الديوان

هدايا الحجاج ينتظرها الصغار ويتبرك بها الكبار

 السبح والسجاجيد والطواقي و(موية زمزم)
المجهر- آيات مبارك
تكاثرت طلبات “ريم” على زوجها بغرض إهداء(الحلوى والمشروبات الغازية .. وغيرها) لزوم واجب عودة الحجاج، وعندما احتج “إبراهيم” أفحمته قائلة: ديل كلهم واجبونا في حجك).
ربما يكون القصد هنا رد جزء من الجميل .. لكن قبل ذلك،  ينبع من الاشتراك في تذوق طعم الفرح لهذه الشعيرة الدينية التي تنبع فرحتها من الحاج نفسه، ومن ثم تنتقل إلى أسرته التي تغير من ديكور وشكل المنزل  فتطلي المنازل بالبوهية الجديدة، ويكتب على الباب (يا داخل هذا الدار صلِّ  على النبي المختار – حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً).  وهذه اللافتة الصوفية للتأكيد على أن في بيتنا (حاج) لابد من تحيته أو الاحتفاء به. أهمية الحج عند السودانيين كباراً وصغاراً أن الحجاج في رحلة العودة إلى الديار يأتون بالملابس والهدايا.. مثل المصاحف، السبح، السجاجيد، الطواقي، الروائح والعطور، إضافة إلى (موية زمزم) بغرض الشفاء والتبرك.. والصغار ينتظرون الحجاج من أجل الهدايا الصغيرة.  
وعن رحلة الحج يحكي لنا الحاج “عبد الله قسم” واصفاً تلك الأيام: زمان كان الناس بحجوا بالجمال والسفر يأخذ وقتاً طويلاً، لكن بعد ذلك أصبح بالطائرة. وعند استقبال الحجاج يكتظ (البص) رجالاً ونساءً بكل أفراد الحي والأهل عدا مقعد واحد شاغر يخص المحتفى به وهو الحاج، يلتقونه بالزغاريد والذبائح التي تنحر أسبوعاً كاملاً، وتقام الولائم ويدعون كل المعارف والأهل الذين بدورهم يأتون بالهدايا وهي عبارة عن (علب حلاوة) أو (خراف)، إضافة إلى إقامة ليالي الذكر والمديح النبوي.. التي تشعل نار المشتاقين لبيت النبي أقصى غاياتهم (هبش الكعبة) وزيارة الضريح.
الحج الآن
ثم التقينا بالحاج “ياسر الشيخ” تقني معامل فقال: الناس عادي بدعوا ليك (العرس ثم الحج) أو يقولوا ليك أنت عرسته بعد كدة باقي ليك الحج). رغم أن الله سبحانه وتعالى قرنه بالاستطاعة .. أي متى  استطعت أن تحج إلى بيته دون ترتيب في السنن … لكن حالياً أصبح كل من أتته فرصة الحج ينتهزها سريعاً .. حتى من هم في مقتبل العمر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية