النائب الأول.. أول ظهور أمام تشريعي الخرطوم في دورة الوداع
الوالي يطلع النواب على موقف تنفيذ خطته بالأرقام
تقرير ـ نهلة مجذوب – تصوير تركي
دشن مجلس تشريعي ولاية الخرطوم دورة انعقاده العاشرة في جلسة شرفها بالحضور لأول مرة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق ركن “بكري حسن صالح” وحضور نوعي ملأ قبة المجلس، حيث قدم والي الخرطوم د.”عبد الرحمن الخضر” خطاباً ضافياً شمل موقف التنفيذ في برنامجه. افتتاح الدورة حظي باهتمام كبير سيما وأنها دورة الوداع، البعض عد حضور النائب الأول لفاتحة الدورة تأكيداً على اهتمام الرئاسة بالدور الذي ظل يطلع به المجلس بالتنسيق مع الجهاز التنفيذي.
رئيس المجلس “محمد الشيخ مدني” أوضح أن الوالي قدم تسعة خطابات لحكومته في الجلسات الافتتاحية للدورات السابقة، وقد تناولها المجلس بالحوار الجاد المفصل والتمحيص ورفع حولها ردوده متضمنة (836) توصية جاءت على النحو التالي: (23) في مجال التشريع، (64) في مجال الأمن، (68) في مجال العدالة والمظالم، (50) في مجال الحكم المحلي والخدمة المدنية (58) في مجال الصحة، (83) في مجال التعليم (101) في مجال الزراعة، (99) في مجال التخطيط العمراني والمرافق العامة، (84) في مجال الشباب والرياضة، (40) في مجال الثقافة والإعلام، (79) في مجال التنمية الاجتماعية و(34) في مجال البيئة والآثار.
هذا بجانب وزراء حكومته وأعضائها والنواب الذين تخلف منهم أكثر من ثلاثين حيث كانت مقاعدهم شاغرة. تحدث الوالي عن أن المجلس يواصل دوره الرقابي والتشريعي بروح المسؤولية والشفافية، مؤكداً على أن نصحه ومتابعته لأجهزة حكومة الولاية المختلفة، كان خير معين وهادي في تطوير العمل ودفعه للأمام بتناغم تام بين المجلس والجهاز التنفيذي بالولاية.
خطوط عريضة في بيان الوالي
ودلف الوالي في خطاب حكومته الذي جاء حول الأداء والإنجازات التي تمت والخطط والبرامج المستقبلية للولاية، مقراً أنه وخلال فترة التكليف التي هي على نهايتها واجهت حكومة ولاية الخرطوم صعوبات وتحديات بالغة التعقيد، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، ألقت بظلالها على الولاية وتأثرت بها في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية، من بينها انفصال الجنوب والدعم الاتحادي للولايات والهجرة للخرطوم، مما دفع بالولاية لاتخاذ تدابير وإجراءات استثنائية لمواجهة هذه الهجرة بالتوسع في تقديم الخدمات والمساهمة في توفير السلع الضرورية، مع توفير الأمن اللازم للتقلبات التي تهدد استقرار وطمأنينة المواطنين، بجانب التقلبات المناخية التي طرأت بالولاية ونتج عنها زيادة في معدل الأمطار وما صاحبها من سيول وضعت الولاية في وضع مهدد للسكان، مما استلزم مهاماً إضافية وجهوداً للحد من تأثيرها.
وقال الوالي إنه ونسبة للتعديات المستمرة على الأراضي الحكومية والتشوهات والمخالفات الواضحة، دفعت الولاية لإنشاء جهاز لحماية الأراضي ومنع التعديات، وذلك بإشرافه وإسناد قيادته لأحد المعتمدين. وفيما يلي التزامات الولاية تجاه خدمات المواطنين أوضح أن إيرادات الولاية زادت من (1,892,851) جنيه عام 2010م إلى (5,996,022) عام 20114م بزيادة بلغت (217%) وصرفت (50%) من هذه الموارد على التنمية، نال التعليم منها (20%) والصحة (14%) وقطاع البنيات التحتية (40%) ويشمل الطرق والجسور والنقل والمواصلات و(5%) الكهرباء و(2%) للزراعة.
كشف كل الجرائم وجمع السلاح غير المشروع
وفي مجال الأمن أوضح الوالي أن الولاية تقدم دعماً مباشراً قدره (24) مليون جنيه سنوياً لتحسين أوضاع منسوبي الشرطة، وتمت زيادة المرتبات بنسبة (60%)، وزاد عدد أقسام الشرطة من (83) قسماً إلى (110)، ووصل عدد مراكز بسط الأمن الشامل (700) مركز مما أدى إلى انخفاض الجريمة بنسبة (7,2%)، رغم الزيادة الهائلة في عدد السكان وزيادة عدد الوافدين واللاجئين وتطور أساليب الجريمة، وعزا ذلك لتطور مكافحتها بالتدريب المكثف وتوفير الآليات وإدخال النظم الإلكترونية في الأداء.
وفي جانب الأمن أيضاً أكد “الخضر” أنه تم الكشف عن كل الجرائم التي ارتكبت بفضل جهود الأجهزة الشرطية والأمنية، إضافة لجمع السلاح غير المشروع، مشيراً إلى أنه اعتزاز لشرطة ولاية الخرطوم.
وفي سياق ذي صلة قال الوالي إن ما تعرضت له الولاية في سبتمبر الماضي من أحداث شغب بسبب رفع الدعم عن المحروقات كان مؤسفاً، مبيناً تجاوز الولاية للحدث رغم مرارته، موضحاً أن حالات الوفاة بلغت (84) حالة كما بلغت نسبة الخسائر المادية في الحق العام والخاص حوالي (137.886) جنيهاً، الحق الخاص فيها بنسبة (48.5%) والعام بلغ 5105%)، مؤكداً التزام الدولة بتعويض أصحاب الحق الخاص وسعي حكومة الولاية للمعالجة العدلية لأمر الوفيات التي حدثت مع الجهات المختصة بالعدالة. وقال إنه الآن تمضي إجراءات تسويتها تماماً، مبيناً تحمل الولاية تبعات قرار رفع الدعم عن المحروقات كلها.
النفايات تستعصى على الولاية
وفيما يلي الصحة أكد الوالي في خطابه ارتفاع عدد المراكز الصحية إلى (358) من (159) وزيادة عدد المستشفيات الأصيلة والآيلة من الاتحادية من (46) إلى (51) بإضافة (539) سريراً مع وجود (4) مستشفيات تحت الإنشاء. وأعلن الوالي أنه وبعد أيلولة مراكز غسيل الكلى أضافت الولاية (100) ماكينة غسيل جديدة وافتتحت (7) مراكز للغسيل. وفيما يلي النظافة أقر الوالي رغم الدعم الكبير الذي قدمه لها وزيادة كمية النفايات المنقولة، إلا أن الولاية لم تبلغ المستوى المطلوب في خدمات جمع ونقل النفايات.
وفي قطاع التعليم ذكر الوالي ارتفاع عدد المدارس الثانوية من (367) إلى (421) مدرسة، والأساس من (1583) إلى (1790) بنسبة زيادة (13%)، مشيراً إلى توفير الخرطوم (3.5) ملايين نسخة من الكتاب المدرسي بالإضافة إلى توفير مئات الآلاف من وحدات الإجلاس وتدريب عدد(26) ألف معلم.
وأعلن في مجال الطرق عن افتتاح جسر (سوبا) مطلع العام القادم مع بدء العمل مرة أخرى في كبري (الدباسين). وأكد الوالي على حل مشكلة المواصلات جذرياً بالقطار والنقل النهري.
مشاهد من على شرفة المجلس
برغم الحضور الكبير والنوعي للضيوف في فاتحة دورة الوداع لتشريعي الخرطوم إلا أن عدداً من مقاعد النواب ظلت خالية حتى نهاية الجلسة، ويبدو أن حضور الضيوف طغى على حضور النواب، رئيس المجلس ووالي الخرطوم استقبلا النائب الأول عند مدخل المجلس بحفاوة سيما وأنها الزيارة الأولى له في المجلس الذي يشارف على إنهاء أجله، رئيس المجلس ابتدر الحديث بالتحية للنائب الأول وعرج إلى الإشارة إلى ما أطلع به الوالي المجلس في الدورة السابقة من برامج. الوالي “عبد الرحمن الخضر” أكمل الصورة بالإشارة إلى موقف التنفيذ. (المجهر) رصدت مع بداية حديثه حالة نعاس بائنة بين أعضاء المجلس، وقد ظهر كل من معتمد الرئاسة “جودة عثمان” ومعتمد أم درمان والأب “فيلو ثاوث فرج” وهم في حالة نوم، بينما دخل بعض الوزراء في همس أثناء حديث الوالي، فقد ظهر جلياً كل من وزير الصحة والمالية والثقافة.