انطلاق ليالي مهرجان اليوبيل الذهبي لإتحاد الغناء الشعبي
في امسية تالق فيها “سرحان” “القلع” “الجبلابي”
أم درمان – آيات مبارك
في أمسية تضوع أصالةً تكللت أم درمان بثنائية العين (العمم والعكاكيز) وأصوات الرق والدفوف طرباً واحتفاءً بعيد الغناء الشعبي لإطفاء إتحاده شمعته الخمسين وسط حشود من أهل الثقافة والفن وضروب الإبداع كافة على خشبة (المسرح القومي) تحت رعاية شركة (زين للاتصالات) تحت شعار (زين ترعى قيم الثقافة). وقد شرف الليلة الافتتاحية حضوراً والسيد وزير الثقافة “الطيب حسن بدوي”، والسيد معتمد أم درمان “اليسع الصديق”، والأستاذ “السمؤال خلف الله” مدير عام التلفزيون القومي، وممثلو إتحاد المهن الموسيقية الأستاذ “عبد القادر سالم” والسيد “صلاح خليل” و”د. عبد الله يوسف” الأمين السابق لإتحاد فن الغناء الشعبي، “أحمد فلاح” الأمين العام لدار فلاح وكافة الاتحادات الفنية وعضوية اتحاد فن الغناء الشعبي والرموز الثقافية كافة.
الافتتاحية
كانت الافتتاحية من نصيب العنصر النسائي بقصيدة للأستاذة “فتحية عبد السلام” (خمسين سنة نادينا فن شعبي وأصيل في دارك العز والهنا// نحن بنعز الاتحاد عزة أبونا وأمنا)، ثم أوبريت اليوبيل الذهبي من كلمات “قاسم محمد بابكر” وألحان الأستاذ “عبد الرازق” الذي استطاع أن يوثق للإتحاد من العام 64م. ثم كلمة السيد “محمود علي الحاج” رئيس اتحاد فن الغناء الشعبي الذي ابتدر حديثه شاكراً السيد معتمد أم درمان ورعاة الفعالية وممثلي الأجهزة الإعلامية قائلاً: “بعد أن رست بنا سفينة الإعداد لهذه الليلة المباركة واكتملت الأشواق لنعانق معاً تاريخاً حافلاً هو اليوبيل الذهبي لتأسيس هذا الكيان، والذي تعاقبت على قيادته أسماء ورموز نكن لها التجلة وفائق الاحترام، تجئ هذه الثمرة لحصاد طويل منذ عام أرسى دعائمه الآباء المؤسسون وبذلوا من أجله العرق والدموع، فالتحية لأبناء من رحلوا والتجلة لمن لايزال على الدرب مواصلاً العطاء، إخوتي الكرام لا أذيع عليكم سراً إن قلت عندما حان أوان اليوبيل الذهبي فكأنما أيقظنا من سبات، فشمرنا السواعد وامتلأت العزائم والطموح لتقديم شيء جديد ومبتكر يليق بالمناسبة وعظمتها، لكن حالت دون هذا الطموح المسائل المادية، فعقدنا العزم على أن نقدم ما عندنا، وختاماً دعوة لكل من قدم لهذا الكيان ولهذه الفعالية التي تستمر حتى نهاية (نوفمبر)، فمرحباً بكل راغب في المشاركة”. ثم تحدث السيد “اليسع الصديق” محيياً وزير الثقافة والإخوة في (زين) وقبيلة الإبداع أهل التراث والأصالة والغناء الشعبي، وأُحيي الـخمسين عاماً لأقول لهم أن هناك حرباً بين الموروث الشعبي والثقافة الغازية”، ثم تحدث بالدارجة قائلاً: “بقول لكل أهل الإبداع لمن جوني ناس التراث الشعبي قلت ليهم أم درمان دي ياها وش السودان وياها بلد الحيشان وياها بلد التراث الشعبي، أهل كتاب وركاب بلمهم نحاس وبفرقهم نحاس، نوبة ولالوبة وأهل فن أصيل تغزلوا في أم درمان وشوارعا فيها الترام، المزالق، فتيح وظبية المسالمة، وأُحيي “الخليل”، “عبد الدافع عثمان”، “إبراهيم عوض” والعندليب “زيدان” وأُحيي “أولاد البنا” الذين تغزلوا في (أم شلوخ) ومدينة “الصلحي” الذي نازع “بيكاسو” عرشه وفي الشعر(أولاد بنونة بت المك)، أهل الأدب والفن ناس (الموردة) و(ابوعنجة) وأمراء (العباسية) ثم (الشيخ حمد النيل) و(قدح الدم) (الشيخ الطيب) (الشيخ قريب الله)” وحكى عن ذكرياته بـ(شارع الترام) وعن وجدان الشعب السوداني الذي تشكل من (أم درمان) والغناء الأصيل الذي لا تتم إجازته إلا من (سوق الموية) و(الإذاعة)، وأُحيي “خالد أبو الروس” لأننا في (مسطبة شيخ المسارح).
وتحدث وزير الثقافة شاكراً هذه المدينة التي ألفت بين قلوب أهل السودان وانتصرت لاستقلال هذا البلد الذي استطاع شعراؤها ومغنوها أن يعيدوا لهذا الشعب كرامته، وجدد تقديره لشركة (زين) ودعمها لمسيرة الثقافة، وأعلن قائلاً إن هذا اليوم يعد مفصلاً تاريخياً لنهضة ثقافية شاملة، وحيا “محمود علي الحاج” الذي يعبر عن أصالة التاريخ الأول والرجال الأوائل الذين سكبوا العرق والدموع وأفرحوا الشعب وعززوا قيم العاطفة والمروءة وحفظوا وحدتهم المشبعة بقيمنا الدينية والأخلاقية والإرادة السياسية التي اتجهت للحوار وتعزيز البناء والحوار المجتمعي.
وعلى هامش الاحتفال التقت (المهجر) بالأستاذ “على مصطفى” الشهير بـ(الدكشنري) الذي قال: “بدأت فكرة إتحاد فن الغناء الشعبي في العام 1963م في “ود نوباوي” بمنزل القاضي الشيخ “سعد” واكتملت في 64م ونبعت الفكرة من الأستاذ “حسن الأمين”، وكان في ذلك الوقت سكرتير الاتحاد “فيصل سرور”.
ومن الذين أنشأوا الاتحاد الفنان “محمد أحمد عوض”، “محمود فلاح”، “أولاد شمبات”، “أولاد الموردة”، “أحمد يوسف”، “عبد الله محمد”، “محمود علي الحاج” و”بادي محمد الطيب”، وغايتنا المستقبلية تواصل الأجيال.
أما الأستاذ “نصر الدين تمتام” فقال: نهنئ الاتحاد بمناسبة يوبيله الذهبي ونناشد الإخوة الفنانين “كمال ترباس”، “حسين شندي”، “الأمين البنا”، “القلع عبد الحفيظ” و”البعيو” بالعودة لرفع شأن الاتحاد حتى يعود قوياً كما كان.
طبول الغناء الشعبي
وكللت الأمسية بمفاجأة من صاحب الصوت الطروب القادم من “الجزيرة” الفنان “صديق سرحان”، ثم تلتها وصلة غنائية بصوت الفنان ” عصام الجبلابي” بأغنية (تور الجواميس)، ثم أسكر الحضور الفنان (البربري) بأغنية (خمرة هواك)، واختتمت الاحتفالية برائد من رواد الغناء الشعبي الفنان “القلع عبد الحفيظ”.