الاحتفال بمرور (400) عام على الدراسات والمخطوطات العربية والإسلامية بهولندا
نظمته سفارة هولندا بالمتحف القومي
الخرطوم – يوسف بشير
على أنغام سحر الأغاني التراثية تفتتح وزير الثقافة “الطيب حسن بدوي” وسفيرة جمهورية هولندا بالخرطوم “سوزان بلانخارت” مساء أول أمس، معرض الفن الإسلامي- فن الكتب الإسلامي لأربعين مخطوطة تمثل جانباً مهماً من التراث العربي والخط العربي والعمارة العربية من مخطوطات جامعة (لايدن) الهولندية بمناسبة مرور أربعمائة عام على أنشاء قسم دراسات الشرق الأوسط بالجامعة بالمتحف القومي التي تنظمه السفارة الهولندية بالخرطوم بالتعاون مع وزارة الثقافة .
عمق التاريخ
صاحب افتتاح المعرض حفلة موسيقية للفنان “عبد القادر سالم” الذي أجاد في أداء أغنيات التراثية باذخة تجاوب معها الحضور بالرقص والابتهاج ، داخل المعرض بدت قيمة جمالية للمخطوطات الإسلامية بخط اليد إضافة للمنمنمات والعمارة وضحت وحدة وتنوع الأنماط الزخرفية في العالم الإسلامي. وشمل المعرض كتاب (الصلاة) للعالم الموسوعي “الجزولي” وهو كتاب مشهور ومعمول به لما يزيد من القرنين في كل العالم العربي. يعكس عمق التاريخ المثير للإعجاب من الشعر والعلم (الفلك والطب والميكانيكا) في العالم العربي وتم تقسيم الاعمال المختارة للمعرض لخمسة مواضيع هى: خط اليد، صور لمكة والمدينة، منمنمات من أعمال علمية، شعر، تصميمات زهرية وهندسية حيث يستطيع الزائر الاستمتاع بثراء الفنون الزخرفية كما هى موضحة في المخطوطات بدون الحاجة للسفر لجامعة (لايدن) وتشير الصحيفة الي المعرض ليس سوى مختارات من النسخ لفن خط اليد والرسوم التوضيحية والإضاءات الأكثر جمالا حيث إن الوثائق الأصلية قابلة للتلف بصورة كبيرة.
علاقات قديمة
خلال مراسم الافتتاح أبدت سفيرة هولندا بالخرطوم سعادتها للاحتفاء بمرور (400) عاما على الدراسات العربية والإسلامية بهولندا من خلال عرض نسخ مختارة من المخطوطات الإسلامية من مجموعة جامعة لايدن وقالت إن المعرض يلقي الضوء على تنوع الأديان،و الثقافات والسكان في بلادها وأشادت بعلاقة بلادها بالعالم الإسلامي وذكرت أن هولندا أقامت علاقات دبلوماسية مع المغرب والإمبراطورية العثمانية منذ أمد بعيد الشئ الذي مكن العلماء الهولنديون من السفر لشمال أفريقيا والشرق الأوسط لدراسة المصادر الأصلية وأشارت الي أن جامعة (لايدن) تملك حوالي 4000 مخطوطة عربية إضافة إلى (2000) وثيقة بالفارسية والتركية العثمانية وقدمت شكرها لتعاون وزارة الثقافة السودانية والمتحف القومي وقالت اشعر بفخر شديد لاستضافة المعرض هنا في المتحف القومي وأود في هذه السانحة ان اتقدم بشكري مرة أخرى للسيد وزير الثقافة ومدير المتحف القومي كما أود أن أشكر السيد “محمد صالح عبد الرحيم” على المساندة والرعاية.
الزائر للمعرض يكشف جانب عظيم من عمق العلاقات التاريخية التي تربط العالم الإسلامي بهولندا ويؤكد انفتاح الأخيرة علي مختلف الثقافات وذكر بعض الحضور للصحيفة أول أمس أن جامعة (لايدن) الهولندية تمتلك أكثر من أربعة ألف مخطوطة تمثل مختلف العصور الإسلامية وكشفوا أن هولندا حصلت علي تلك المخطوطات بالهبة من أعيان وملوك الدول الإسلامية بمختلف الحقب التاريخية وقال أحدهم أن جامعة (لايدن) تملك الترجمة العربية لكتاب الحشائش لمؤلف المواد الطبية العالم الإغريقي “ديوسكو راديس” وهذا الكتاب يعود للعام 1083م
وجالت (المجهر) في المعرض واستنقطت عدداً من الحاضرين في البدء أبدت “هاجر سليمان” سعادتها بحضورها ليلة الافتتاح وأشادت بأداء الفنان “عبد القادر سالم” خاصة عندما شدا برائعة التراث الشعبي (ليمون بارا) وقالت “هاجر” المعرض يعكس صورة مشهديه رائعة للفن الإسلامي في السابق وتحسرت علي إهمال الجامعات العربية لمخطوطات الفن الإسلامي بينما تهتم بها جامعة (لايدن) التي قالت أنها تملك وحدها أربعة مخطوطة وتساءلت الجامعات كم تملك من المخطوطات بينما قال “خالد” باقتطاب أن المعرض جميل جداً وبين أحدي المتجولات من جنسية أجنبية دون أن تفصح عن هويتها قالت عن المعرض انه يحوي تاريخ يحق للعالم الإسلامي الفخر به وقالت الثقافة الإسلامية ثقافة راقية ومتحضرة وضاربة الجذور.