الخارجية تقلل من تجديد العقوبات الأمريكية وتصف واشنطن بـ(المراوغة)
“الأزرق”: الاتهامات لا تستند إلى حيثيات موضوعية أو منطقية
الخرطوم – مي علي – مختار محمد علي
قللت الحكومة من إعلان الإدارة الأمريكية تجديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان لمدة عام آخر عبر قانون الطوارئ الوطني منذ العام 1997، عادّة اتهام واشنطن لها بتهديد الأمن القومي الأمريكي مثيراً للسخرية.وشبّه وكيل وزارة الخارجية “عبد الله الأزرق” إدارة أمريكا لملف علاقاتها الخارجية بالعملاق عظيم العضلات صغير العقل، وذلك بالنظر إلى أخطائها المخجلة- على حد تعبيره- في كل من (هيروشما، نجازاكي، فيتنام، أفغانستان والعراق). فيما اتهمت السفارة السودانية في بيان أصدرته، أمس، الولايات المتحدة الأمريكية بالمراوغة، بوضع شروط واهية لرفع العقوبات ما أن تحققها الخرطوم تضع شروطاً أخرى. وسخر “الأزرق” في حديثه لـ(المجهر)، أمس (السبت)، من اتهام إدارة “أوباما” للسودان بأنه يشكل تهديداً غير عادي للأمن القومي الأمريكي، وقال: (هذا الاتهام لا يستند إلى حيثيات موضوعية أو منطقية)، مشيراً إلى أن السودان يعلم أن الحكومة الأمريكية أسيرة لضغوط اللوبيات التي لديها أجندة تنطلق من الهيمنة والسيطرة. ولفت الوكيل إلى أن السودان مشغول بشأنه الداخلي، وأنه يسعى إلى إشاعة الاستقرار والأمن في الإقليم، فكيف يتسنى له تهديد الأمن القومي الأمريكي عبر الأطلسي؟؟ لكنه عاد مشدداً على أن العقوبات الأمريكية على السودان صارمة ولا تعتمد على أساس موضوعي، موضحاً أنها تؤثر على المواطن العادي في معاشه وفي إحداث التنمية التي هي حق من حقوق الإنسان، وزاد: (أمريكا ليست لديها أرضية كافية للحديث عن الناحية الإنسانية). وكان الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” قد قرر، أمس الأول، تجديد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على السودان لمدة عام آخر، وذلك في إخطار رسمي دفع به “أوباما” إلى الكونغرس، في أعقاب إعلانه في وقت سابق من هذا الشهر عن سياسة جديدة تتضمن مواصلة الضغط على السودان، مع عرض حوافز جديدة لوقف العنف في دارفور. إلى ذلك، تهكمت السفارة السودانية بواشنطن على تحجج الولايات المتحدة الأمريكية بالإبقاء على العقوبات بسبب الأمن القومي، وفي نفس الوقت تمتدح الدور السوداني الرئيسي في مكافحة الإرهاب، مؤكدة أن ما يعرّض الأمن الوطني للخطر هو الاستقطاب والعزلة الناتجة عن رؤية الناس لمجموعة من الأفعال والتوجهات على أنها غير عادلة وليس لها مسوغ.وأضافت السفارة إن الشعب السوداني، الذي كان في يوم من الأيام يقدر الحكومة الأمريكية بصورة كبيرة، أخذ بصورة متزايدة يتبنى نفس المواقف والآراء التي يتبناها أولئك الذين يعيشون في الشرق الأوسط.