الديوان

تصرفات وهوس المعجبين.. فيروس يصيب الشباب السوداني

سجدة وقبلة وحالات هستيرية
تقرير – محمد جمال قندول
ظواهر غريبة وتصرفات مشينة بعيدة كل البعد عن التقاليد والأعراف السودانية تفشت في الآونة الأخيرة وظلت تصدر من بعض معجبي المطربين، هذه التصرفات زادت بصورة كبيرة خاصة في الحفلات الجماهيرية، وقبل أيام راج على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع لفتاة عشرينية اعتلت خشبة المسرح لتضع قبلة مفاجئة على خد المطرب الشاب “حسين الصادق” وقبلها تفاجأ الفنان الجماهيري “أبو عركي بخيت” بشاب يسجد تحت قدميه مما اضطره لإيقاف وصلته الغنائية تعبيراً عن سخطه وغضبه من هذا التصرف، ثم خاطب جمهوره قائلاً (كدا يبقى الفن حرام)، وسبق لفتاة أن قامت بذات التصرف المشين حيث سجدت لفنان الطمبور “محمد النصري”، ومن ضمن التصرفات الجماهيرية الهوجاء الغريبة على مجتمعنا السوداني واقعة حدثت قبل سنوات عندما اقتحمت مجموعة الفتيات (طالبات) لصالة الاستقبال بـ(فندق الهلتون) سابقاً (الكورال) حالياً ليفاجئن الجميع بارتمائهن وبصورة هستيرية على أحضان الفنان المصري “إيهاب توفيق” الذي كان يستعد لاعتلاء المسرح لإحياء حفل رأس السنة، ليتكرر ذات التصرف مع الفنان “طه سليمان”.
كل ظواهر هوس المعجبين أثارت جدلاً كثيفاً وقوبلت بهجوم شديد، ولكن حادثة تقبيل الفتاة لـ”حسين الصادق” كانت الأكثر سخونة وجدلاً خاصة وأنها وقعت أمام أعين الجماهير، وهنا تتصاعد التساؤلات هل الجراءة أصبحت شيئاً عادياً عند الفتاة السودانية.. وهل صار شبابنا سريع التأثر بتصرفات وتقليعات الجماهير خارج الحدود.. وهل هذه الظواهر لها علاقة بتردي الأوضاع في الوسط الفني..؟!! كل هذه الأسئلة حملتها (المجهر) وهي تستطلع عدداً من الناس حول تلك الظاهرة السالبة.

قلة أدب وعدم تربية
“سيدة علي الحسين” – موظفة – عبرت عن سخطها لما ظلت  تشاهده من انحرافات – على حد تعبيرها – في تصرفات بعض المهووسين والمهووسات، وأشارت إلى أنها نتاج انفتاح المجتمع السوداني على الغرب بفعل العولمة، وعزت مثل هذه التصرفات إلى التنشئة في الأسرة.
(بالله دي مصيبة شنو) بنبرة ظهر فيها إحساس الذهول تحدث إلينا الموظف بالسكة الحديد “عبد الله طارق” والذي تأسف وتحسر لغياب الوازع الديني وسط الجيل الحالي حتى بات ظاهراً في تصرفاتهم، مضيفاً بأنه يجب على المجتمع التحرك لنشر التوعية وآداب الدين القويم والذي نهانا عن مثل هذه التصرفات.
“ريم شرف الدين” خريجة (جامعة جوبا) اختزنت إجابتها بعبارة مقتضبة وهي تعلق عن حادثة فتاة “حسين الصادق” حين قالت: “دي بت ما محترمة وما متربية”.

إفرازات التشبه بالغرب
الفنانة “عبير علي” في خضم تعليقها على الظاهرة قالت: لا نستطيع أن نتعامل مع المعجبين بقاعدة ثابتة، ومثل هذه التصرفات تنتج عن إحساس خاص ولا نستطيع الحكم عليهم، ولكن هذا لا ينفي أن يتعامل المعجبون وفق أخلاقيات المجتمع السوداني والذي يميل إلى الانضباط.
فيما كان للفنان “محمد ميرغني” رأي مخالف، وعبر عن سخطه لمثل هذه التصرفات الشنيعة، وقال في معرض الطرح: دي لا عاداتنا ولا تقاليدنا، وأضاف: هي إفرازات التشبه بالغرب من خلال منافذ العولمة والتكنولوجيا التي باتت رائجة وسط مجتمع الشباب، ونحن كفنانين نرفض مثل هذه التصرفات لأنها لا تشبه قيم المجتمع السوداني الجميل والمحافظ.

تعري أخلاقي
الباحثة الاجتماعي “د. منية أحمد” قالت بأن مثل هذه الظواهر نتيجة إفرازات طبيعية للغزو الفكري والثقافي على مجتمعنا والذي بدأ يفقد الرونق المحافظ عليه في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن الحد من مثل هذه الظواهر تكمن في بث ونشر الوعي المكثف من خلال منابر الخطب الدينية والمحاضرات في الأحياء والفضائيات السودانية.
وأقرت “د. منية” بأن مثل هذه الظواهر تعبر بصدق عن تعري المجتمع أخلاقياً وعدم تمكنه من الوقوف أمام الغزو الثقافي السالب في نفوس شبابنا.
وهاجمت “د. منية” المحطات السودانية التلفزيونية قائلة: (ديل في وادي ونحن في وادي)، وأضافت: من صميم عمل القنوات الفضائية إدخال برامج توعية، مشيرة إلى أن كل ما يعرض عبر هذه المحطات هو غناء لا غير.
 
يحشر المرء مع من أحب

الشيخ “محمد هاشم الحكيم” عضو هيئة علماء المسلمين تحدث لــ(المجهر) عن واقعة (حفل حسين)، مشيراً إلى أنه شاهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال في معرض تعليقه على كثرة مثل هذه التصرفات: سُئل الإمام “مالك” عن الغناء فقال: “إنما يفعله عندنا الفساق”، وقال “سفيان الثوري”: “الغناء رقية الزنا”، وبالتالي ما نراه اليوم من حفلات ماجنة مختلطة وكلمات أكثرها فاسدة تصر على المنكر حيث يختلط مزمار الشيطان بإتباع الشيطان فتكون هذه التصرفات منافية للدين الإسلامي ولأخلاقنا وأعرافنا وقيمنا، واستشهد هنا بحديث الرسول “صلى الله عليه وسلم” الذي قال فيه:  (إن العين لتزني واليد لتزني وفي الأثر من قبل امرأة لا تحل له كربت شفتاه في النار)، ثم واصل حديثه قائلاً: لذلك يجب التشدد والحسم مع أمثال هؤلاء المفتونات بالمطربين حتى يتعظن ويعتبرن ويوعين بخطورة أفعالهن في الدنيا والآخرة، وهذه الأفعال من باب إشاعة الفاحشة والمجاهرة بالمعصية، وقال “صلى الله عليه وسلم”: (كل أمتي معي إلا المجاهرين)، ولذلك على الدولة أن تشدد العقوبات اتجاه مثل هذه التصرفات وتغلق المنافذ على الحفلات المختلطة.
أما بخصوص الجهال الذين يتكالبون على المطربين ويسجدون  لتعظيمهم فهذا فيه شرك واضح، واختم بقول الرسول “صلى الله عليه وسلم”: (يحشر المرء مع من أحب).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية