ما زال العبث متواصلاً . !!
كان متوقعا انهيار مفاوضا ” أديس أبابا بين الحكومة والحركة الشعبية – قطاع الشمال، كل الدلائل والمؤشرات ظلت تؤكد ذلك مع انطلاقة الجلسة الافتتاحية لكل جولة جديدة !!
الفشل يبقى سمة لازمة ما دام كل طرف يصر على دخول القاعة ليلقي خطبة عصماء عن موضوع، بينما الطرف الآخر يحدث الوساطة والعالمين عن موضوع آخر مختلف تماما !!
وإذا كانت الحركة الشعبية ليس لديها ما تخسره من فشل كل جولة مفاوضات، بل على العكس تكسب من وراء الزخم الإعلامي والدبلوماسي الدولي الذي يؤكد أنها موجودة وأن قضيتها ما زالت حية ، فما الذي تكسبه حكومة مسؤولة ومحترمة من ذهابها للتفاوض في العواصم الأجنبية كلما دعتها وساطة، وهي تعلم سلفاً بأن النتيجة ستكون (صفر جديد)؟!
ذات الخطاب الذي قاله “ياسر عرمان” في الجولة السابقة كرره هذه المرة، وكأن الوساطة لم تنجز شيئاً طيلة الأشهر الماضية لتقريب وجهات النظر بين الفريقين،، ليعودا وقد تم الاتفاق على موضوعات الحوار، بل على مشروع اتفاق مبادئ يخلص إلى وقف فوري لإطلاق النار، من خلال مراسلات ومكاتبات يفترض أن تنسقها الوساطة قبل أن يعود الوفدين مرة أخرى إلى “أديس أبابا”.
لم يحدث هذا، لا من الوساطة التي تضم (رؤساء جمهوريات) سابقين مثل الرئيس “ثابو مبيكي” والرئيس “عبد السلام أبوبكر”، ولا من الحكومة التي ينبغي أن تحرص على اسم ومكانة السودان في المحافل الدولية، فلا ترتبط أخبار بلادنا في (الميديا) العالمية على الدوام بالحروب وتداعياتها، وفشل المفاوضات مع المتمردين كل حين وآخر ، ثم إنه من اللائق ألا تتلاعب الحكومة بعواطف الشعب فتحمله يوماً على أجنحة الأمل والتفاؤل، وتلقيه بعد يوم على مواقد الخيبة والتشاؤم!!
كل ذي بصر وبصيرة كان يوقن بفشل هذه المفاوضات التي سمَّيناها من زمان بـ(المفاوضات العبثية)، لكن أمريكا وعبر أذرعها في الاتحاد الأفريقي تريدها هكذا.. عبثية، لتقرر من بعد كل فشل صيغة القرار الذي سيصدر عن مجلس السلم الأفريقي ومجلس الأمن الدولي !!
إذن نحن بانتظار قرارين جديدين من اتحادهم في “أديس” ومجلسهم في “نيويورك” !!