الديوان

الصبيان بين تقاليد الأمس وتقاليع اليوم

(اللبس) و(الحلاقة) و(تفتيح البشرة)
الخرطوم – يوسف بشير
كان العم “محمد أحمد” منفعلاً وهو ينتقد تصرفات “سالم” ذي العشرين ربيعاً، فملابس الأخير غريبة التفصيل والألوان وبياض وجهه وتسريحة شعره تدل على أنه سائح من إحدى الدول الأجنبية ليس سودانياً ارتوى من رضاعة (الخالات) و(العمات) وتشرب من الأعراف والتقاليد الاجتماعية، فهو يختلف تماماً عن الآخرين بكل شيء تقريباً، ولكن “سالم” لا يأبه بسخريته فيعتبر نفسه طبيعياً، بل هذه حرية شخصية يمتعض فيها تدخلات الآخرين.
تصرفات بعض الشباب الزائدة فيما يخص (اللبس) و(الحلاقة) و(تفتيح البشرة) أضحت في الفترة الأخيرة موضع خلاف في وسط المجتمع، (المجهر) جلست لفئة عشوائية من المجتمع بمختلف الأعمار وخرجت بالتالي..
اتهام صريح ومسؤولية مشتركة
في البدء اتهم الشاب “حسام” رفقاءه بعدم المبالاة ودمغهم بالتهرب من المسؤولية، وقال الكثير منهم يسعى للاهتمام المبالغ بالمظهر والملبس وشراء الكماليات، وجزم بأنها تقع على كاهل الأهل داعياً إياهم لنبذها، فيما يشاركه الرأي “طارق علي” الأستاذ بـ(مرحلة الثانوي)، متمنياً أن يتطلع الشباب للمستقبل، ونصحهم بإعطاء نصف هذا الاهتمام لدراستهم، وقال نحن في مدرستنا نراقب الطلاب ونوجههم للأصلح، وأشار إلى أنها مسؤولية مشتركة بيننا وبين الأهل والمجتمع، وتمنى أن يتحمل كل منهم ما يترتب عليه لأجل الحفاظ على إرثنا، فالشباب أمل الأمم. بينما أرجعت “أمل خالد” ذلك للأسرة وقالت تعاملها تجاه أولادها يجعل منهم غير  مدركين لحجم المسؤولية التي تنتظرهم، وأبدت تحسرها لمزاحمة بعض الشباب للفتيات في محلات العطور والكماليات الأخرى والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الأزياء ومواد التجميل حتى الأنواع النسائية من كريمات تفتيح البشرة وتزين الوجه. وأبدى “الفاروق عمر” انزعاجه الشديد من تصرفات بعض الشباب التي تبرهن على عدم احترامهم للقيم والتقاليد المتعارف عليها، وأقر بحقهم في الاستماع بسن الشباب وقرنها بالاحترام، ودق جرس الخطر بأن تخلي شباب اليوم عن القيم بالتلاشي.
غياب الرقابة
“شبابنا اليوم ابتعد عن القيم الأخلاقية التي تربينا عليها” تلك أولى إفادات “عبد الحميد بشير” معلناً رفضه لذلك وعزاه لانشغال الآباء وعدم مراقبتهم لأبنائهم، وكان برفقته  “سامي” شاب آخر وافقه الرأي ووصفها بالظاهرة الدخيلة، ودعا لقطعها قبل أن تستفحل، وناشد وزارة التربية والتعليم بالعودة إلى المحاسبة التي كانت في السابق حتى ينعم المجتمع بالمحافظة على قيمه.
لكل زمن احتياجات
ووصفت “سارة المأمون” الظاهرة بالأمر الطبيعي، وقالت في الستينيات والسبعينيات كان الشباب يرتدي ملابس غير تقليدية وأرجعت ذلك للموضة، ولكنها رغم قبولها بهذا الواقع إلا أنها دعت لمتابعة الأبناء وعدم إهمالهم حتى لا ينجرفوا. شاركها الرأي “مصعب الأمين” ودعا لعدم تسميتها بالظاهرة، وتساءل عن رفض البعض لها، وقال الاهتمام بالشكل من متطلبات الشباب والموضة ضرورية، وأضاف الشارع اليوم يعج بالكماليات والمغريات، ولابد أن نهتم بأنفسنا ونتمتع قليلاً، وذكر أن الشباب في مختلف الدول يهتمون بذلك، ولكن نحن نحتفظ ببعض القيم لأننا مجتمع تقليدي، وقال نعم نحن نتمتع بنوع من الحرية لكنها حرية مقيدة. وبخصوص الحرية قال “موسى” (22) سنة من حقنا كشباب أن نمارس ما نريد، ولكن في حدود الأخلاق التي تربينا عليها، وأضاف بزهو أنا لا أرى أن في لبسنا أو مظهرنا شيئاً معيباً، وقطع أن لكل زمن احتياجات، داعياً لعدم السخرية والاستهزاء بهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية