار الحوار ليصبح مع متخصص فإلى مضابطه:-
{ البداية وتحرش الفرشاة الأول؟
– وجدت نفسي ابناً لتشكيلي ومعلم (رحمه الله)، فوجدت معينات الموهبة بالمنزل التي كانت وليدة البيئة، فبدأت بخطوط عريضة من الذات ومؤشر نحو الفن.
{ البيئة الخارجية؟
–    كان للمدرسة القدح المعلى في توليف منظومتي الداخلية من خلال الصحف الحائطية والدورات المدرسية التي كانت تحتاج لخيال وبؤرة ضوء حتى توقد ما اشتعل من موهبة.
{ دراسة الزراعة الطريق المحتوم؟
– أبداً انفتح باب تاني للحياة وتحرك اهتمامي بالفنون، فالزراعة فن ملهم للرسم والطبيعة هي المحدث والمحفز الأول بموضوعاتها المختلفة من (أشجار) و(طيور) ببساطة كل مجال خدم الآخر والعلم فضيلة.
{ “وليد” تشكيلي خارج السرب ورغم ذلك استطاع القفز بالزانة؟
–    رغم عدم دراستي بـ(كلية الفنون الجميلة) واتجاهي نحو الزراعة، إلا أنني استطعت أن أدرس الكثير من الكتب المهتمة بالفن والآثار واللغات وتطوير موهبتي، فالموهبة فن فطري وما على الكلية إلا أن ترتب الأفكار وتوجهها نحو مساراتها وهذا ليس تقليصاً لدورها وإنما تلخيص، إضافة إلى عكس خبرات من يعملون بها، أما الهواة فالبعض منهم استطاع العبور، وهذا ليس عن انتمائي لهم وإنما للحقيقة المجردة.

{ الرسوم الكاريكاتورية في شخوص “وليد” الحقيقية.. إلى أي منفذ استطاعت العبور بك؟
– هي الميل نحو غاية الإدهاش عبر تحميل الشخصية أعباء وتعبيرات كثر وحركة أكبر.
{ لاحظت أن اللون يعاني من خجل ما في لوحات الخط العربي خاصتك؟
– ضربات اللون عندي مقصودة لأن الخط كائن حي يأتي بكائنات أخرى من خلال التعابير اللونية والخطوط.
{ المدرسة السريالية بين مهارب التشكيليين أنصاف المواهب وصافرة النهاية لمطاف التعبير؟
– إن الضرب بالفرشاة عبارة عن تصوف فني الغاية النهائية هي التجريد أي آخر مطاف التعبير والتجويد العالي للخروج بعد إتقان.
{ الواقعية بركة الإبداع الساكنة؟
– نعم أنا ابن الواقع المدرسة الأساسية لم أتعامل مع المدرسة المجازية حتى الآن والتي تعبر عن الواقع هو تطور للواقع.
{ تعج الحياة بالفنون لكن التشكيلي هو أكثرهم ثقافةً؟
– إن الفن هو المقدرة على استيعاب الحياة ومعرفة تراكمية لأنه  الأحوج لدوره الرسالي في الحياة.
{ تعتبر الفنون لغة عالمية.. لكن هناك حائط صد بين الإبداع السوداني والعالمية.. سر تسرب الفن التشكيلي من بين المسام؟
– كل الفنون بإمكانها الوصول.. لكنها حالة تتلبس التشكيل وقد تتلبس الموسيقى، فهناك من يجد القبول بعد (60) عاماً، فالتوقيت أو السحر الذي يعكسه أي كان نوع العمل الإبداعي.. لذلك ما كانت “الموناليزا” تأخذ كل هذا الغموض والسحر، إضافة إلى الحالة المجردة من المادية وتسربها عبر الوجدان.
{ أطلت الوقوف في محطة رسم البورترية.. هل هي اختيارك الذي تجد نفسك فيه؟
– ربما.. لكني تنقلت ما بين العديد من الأنواع (الطبيعة الصامتة) و(الموديل) الذي توقفت عنده كثيراً لأن جسد الإنسان هو سر من أسرار الخليقة وفيه تقاطعات كثيرة تعبر عن قدرة الله سبحانه تعالى.. رغم انعدام إحساس الريشة الأول.. لأن محاولاتي كانت من الكتب.. لكني أعود وأقول أن البورترية والموديل.. محاولة تشكيلهم عبارة عن مخاض.
{ أخيراً “وليد”؟
–    أطلب من التشكيلين أن يرسموا من أجل (الفن الحياة) الذي يفكر في حياة الإنسان، فهو وسيلة من وسائل التأمل وإيجاد الذاتية وإجابة على وجود الله سبحانه وتعالى، والعمل الفني لا توجد فيه محطة أخيرة وتنعدم فيه نقطة الوصول.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية