مجرد سؤال ؟؟
رقية أبو شوك
(شوفي) الزمن يا يمة (ساقني) بعيد (خلاص)!!!
بالرغم من مرور أعوام على انفصال الجنوب إلا أننا مازلنا نتحدث عن إخواننا الجنوبيين وكأنهم معنا في البلد الموحد، وأنا على يقين تام أنهم يبادلوننا نفس الشعور .. الشعور الطيب والإحساس النبيل من أخ لأخيه ..حيث ترعرعنا في أرض واحدة نشرب سوياً من نيلنا الذي يأتي منهمراً من الجنوب. نعم انفصلنا ولكن الإرث الثقافي المشترك مازال واحداً ولم ينفصل وكذلك التاريخ وأناشيد الماضي والتي تؤكد الوحدة لا الانفصال والتي حفظناها ونحن في المراحل الدراسية الأولى والتي تقول:
منقو قل لا عاش من يفصلنا
الأيام الماضية استقبلت عبر جهازي المحول مقطع فيديو تم تصويره من فضائية”جوبا”، وعلى ما أذكر فإن عنوان البرنامج (النخلة والأبنوس) ..كان ضيف الحلقة الفنان الجنوبي “إبراهيم دينق” المعروف جداً بإجادته العزف على آلة الطنبور …المذيعة قالت لضيفها (بعد أن تحدثنا عن الأبنوس الجميل نريد أن نذكر الناس عن قعادهم في الشمال بعد أكثر من (28) عاماً قضيتها في السودان الواحد. وأضافت: (نريد أن يتحدث الطنبور)…الفنان عزف بعد ذلك على الطنبور وبدأ في أغنية (نبع الحنان) من كلمات “السر عثمان الطيب” وأداء الفنان “محمد جبارة”.
الأداء تم بصوت طلق للغاية يحكي حبهم للشمال وحبهم للمفردات التي عشقوها وترعرعوا فيها ..السودان الذي لم يبخل على الجميع بالحب بل وأفرد ذراعيه ليسع الجميع، الأمر الذي أدى إلى انصهار الثقافات والتاريخ ..النخلة تعانق الأبنوس والأبنوس يعانق النخلة لتخرج لنا لوحة زاهية مازلنا نفتخر بها، إلا أن الأقدار رسمت لهذا الحب طريقاً آخر حيث يمضي الأبنوس في اتجاه الجنوب وتبقى النخلة في الشمال. رغم هذا الانفصال والبعد إلا أننا مازلنا نتوق إلى بلد واحد ..ربما اليوم أو الغد وحتماً سيأتي ما دام “إبراهيم دينق” مازال يعشق النخلة والطنبور، ويرسل تحاياه عبر هذه الكلمات للسودان الذي عاش فيه أكثر من (28)عاماً وترسلها المذيعة للشوايقة وتقول لأهلنا الشوايقة نرسل تحايانا، ونقول رغم أن الزمن(ساقكم بعيد خلاص) فإن الروابط الأزلية مازالت باقية .. فالاختيار كان موفقاً جداً في أغنية نبع الحنان التي تحكي الغربة والشوق:
شوف الزمن يايمة ساقني بعيد خلاص
جرعني كاس
دردني واتعذبت يايمة وريني الخلاص
أذكرك يايمة يا نبع الحنان
أتذكرك يايمة في الدغش
النسائم يهبهبني
قائمة الصباح متكفلتي وشايلة الحليلة على المراح
جبتي اللبن بانشراح
أتذكرك يايمة يايمة في ساعة الهجير
صالكي نار الدوكي عستينا الفطير
رشيتو .. قلتي أكلوهو خير
أتذكرك يا بسمة الطفل الغرير
ساعة الخلوق ترقد تنوم أسهر براي أرعى النجوم
وأخيراً نتمنى أن تعانق النخلة الأبنوس مرة أخرى وإلى الأبد.