اتحاد الكرة.. خفيف
حسناً فعل (الاتحاد العام لكرة القدم السوداني) بإعلانه توضيحاً أنه لم يطلب أن يكون بديلاً لـ”المغرب” في تنظيم بطولة أفريقيا للمنتخبات لكرة القدم بعد أن تنصل المغاربة عن التزامهم للظروف الصحية المحيطة بوباء (الإيبولا)، إذ في ثنايا الجدل تسرب أن السودان سيكون مضيفاً بديلاً وسارت بذاك القول ركبان الصحف والأسافير وهي محقة في النقل لاسيما أن اتحاد الكرة كعادته ترك الحبل على الغارب ولم يتدخل إلا بعد أن وجد نفسه في مواجهة غضبة شعبية وربما رسمية كانت ستطيح به دون التقيد بهراء أهلية الحركة الرياضية وهو القول (الفزاعة) الذي ظل يرفع في وجه السلطة كلما اقتربت لتقويم حال كرة القدم المعوج ببلادنا.
فضيلة الرجوع إلى الحق محمدة لاتحاد الدكتور “معتصم جعفر”، لكن ما ليس مقبولاً فيه تحامله على الإعلام دون محاسبة أعضائه الذين رفدوا الصحف والمدونات بــ(خفة) يحسدون عليها في شأن المسألة التي كان يصرون على أنها ممكنة وأنها شرف وما إلى ذلك، وشخصياً أعتقد أن الحكومة يجب أن تكون أشد تطرفاً وتقضي حتى على فكرة هذا الاتحاد باستضافة بطولة 2017م التي كان مزمعاً تنظيمها في “ليبيا” التي اعتذرت لظروفها المعلومة، حيث من المؤكد أن الاتحاد السوداني سوّق لفكرة أن ينظم تلك البطولة، وقال إن له ملفاً معداً لذلك ولست أدري هل هو ملف يطابق واقع ملاعبنا أم إنه ملف عبارة عن (طق حنك) وتعابير إنشائية معنوية، لأن تنظيم بطولة بهذا الحجم لا يملك السودان لها بنية تحتية مناسبة، هذا مع إقرارنا بأنه يشرفنا أن ينظم بلدنا منشطاً كهذا لما له من فوائد سياسية واقتصادية وصيت ثم سمعة، ولكن وبمنطق الأشياء ثمة ضروريات ومطلوبات قياسية لمثل هذه الاستضافات تتمثل في اشتراطات لازمة التوافر لا نملك منها نذراً ولو يسيراً.
تتعلق المسألة بمواصفات في الملاعب والإستادات للتمارين والمباريات على عدة مجموعات مما يعني توزيعها على عدد من المدن التي يجب أن تتوافر فيها أنظمة نقل وطرق واستعدادات لاستضافة جحافل المشجعين والمتابعين للبطولة وهو ما يعني الاحتياج إلى فنادق بعدد ومواصفات عالية وبخدمات لا تتوافر ببعض المدن، وبالإجمال فإن التقدم بمثل هذا الطلب يحتاج إلى معالجات وأموال كبيرة أكبر من قدرة الاقتصاد الوطني على تحملها ودفعها، وهذه الحقيقة التي يجب الاعتراف بها وعدم الانجرار وراء هذا الهراء الذي يصر عليه (اتحاد كرة القدم السوداني) والذي إن كان له (عمار) فليكمل منافساته المحلية وينظمها وفق المطلوب من حيث الانتظام ولينهض ومعه وزارة الشباب والرياضة (الميتة) والتي (لا ) يعرف حتى البعض من الرياضيين أنفسهم اسم وزيرها، فلينهضوا إلى إكمال المدينة الرياضية وتحسين ملاعب الدوريات السودانية وكأس السودان ينقل من “الأبيض” إلى “الخرطوم” لأن إستاد حاضرة “ولاية شمال كردفان” ليس جاهزاً رغم أن نهائي البطولة عين له منذ عام أو أكثر!!!