يوم "أبو عجل"
هي مدينة وفية لإنسانها حفية بأبنائها مهما تباعدت المسافات وتغيرت
الجغرافية، تبقى مدينة “الأبيض” رمزاً للقومية ووحدة السودانيين. “الأبيض”
التي أنجبت من رحمها الولود ما لا يمكن إحصاؤه من الرموز والقيادات، شعراء
وأدباء وكتاب وسياسيين، مدينة كان ينوب عنها في البرلمان “حسن عبد القادر
الحاج” و”أحمد عبد السلام” و”بشير عمر” و”إبراهيم السنوسي”، ومدينة جمل أمسياتها “ود القرشي” و”الشفيع”، وليس غريباً أن تحتفي “الأبيض” بأحد رموزها وأقمارها التي تضئ عتمة الليل البهيم إلى صباحات مشرقة. إنه النجم الإنسان د.”عثمان مكي فضل الله” الشهير بـ”أبو عجل” أحد الصيادلة الأوائل في بلادنا ممن درسوا الصيدلة وارتبطوا بها كمهنة إنسانية لخدمة الناس. وحمل الراحل “أبو عجل” الرقم ستة في سجل الصيادلة، ومنذ عام 1952 وحتى رحيله الفاجع لأهل كردفان عام 2006، ظل “أبو عجل” في خدمة الناس، وكان ديوان زكاة مفتوحاً لأصحاب الحاجات وبيتاً لمن تقطعت به السبل. كانت “الأبيض” أمس(السبت) وفية لـ”أبو عجل”، وأبناؤه يعيدون للأجزخانة الوطنية الروح والحياة، وتخرج عروس الرمال وفاءً لرجل يستحق الوفاء، يتقدم الأوفياء مولانا “أحمد هارون” والي شمال كردفان، وأبناء الراحل د. “مكي” ود. “سلوى” ودكتورة “ميسون يوسف” و”أحمد” و”أميمة” وهم يكرمون رجلاً يستحق التكريم.