أخبار

محفوظات

 هبط الرئيس المشير “عمر حسن أحمد البشير” رئيس الجمهورية مصر  أمس(السبت)، في زيارة حدث يلتقي خلالها  الرئيس المصري المشير “عبد الفتاح السيسي”، ويجرى لقاءات مع مجموعة من النخبة المصرية والسياسيين إلى جانب مسار المباحثات الوزارية التي ستقوم بوضع مقترحاتها لمشروعات وأنشطة التعاون المشترك بين يدي الرئيسيين. ولن نصدع الناس بمكرورات أزلية العلاقة بين شعبي وادي النيل والمصير المشترك، وأن كل بلد هو العمق الإستراتيجي للآخر فتلك صارت من محفوظات متاحات مثل هذه المناسبات، بقدر لن يضيف عليه المحللون فيها فتحاً جديداً، ولكن الأوفق في مثل هذه المناسبة أن يرى الناس جديداً يذاع خاصة من تلقاء القاهرة.
اتفاق الحريات الأربع وقضية حلايب التي لمواقف السودان فيها رصانة بينة وحكمة باهرة عكس مصر، وهموم التواصل الاقتصادي وقبلها كف أذى كثير يطال السودان حكومة وشعباً من بعض الإعلاميين المصريين الذين بلغ حد تجاوزاتهم سقفاً لم يعد مقبولاً، وتتساوى في ذلك المؤسسات الإعلامية الرسمية أو الخاصة وهو تناول واستهداف لن يضر السودان شيئاً بقدر ما يغذي ويكرس لصورة شائهة عن نظرة مصر للسودان. وللحقيقة أن واحدة من مهددات استقرار العلاقة وتطويرها الخروج المتعمد والمقصود للإعلام المصري عن مسارات الموضوعية بمناسبة وبلا مناسبة.
لن تكون طيباً حينما يطلق عليك أحدهم النار  وكذا إن شتم أحدهم وطنك وبلدك وعايرك ولا يتوقعن أحد أن يسكت السودانيون إعلاماً ومواطنين وبلدهم تشتم وتساء، ويتساوى في ذلك المواطن المساند للحكومة أو المؤيد للمعارضة، فالأمر هنا يتجاوز الاختلافات الحزبية والسياسية والتصنيفات الضيقة ليكون موقفاً جماعياً من رفض الاستهزاء والتحقير.   وصحيح أن المنخرطين في هذه التجاوزات قد لا يمثلون سوى أنفسهم، لكن الأصح من هذا أن الجهات الأخرى في المشهد المصري لا تتدخل ولو باعتذار أو تصويب أو لفت نظر لمن تجاوز في حق في جارهم، ولقد شهدنا وتابعنا إجراءات بالفصل والطرد طالت مذيعين وصحافيين لأنهم أساءوا لدول وحكومات من فوق منابر إعلامية مصرية،  فلماذا دوماً نحس أن الإساءة للسودان مسكوت عنها ومجازة ومتفق عليها.
الوصول إلى قفزات إيجابية في ملفات التعاون الاقتصادي والتواصل السياسي وتفعيل اتفاق الحريات الأربع وما إليها من شواغل، كلها لن تمضي إلى الأمام ما لم تكن هناك إرادة حقيقية لإقامة علاقات ثابتة ومستقرة ومحصنة من تسميم الأجواء. وواضح أن المطلوب من القاهرة في هذا الشأن أكثر من الخرطوم، حيث ظلت الأخيرة في كل الظروف والمواقيت تحترم مصر وتجلها وتنزلها منزلتها الصحيحة كبلد كبير وأمة سبقت منها الحسنى للعالمين العربي والإسلامي، وهو ما نؤكد عليه ونقول إضافة عليه إن ظروف البلدين وتطورات المنطقة تتطلب الحرص على التقارب والتعاضد، وبذل الجهد في الأعمال المفيدة وتجاوز طرائق تفكير بعض الذين لن يسلموا هذه العلاقة إلا للإرهاق والرهق.
وعموماً (ربنا يديم المعروف) ولنبدأ طريقاً صحيحاً لمسير طويل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية