حوارات

القيادي بالحزب الشيوعي "صديق يوسف" في حوار مع (المجهر السياسي) (1-2)

حوار – سوسن يس
لم نفشل في إخراج الناس وإسقاط النظام ولكن الناس يخافون من القمع!
سنعمل على إسقاط النظام ولو أنفقنا في ذلك عشرة سنوات أخرى!
نحن نعمل الآن من أجل (فك الخوف عند الناس)!
جلسنا مع السلطة وطلبنا عدم التعرض لـ(الميدان).. و(الميدان) الآن تنشر ما لا تنشره الصحف الأخرى!
“الحوار مع الوطني (عفا عليه الدهر) وانتهى”.. بهذه العبارة عبَّر الأستاذ “صديق يوسف” عن موقف الحزب النهائي من الحوار الوطني.. وقال إن الطريق الأوحد لحل قضايا السودان هو إسقاط نظام الحزب الواحد، وليس التحاور معه، وأكد أن المعارضة ماضية في تنفيذ هذا الهدف، وقال (سنعمل على إسقاطه ولو كلفنا ذلك عشرة سنوات أخرى). في هذا الحوار أجاب “صديق يوسف” عن أسئلة (المجهر) ورد على اتهاماتها، وقدم مرافعة عن أحزاب المعارضة.
فإلى مضابط الحوار:
{ كيف ترى المشهد السياسي؟
–    طبعاً فيه قضايا متعددة، بالنسبة لقضية الحوار مع المؤتمر الوطني نحن نفتكر أن هذا الموضوع عفا عليه الدهر وانتهى – لأن العناصر الأساسية التي كان يرتكز عليها المؤتمر الوطني من خارج أحزاب حكومة الوحدة الوطنية كانت هي أحزاب المعارضة. وتجمعت مع الوطني (3) فئات هي (المؤتمر الشعبي) و(حزب الإصلاح) ناس “غازي صلاح الدين” وحزب (الأمة القومي)، حزب (الأمة) أصدر بياناً وخرج وانتهى من موضوع الحوار، وناس (الإصلاح الآن) أصدروا شيئاً مماثلاً.. و(المؤتمر الشعبي) لم ينسحب من الحوار، لكن أصدر تصريحات عن الانتخابات وقال إنهم سيقاطعونها، هؤلاء هم الناس الذين كان المؤتمر الوطني (متكل عليهم)، إذاً الحوار ما عنده مستقبل.
وحقيقة هذا الحوار المطروح لا يحل قضية السودان، قضية السودان لا تحل إلا باشتراك كل الناس، وأن يتم ذلك في ظروف مناسبة وبعد تهيئة المناخ، أنا لا يمكن أن أدخل في حوار مع نظام إذا قلت كلمة ضده يعتقلني، والأطراف الموجودة بالخارج والتي يريدون منها أن تدخل في الحوار الحكومة تمنع الناس من الالتقاء بهم، هذا مناخ لا يمكن للناس أن يتحدثوا فيه عن الحوار، أي حوار لا يهدف إلى تفكيك نظام الحزب الواحد لا معنى له، لأن سبب أزمة السودان الآن هو هذا النظام الديكتاتوري الذي حكمنا (25) عاماً وأدت سياساته لفقدان ثلث مساحة السودان.. إلى انفصال الجنوب والحرب دائرة منذ أكثر من (10) سنوات في “النيل الأزرق” و”جنوب كردفان”.. والحرب وصلت الخرطوم في العام الماضي وكان استخدام الرصاص ضد المواطنين.
هذا النظام هو سبب أزمة البلاد، وأي حوار لا يؤدي إلى ذهاب هذا النظام لا معنى له، هذا هو موقفنا.
 { ولكن ما هي البدائل؟ أنتم ترفضون الحوار وفشلتم في إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية؟
–    بسرعة قال: نحن أصلاً لم نطرح قضية الحوار، نحن طارحون قضية إسقاط هذا النظام.
 { وفشلتم في إسقاط النظام؟
-(مش موضوع إنو فشلنا).. فأنت حينما تطرح إسقاط النظام ستعمل على إسقاطه إلى أن يتحقق ذلك (إن شاء الله نأخذ تاني 10 سنوات)، لكن لن أتصالح معه إطلاقاً إلى أن أحقق هذا الهدف.
هذا هو شغلنا الآن ونحن عندنا الطريق، وقبلاً نحن أسقطنا (نظام عبود) وأسقطنا (نظام نميري) بالإضراب السياسي وبالانتفاضة الشعبية، وسنسعى لإسقاط هذا النظام وما أخر هذا الأمر هو القمع المفرط الذي تستخدمه هذه الحكومة، القمع يجعل الشخص يتخوف من أن يخرج في مظاهرة فيضرب بالرصاص أو يدخل في إضراب فيتم فصله أو منعه من الأكل والشراب أو.. النظام مستمر بسبب (الحماية بتاعته) وليس بحب الشعب له.. النظام مستمر بقمعه للآخرين ونحن عندما نتمكن من تخطي حاجز الخوف من القمع هذا النظام سيسقط.. نحن الآن نعمل من أجل هذا نعمل من أجل (كسر وفك الخوف العند الناس دا).. هذا النظام هش (عايز ليهو دفرة).
{ إذن أنت لا ترى أنكم فشلتم في هذا؟
–    لا لا.. نحن نسعى وسنسعى ولن نيأس إطلاقاً إلى أن يسقط هذا النظام لأنه ليس هناك حلاً آخر.
نحن همنا هو ما تبقى من السودان وكلما مكث هؤلاء أكثر سيدمرونه أكثر، وبعد قليل لن يكون هناك سودان لو استمروا أكثر.. نحن فقدنا الجنوب.. وممكن نفقد دارفور.. وممكن نفقد النيل الأزرق وجبال النوبة، هذا النظام (ببيع في الواطة حقتنا ونحن ذاتنا هسه أمكن مبيوعين).. وجود هذا النظام ضد مصلحة الشعب السوداني، ولذلك حتى نحافظ على السودان لابد من إسقاط هذا النظام.
 { رغم حديثك نحن لا نرى أي نضال الآن من المعارضة.. نرى معارضة مستكينة للنظام؟
–    (طيب ما يتحركوا الناس منو البتحرك يعني؟!، الناس ليسوا جنوداً تصدرين لهم الأوامر بأن يخرجوا للشارع.. هناك مقاومة وهناك ناس معتقلون لأنهم خرجوا في مظاهرات.. ونحن عندنا أناس معتقلون تم اعتقالهم لأنهم خرجوا في مظاهرة وفي مواكب.. وأمس الأول كانت هناك إضرابات قام بها الأطباء في “الفاشر” وإضرابات في أماكن متعددة وفي كل يوم تسمعي بي مظاهرات (عشان الموية قطعت وعشان وعشان)، فالشعب السوداني (ما واقف) الشعب السوداني يناضل.. ولكن الإعلام ضعيف الآن إذا خرجت مظاهرة في “القاهرة” القنوات الفضائية كلها ستذيع الخبر، لكن الإعلام هنا مسيطرة عليه الحكومة ورائحة النضال لا تصل، ليس لأنه ليس هناك حراكاً جماهيرياً ولكن لأن الإعلام ضعيف.
{ لكن هناك ضعفاً أيضاً في أحزاب المعارضة؟
–    هي ليست بالمستوى الذي نريده.. نحن نريدها أشد من ذلك، لكن هناك مقاومة المقاومة موجودة والقمع موجود والإعلام ما مشارك، في (ولاية الجزيرة) قبل أيام كانت هناك (وقفة) قام بها العاملون بـ(مشروع الجزيرة)، لكن جرائدكم هذه لم تنشر شيئاً عنها، وهذا هو عيب صحافتنا.. هناك قمع ونحن نتكلم عن أن هناك رقابة قبلية على الصحف والحكومة تنفي هذا، ولكن إما أن هناك رقابة أو أن هذه الصحف فارضة رقابة من نفسها على نفسها، وإلا لماذا عندما تسمعوا بأخبار حراك جماهيري لا تقومون بنشرها؟ الصحيفة الوحيدة التي نشرت هذه الأخبار هي (الميدان).
{ (الميدان) ألا تواجهها مضايقات من السلطة؟
–    (الميدان) ما عندها أية مضايقات.. نحن عملنا اجتماع مع الأمن قلنا (جريدتنا لا تُسأل قلنا إن هذه جريدة (الحزب الشيوعي) وما ينشر فيها يعبر عن الحزب الشيوعي (ما بنسمع كلام الأمن).. إذا كنتم تريدون مصادرتها من الشارع فصادروها.. لكن لن نسمح برقابة قبلية (ولا زول يراقب جريدتنا).
{ وسمعوا كلامكم؟
(ما قاعدين يجوا.. أصلو.. الكلام دا ليهو أكثر من (3) أو (4) شهور ما في أي زول جانا.. لو كانت هناك رقابة قبلية ضابط الأمن كان سيجي .. ما قاعد يجي.. كانوا سيصادرونها من المطبعة).
{ ومن الممكن أن يصادروها من المكتبات قبل أن تصل إلى أيدي الناس؟
الناس..؟
نحن صحيفة حزب.. تصدر ثلاث مرات في الأسبوع.. اقرأيها وستجدين فيها الأخبار التي لا تنشرونها أنتم في صحفكم.. نحن ننشر أية أخبار وتحركات.
{ أستاذ “صديق” ما هو تفسيرك لهذا.. لماذا لا تجد صحيفتكم مضايقات من السلطة.. إذا السلطة منعت الصحف الأخرى من النشر فمن باب أولى أن تمنع صحيفتكم.. فلماذا سمحت لـ(الميدان) بالنشر ومنعت الأحزاب من الخروج للشارع؟
–    ما سمحت لنا لكن نحن ننشر.. وكل يوم هناك..
{ مقاطعة: هل هذا معناه أن هناك حرية صحافة؟
–    ما في حرية صحافة.. وهناك أكثر من (30) بلاغاً مفتوحاً في مواجهة صحيفة (الميدان).. هناك كل يوم بلاغات لكن سنتحملها ولن نوقف النشر.. يصادروا صحيفتنا يحاكمونا يقدمونا للمحاكم.. لكن الصحف الأخرى.. أنا أريد أن أسأل.. ما بتنشر ليه؟؟ انتوا الصحفيين ليه بتخافوا؟ رئيس التحرير بخاف ليه؟
{ أنت تقول إن هناك قمعاً إذاً يجب أن لا تسأل هذا السؤال؟
–    القمع .. أنا أعرف أن ناس (مجلس الصحافة والمطبوعات) يرسلوا للصحف أن يا ناس الصحف ما تتكلموا في الفساد وما تتكلموا في كذا وفي كذا.
الآن ليست هنالك رقابة قبلية، ولكن رغماً عن ذلك الصحف لا تنشر، الصحافة لماذا تخاف؟ الصحافة يجب أن يكون لها مبدأ وأن تنشر وتتحمل.
{ قد يقول لك قائل: وهذا ينطبق عليكم أنتم أيضاً.. أنتم أحزاب التحالف لماذا لا يكون لديكم مبدأ وتخرجون إلى الشارع وتتحملون النتائج؟
–    (طوالي .. طوالي قاعدين يعتقلونا وأنا كنت في المعتقل.. وحتى الأسبوع الفائت سكرتير الحزب بولاية الخرطوم كان في المعتقل.. “سارة نقد” كانت معتقلة.. كان لدينا أكثر من (70) معتقلاً أطلق سراحهم يوم وقفة العيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية