الديوان

أحلام في قائمة الانتظار على قارعة الطريق

إعلانات السفر للدراسة بالخارج
الخرطوم ـ سعدية إلياس
(سافر للدراسة في الهند ـ ماليزيا ـ القاهرة وكندا) لم تعد تلك اللافتات التي تنتشر على قارعة الطريق مجرد إعلانات فحسب، فهي بالتأكيد صارت من ضمن الأحلام التي تضج بها حياة الشباب، وعبارة (بوابة مطار الخرطوم.. الطريق إلى السعادة) حقاً باتت تشكل جزءاً من أحلام الشباب السوداني.. على تقاطع شارع القصر مع السيد عبد الرحمن علقت أحلامهم على ورق مزخرف بنظرات عيونهم الحائرة من خلف شباك المركبات، وعندما تدور عجلاتها كأنها تحرك مشاهد حلم جميل عاشوه على طرقات “نيو دلهي” أو “الإسكندرية” لا يفيقون منه إلا على صوت (الكمساري) وهو يناديهم (يلا يا شاب وصلنا السوق العربي).
أحلام مؤجلة
لمناقشة الموضوع آثرت (المجهر) التوقف عند هذه  المحطة والتقت بالشاب “يوسف عوض الله” الذي قال بنوع من العزيمة والإصرار “إن طال الزمن أم قصر سيهاجر إلى أوربا” حتى يزيد من قيمة شهادته في مجال تقنية المعلومات، لكن “الأمين الطيب” طالب طب بجامعة الخرطوم قال إنه يتمنى أن يوفقه الله في إكمال دراسة الطب ومن ثم السفر للخارج لتحضير الدراسات العليا في “بريطانيا”، لكنه عاد وقال بنبرة يملأها الحزن: السفر بات أمراً مكلفاً وتلك اللافتات التي تعلق على الشوارع ليست شيئاً سهلاً وإنما هي حلم يراود آلاف الشباب من الطلاب الذين يملكون رغبة في إضافة شيء لأنفسهم بصورة خاصة وإلى بلدهم بصفة عامة.
وعلى عكس الإفادات السابقة قالت “أسماء أحمد” إنها من ضمن العشرات من الطلاب الذين غادرون لدراسة الطب خارج السودان، وكانت محطتها “روسيا”، ومضت قائلة: أكثر شيء ندمت عليه في الدنيا هو اتخاذي قرار الدراسة في الخارج وبعيداً عن أسرتي، وأضافت بدأت الدراسة منذ أعوام وفي ذات مرة أرغمتي الأشواق على العودة للسودان بعد إكمال سنة (أولى وثانية)، وعندما قررت العودة لإكمال دراستي تعسر سفري وضاعت سنيني ولم أستطع تحقيق حلمي حتى اللحظة.
ختاماً
ربما حقق بعضهم أمنيته في الدراسة خارج السودان، بينما يبقى الآخرون في حالة ترغب أن تتحقق يوماً.. فطالما هناك عقل يفكر من الطبيعي أن تكون هناك أحلام في قائمة الانتظار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية