تابت .. ثابت !
لأن السودان حكومة وشعباً انفقوا قراب الأرض أموالاً وحججاً لدحض الأكاذيب المريعة التي ظلت السمة الراجحة في كثير مما يتربط بأزمة دارفور لما أنجزوا وكسبوا بقدر ما حدث بعد افتضاح فضيحة الفبركة الشنعاء التي رسم سيناريوهاتها نشطاء الانترنت ومعارضو التسول باسم الإقليم في المنافي الاختيارية، والذين مرروا كذبتهم النكراء فركب في سرجها كل حقود وشامت قبل أن يتبين. وشخصياً ومنذ اللحظة الأولى لشيوع فرية الاغتصابات التي رمي بها أطهر الرجال في هذا البلد، وأرأفهم به لم يكن عندي شك في أنها كذبة صريحة، فقد خبرنا رجال الجيش في بيوتنا ومجتمعنا وصحبانهم فى مكان (الكوع بحمى) و(الريق يبقى دقيق) فما عرفنا إلا أهل مروءة وفضيلة يبيت ثوبهم بمنجاة عن اللوم إذا الملامة ببيوت حلت.
إن الفرية التي تم الترويج لها بمنطقة (تابت) بشمال دارفور، لم تحدث، ظناً ويقيناً، ولن تقع مثلها، إلا في عقول أهل الخيالات المريضة الذين يظنون أن هذا الشعب الكريم مثلهم دناءة ورداءة، وحاشاه، إنه شعب الأخلاق والفعل الكريم، يعسر حاله نعم، يتضجر صحيح، يقسو على نفسه وبلده وحكامه ربما، لكنه لا يعقد لواء ثقته لمجرم أو جبان، ولكل هذا لم يظن أحد ممن صفت نفوسهم ورسخوا في علم اليقين أن ما جرى قد جرى، كان واضحاً أن الأمر فرية من فريات مناضلي الغفلة، والذين كالعهد بهم يبيعون دينهم لعرض زائل يقربهم لأسيادهم في المنظمات، وقد أحكم أولئك مكرهم وما دروا أن مكر الله أكبر فغلبوا حيناً ثم ما لبثوا أن غُلبوا في طويلة وليس في أدنى الأرض.
إن ما جرى يستوجب نقض كل تراكمات أكاذيب كبيرة، فشت ومضت بين العالمين، فمن كذبوا في (تابت) هم قطعاً في غيرها أكذب، ومن رضي بجلب إشانة السمعة فيها قطعاً أتى هذا الفعل الجبان في غيرها، قد يكون افترى مثله في سيرة كتاب، أو بيان يلقى أو إفادة تروي ليحوز وثيقة اضطرارية للعيش، او يتوطن في بلد بديل، إن الأمر ليس تحاملاً على أحد أو جهة، لكنها الحقيقة ناصعة ليعلم أهل السودان أن الزعيم الأفريقي الكبير قد صدق حينما قال إن السودان وشعبه ابتلي بمعارضة غير محترمة، وقد صدق وأجاد، إن معارضة مدنية أو مسلحة تسوق أبناء شعبها كحفنة من المضطهدين المغتصبين والمغتصبون بالباطل والأكاذيب بغرض تسجيل نقاط لإدانة النظام الحاكم معارضة حقيرة البصق مكرمة لا تستحقها.
ثبت في (تابت) أن فصل الاغتصاب منتحل (وزايدنو موية)، وترى كم مثلها من قصة رُسمت بظلال الشائعة وتحولت إلى وقائع يقوم عليها قرار وموقف!