"عركي" (يطوح) بمشاعر الجمهور.. بتوقفه عن الغناء مرتين
في حفله الأخير الذي كاد أن يفسد لسوء التنظيم
المسرح القومي – محمد إبراهيم الحاج
بُعيد صلاة المغرب مباشرة بدأت حركة محمومة في شارع النيل بأم درمان وزادت عوادم السيارات
من تفريخ (عوادمها) لذرات أبخرتها التي تصاعدت إلى السماء وسدت ملء المنافذ، بالإضافة إلى توافد (راجلين) صوب (المسرح القومي) وعلى سيما كثيرين منهم ملامح غبطة وسرور رغم (وعثاء) الأجواء، لأنهم كانوا يمنون أنفسهم بقضاء ليلة انتظروها طويلاً مع “أبو عركي البخيت”. كل الظروف كانت متاحة لأمسية استثنائية ولكن ما حدث بعد ذلك كاد أن يحيلها إلى كابوس، فقد اضطر “أبو عركي البخيت” إلى إيقاف حفلته الجماهيرية أمس الأول بالمسرح القومي (مرتين) بسبب (تفلتات) بعض جماهيره التي وجدت حبل (الفوضى) مشرعاً بسبب سوء التنظيم واهتمام متعهد الحفل بإدخال أكبر قدر من الجماهير إلى المسرح دون ترتيب أو تنظيم، ما أسفر عن حالات غريبة على الساحة كادت أن تؤدي إلى كارثة لولا حنكة “أبو عركي” في التعامل معها. ورغم أن “أبو عركي” قدم أمسية من أجمل الحفلات مؤخراً، إلا أن عدم اهتمام الجهة المنظمة للحفل بسلامته وعدم تخصيص حرس لحمايته، أغرى كثير من (المتفلتين) على ابتداع أشكال (غريبة) غير مألوفة، وأوقف “عركي” أغنية (واحشني) عندما صعد أحد الجمهور إلى المسرح وحاول (تقبيل) قدميه، إلا أن الفنان تفاداه بسرعة وخاطب الجمهور عبر (المايك) قائلاً: كده الفن بيكون حرام، ولم تحرك هذه الحادثة منظمي الحفل لأخذ الحيطة اللازمة من تكرارها، وتجاهلوا الأمر كأن شيئاً لم يحدث، وهو الأمر الذي جعل كثيراً من (المراهقين) يصعدون إلى خشبة المسرح ومحاولات القاء التحية على الفنان واحتضانه، وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث حالات من الهرج والتهريج المضر، وأبدى عدد من الجمهور تذمره من غياب التنظيم، وطالبوا “عركي” بأن يتحول بحفلاته إلى (نادي الضباط) وإسناد مهمة التنظيم إلى جهة أخرى بخلاف المتعهد الذي كان وقتها مشغولاً بمتابعة ايرادات (شباك التذاكر)، ثم اضطر “عركي” إلى إيقاف الحفل مرة أخرى في الأغنية الأخيرة (نور النوار) حينما احتل بعض المراهقين المسرح وسط غياب تام للجنة المنظمة أو الحرس و(تكالبوا) عليه حتى عجز عن مواصلة الغناء، ما دعاه إلى الإشارة إلى الفرقة الموسيقية بالتوقف للمرة الثانية، حتى تم انزال (مقتحمي) المسرح وعاد إلى مواصلة أداء الأغنية.
حفل مختلف..
رغم الهنات التي كادت تعصف بالحفل، إلا أن “أبو عركي البخيت” قدم أداءً لافتاً للغاية، وغني لأول مرة اغنيتين جديدتين الأولى بعنوان (ببكي عليك يا وطني) من كلماته وألحانه والثانية (الفرح الدخلتيهو علي) للشاعر “بشرى الفاضل”، وكعادته في حفلاته الجماهيرية تناول ظاهرة هجرة المبدعين وتحسر على غياب عدد من العازفين بفرقته الذين قال إنهم هاجروا، وعلق بقوله: (الله يجازي الكان سبب)، كما تغنى “عركي” بأغنياته المعروفة (واحشني، بخاف، عن حبيبتي بقول لكم، فرح ناعم، يا قلب، من معزتك انتي ليا وغيرها).
مشاهدات من الحفل
* طالب عدد كبير من جمهور “أبو عركي” إسناد تنظيم حفلاته إلى متعهد آخر بعد سوء التنظيم للحفل أمس.
* عضو (عقد الجلاد) السابق حمزة سليمان (قبل) رأس “أبو عركي البخيت” وتجاوب كثيراً مع أغنياته.
* العواد “عوض أحمودي” صعد إلى المسرح.. واحتضنه “أبو عركي” كثيراً وتمايل كثيراً مع الأغنيات وقابله الجمهور بتصفيق مدوٍ.
* في كل يوم يثبت (المسرح القومي) عدم قدرته على استقبال حفلات المطربين أصحاب الجماهيرية العالية لمساحته الضيقة وقرب الجمهور من المسرح.