استراحة (الجمعة)
{كانت الحيشان ثلاثة إذاعة وتلفزيون ومسرح في عهد الرئيس الأسبق “جعفر نميري”، تصدر القرارات الرئاسية بتعيين مديرين للحيشان الثلاثة بدرجة واحدة ومخصصات مالية موحدة، حتى جاءت الإنقاذ فحملت الإذاعة والتلفزيون وتركت المسرح.. اهتمت الإنقاذ بالتلفزيون الذي ترى فيه صورتها.. وبالإذاعة لتسمع صوتها وصدى صوتها.. ولكن المسرح وجد الصدود والإهمال الشديد.. وضرب أطرافه الجفاف والتصحر والمجاعة.. فتوقف الإنتاج وساد الإحباط وتوالت هجرات المبدعين يبتغون رزقاَ من خشاش أرض الله الواسعة.. في الأيام الأخيرة صدر قرار جمع بين (الأختين) الإذاعة والتلفزيون.. وتم تزويجهما للسمؤال خلف الله.. وأختهما المسرح طلبت الزواج ولو عرفياً من رجل يأخذ بيدها.. ويطعمها من جوع ويأمنها من خوفٍ، ولم تجد المسكينة نظرة واحدة بيها تتصبر شوية.. إهمال المسرح ثمرة لسياسات تعتبر الفن ضرباً من اللهو والعبث ومدعاة لفساد عقائد الناس.. والآن لا يعلم حتى “الزبير عثمان أحمد” نائب مدير التلفزيون والإذاعة من هو مدير المسرح القومي؟؟ مع أن “الزبير” هو ابن الحوشين الإذاعة والتلفزيون وجار الحوش الثالث المسرح.
لو تصالحت الحكومة مع نفسها وتعافى جسدها من طعنات الرفاق لأسندت أمر المسرح القومي للدكتور “فضل الله أحمد عبد الله” القيادي في حزب (الإصلاح الآن)، وهو أستاذ جامعي متخصص في المسرح.. ولكن أركبه الزمان سرج السياسة (المعوج)!!
لم يتوقف المسرح السوداني رغم الإهمال وصدود الحكومة عنه فأنتج العام الماضي المسرحية السياسية الساخرة التي حرفت شعارات ثورات الربيع العربي الشعب يريد تغيير النظام.. إلى النظام يريد تغيير الشعب فمتى يجد المسرح الاهتمام الذي وجده التلفزيون والإذاعة؟؟ ولمن يتبع المسرح القومي الآن؟؟
{غداً (السبت) يواجه صقور الجديان أو منتخب السودان نسور نيجيريا في مباراة هامشية للسودان الذي فقد عملياً فرصة صعوده لنهائيات البطولة الأفريقية بالمغرب العام القادم، ومباراة ذات أهمية قصوى لنيجيريا التي خسرت في أولى مبارياتها وسط أرضها وجمهورها من دولة الكنغوبرازفيل، ولكنها في المباراة الثانية كسبت التعادل خارج أرضها من أنياب منتخب جنوب أفريقيا الذي فاز على السودان في الخرطوم 3/صفر ثم تبعته الكنغو بفوز آخر.. ليصبح منتخبنا الذي يدربه الخبير “مازدا” منذ القرن الماضي الحلقة الأضعف في المجموعة والجسر الذي يعبر من خلاله الطامحون إلى ذهب المغرب العام القادم، بل يعتبر السودان أضعف دفاعات المجموعة ومن يستطيع أي منتخب زيادة رصيده من الأهداف حيث تتنافس الدول الثلاث على بطاقتين هما جنوب أفريقيا ونيجيريا والكنغو.. بينما السودان يمكنه المنافسة على بطاقة ثالثة افتراضية إذا ما كسب ثلاث مباريات، وفي ذلك شبه استحالة لكن قد يضع الله سره في أضعف خلقه ويحقق منتخبنا فوزاً على نسور نيجيريا في مباراة الغد على الأقل لتحسين تصنيفه عند الفيفا.
{قبل سنوات أيام الفترة الانتقالية وبعد تعيين مولانا “أحمد هارون” والياً على جنوب كردفان، نهض المهرجان الثقافي السنوي بمحلية القوز وشهد “هارون” فعاليات المهرجان الثقافي لعامين متتاليين.. حتى عصفت الحرب بالاستقرار الذي تعيشه المنطقة.. وقبل أيام أعلن المهندس “آدم الفكي” والي جنوب كردفان عن عودة مهرجان القوز الثقافي ليبدأ التخطيط له.. حتى يعود المهرجان خلال زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق ركن “بكري حسن صالح” لجنوب كردفان الأسبوع القادم.