رغم طوافي العالم.. الصورة السودانية هي الأكثر دهشة
المصور “مبارك حتة”:
حوار – آيات مبارك
يمتلك حساسية ضوئية نحو الأشياء وسرعان ما يهم بتوثيق اللحظة في التقاط بحاسة لا تقبل التأجيل.. ويكون بذلك ميلاد وفتح جديد لعمل فوتوغرافي مكتمل المحاور.. هو الزميل الصحفي “مبارك حتة” بصحيفة (20 دقيقة) والتشكيلي والمصور، نال صفة (العالمية) ومثل السودان في كثير من المحافل الدولية الأوروبية والعربية، المصور السوداني العالمي وعضو اتحاد المصورين العرب، أمين العلاقات العامة والإعلام بنادي الخرطوم للتصوير الضوئي.
{ بداية.. متى سكبت المشاهد الساكنة الحية على ذاكرة “حتة”؟
– الإنسان ابن بيئته وهي التي تسكب معينات الإبداع في دواخله، وبالتالي تتحول إلى مشاهد بصرية متحركة ليحولها بضغطة على شتر العدسة إلى مشهد يحكي تفاصيل واقع الأشياء.
{ سيطرة الصورة الفوتوغرافية على بساط الأحداث؟
– الصورة الفوتوغرافية أفادت البشرية في كثير من النواحي لا سيما توثيق الأحداث المختلفة المتعاقبة كدليل شاهد على تلك الحقبة وهي الفعل الوحيد الذي بمقدوره تثبيت التاريخ والتوثيق له ومن ثم تمليك ذلك كمستند، مبيناً أن ذلك يعرّف الأجيال بالتاريخ الموثق عبر الفوتوغراف.
{ انتقلت الصورة إلى آفاق أرحب وتطورت في عالم الديجتال فما قولك؟
التصوير الفوتوغرافي تطور مع التقدم التكنولوجي وانتقل التصوير من الفيلم إلى عوالم الديجتال الذي ساهم بدور كبير في التصوير الضوئي وأحدث نقلة متقدمة في هذا المجال.
{ بداية عهدك بالتصوير؟
– أول عهدي بالتصوير الفوتوغرافي كان في عصر الديجتال وامتلكت أول كاميرا مارست بها هواية التصوير الفوتوغرافي في العام (2008م) حيث كنت استصحب الكاميرا بغرض العمل الصحفي إلى أن توسع فكري ومداركي وأسست مع مجموعة مصورين أغلبهم صحفيين نادي الخرطوم للتصوير الضوئي كأول نادٍ سوداني يهتم بنشر ثقافة الصورة الفوتوغرافية وأنا الآن أمين العلاقات العامة والإعلام بالنادي.
{ روح المصور التواقة لا تشبع وإشعاع الصورة لا يخفت.. ما قولك؟
_ نعم طموح المصور لا حدود له، فهو في حالة بحث وتقصٍ عن جديد الصورة بجانب العمل على تنظيم عملي، وبانضمامي لاتحاد المصورين العرب توجت بلقب المصور العالمي ومنحت العضوية بصورة رسمية بعد تسلم بطاقتي العالمية لأكون أول سوداني يحوز على صفة (المصور العالمي)، بجانب زميلي المصور “قاسم حسن ناصر”.
{ لكن هذا تترتب عليه أعباء ومسؤوليات إضافية؟
_ نعم.. كان عليّ أن أنقل الصورة الفوتوغرافية من المحلية إلى آفاق العالمية، وذلك عبر مشاركات خارجية عديدة كانت أولاها عبر المعارض التي أقيمت بأوروبا بمدينة (لوكرن) بـ(بلجيكا).
{ حدثنا عن هذا المعرض؟
– حمل المعرض عنوان (السودان بوابة الشعوب العربية والأفريقية)، ومن ثم معرض آخر عن المرأة العاملة ببروكسل، وفيما بعد شاركت مع زميلي المصور “سلمان محمد الحسن” بمعرض عن الحضارات النوبية بمدينة لاهاي بهولندا، ومعرض آخر بلاهاي عن الملامح السودانية، ثم معرض ثنائي دائم بمشاركة زميلي “سلمان” للصور الفوتوغرافية في برلين بألمانيا يحكي عن السودان بمختلف مكوناته.
{ ماذا عن المستوى العربي؟
– شاركت بمعارض كثيرة منها معرض مآذن وقباب بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ومعرض بلبنان، كما شاركت في ملتقى الصورة العالمي العاشر الذي أقيم بعمان بالمملكة الأردنية الهاشمية.
{ ما هي الحصيلة التي خرجت بها؟
_ استطعت عبر الصورة نقل ثقافة السودان المتعددة باعتبار أن السودان بلد قارة متنوع في العادات والتقاليد وأوجه الطبيعة والسياحة والفولكلور، بجانب الفنون الشعبية وكل ذلك كان مثار دهشة الآخرين لأن السودان غني بكل التنوع كما أسلفت.
{ كانت الجوائز في انتظارك.. احكِ لنا عنها؟
_ نعم حزت على الجائزة الأولى لمنتدى الرسم بالضوء مرتين بالمغرب، بجانب فوزي لتمثيل السودان عبر الصورة في منافسات عديدة وبخاصة في أوروبا.. وأيضاً فزت في مسابقة التصوير والإبداع الفوتوغرافي بلبنان.
{ “مبارك حتة” والاحترافية؟
– تم اختياري من ضمن أفضل (31) مصوراً محترفاً على مستوى الوطن العربي، وهي مسابقة تنافس عليها آلاف المصورين من مختلف الدول العربية، فوقع الاختيار على السودان وكنت سعيداً بذلك لآن (بوستر) معرض المصورين العرب كان من ضمن صوري. وموقع (دي بي كليك) المتخصص في الصورة وتنظيم المسابقات على مستوى الوطن العربي بالتعاون مع اتحاد المصورين العرب يقيم هذه التظاهرة سنوياً لاختيار أفضل المصورين العرب وتكريمهم بالأردن.
{ هل لديك مشاركات أخرى؟
_ نعم شاركت كحكم في منافسات تصوير خارجية كان آخرها مسابقة أجمل المدن العربية التي نظمها موقع عين باليمن، كما ترأست حالياً لجنة مسابقة التصوير لمهرجان الإبداع الشبابي الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة ولاية الخرطوم.
{ أخيراً؟
_ أشكر صحيفة (المجهر)، وأود أن أقول إنني أحببت الصورة لأنها كائن ساكن يستنطق الآخرين باعتبارها لغة بصرية لا تكذب ولا تتجمل، وهي الفعل الوحيد الذي يوقف الزمن ويوثق للتاريخ.