أخبار

أشتات العيد!!

(1)
{ قدمت القنوات السودانية الرسمية والخاصة صورة باهتة عن واقعنا الثقافي والاجتماعي والسياسي.. وحشدت القنوات المغنين وأهل الطرب قديمه وحديثه في محاولة لكسب ود المتلقي، ولكنها فشلت بسبب بؤس الأفكار وتكرار البرامج.. وحاولت قناة (الشروق) أن تلبس ثياب الوقار والجدية من خلال حوارات سياسية باردة لا بضعف الأسئلة ولكن باختياراتها، فالبروفيسور “غندور” رجل دولة وقيادي حزبي نظيف اللسان ولكنه معتدل جداً في رؤيته ومتحفظ جداً.. لذلك جاء حواره في رابع أيام عيد الأضحى بارداً لم تخرج منه صحافة الأمس بعنوان واحد يجذب القارئ.
(2)
كل القنوات اصطادت السفير والأديب “محمد المكي إبراهيم” حتى فقدت حواراته طعمها ومذاقها.. كل ذلك سيخصم من جمهور ينتظر “ود المكي” في الأبيض عروس الرمال التي غادرها “ود المكي” منذ عشرات السنين وأعاده إليها مولانا “أحمد هارون”.. ليصبح ود”المكي” جزءاً من مشروع النهضة الذي تضخم إعلامياً حد التخمة.. وود” المكي” حينما يتكئ على عصاة الأديب والشاعر تتوحد عنده المشاعر، ولكن حينما يركب سرج السياسة فإن الناس حوله يختلفون.. ود”المكي” شاعر توقف إنتاجه المعلن منذ سنوات طويلة، ولكنه لم يفقد مذاق البرتقالة وقطار الغرب وأكتوبر الأخضر والشعب الذي يتوق لثورة الحرية.
(3)
لا يمر عيد إلا وتتزاحم الفواجع والمواجع بحوادث السير التي تحصد أرواح الشباب والشيوخ، وقبل يوم من العيد فارقنا إلى الأبد الشاب والقيادي في المؤتمر الوطني “ياسر عبد الله الحسين” في حادث بشع بالقرب من الكوة وهو في طريقه لقضاء العيد وسط عشيرته بمدينة أبو زبد.. وفقدت بلادنا في رابع أيام العيد أكثر من (20) روحاً في حادثة انقلاب بص قادم من حلفا إلى الخرطوم.. وفي خامس أيام العيد أيضاً لقي (10) أشخاص مصرعهم جراء حادث تصادم بين حافلة في طريقها من الخرطوم لود مدني ولوري قادم من الدمازين.. كل الحوادث يتسبب فيها رداءة الطرق وكثرة الحفر من جراء الخريف أو بسبب انتهاء العمر الافتراضي لبعض الطرق كطريق كوستي الأبيض وكوستي الخرطوم.. وبالطبع طريق الخرطوم ود مدني.. والهيئة القومية للطرق والجسور لا تحدثها نفسها أبداً بمسؤولياتها نحو صيانة الطرق المتهالكة!!
(4)
غيب الموت الحاجة “مريم داؤود يحيى” بعد صراع مع مرض القلب.. حيث توقف قلبها الحنين عن النبض في ثالث أيام العيد ووري جثمانها مقابر المرخيات غرب أم درمان.. الحاجة “مريم داؤود” مثال للمرأة السودانية التي تكابد مشقة الحياة.. وتفني زهرة شبابها في تعليم وتربية أبنائها، مات زوجها “أحمد حسن” وترك في أحضانها خمس من البنات وابنها “حسن” تعهدتهم بالرعاية وحسن التربية حتى ذهبت البنات لبيوتهن وفي سبيل تربية “زينب” و”كلتوم” و”حسنى” و”نجاة” و”حسن” كابدت “مريم” بنت الشيخ “داؤود” أحد زعماء قبيلة كنانة أيما مكابدة حتى قدمت للمجتمع من ينفع الناس.. رحلت حاجة “مريم” وكان آخر عهدي بها (الأربعاء) الماضي حينما زرتها في مستشفى القلب.. فطلبت أن أجلس بجوارها فأمسكت يدي.. فقاومت إمساك دموعي.. تذكرت سنوات خلت وأنا طالب بالمدرسة الابتدائية بالدبيبات وكيف كانت حاجة “مريم” تستقبلني بحضنها الدافئ.. ألا رحم الله بنت “داؤود” وأسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
(5)
راهنت الزميل الصديق “الرشيد علي عمر” بأن هلال كادقلي لن يتنازل عن نقاط مباراته للمريخ في الميدان، ولكن حكم المباراة الذي سرق جهد وعرق أولاد الجبال أهدى المريخ نقطة لا يستحقها.. وقد تحامل الحكام على هلال كادقلي كثيراً وتعرض هذا العملاق القادم من عمق جبال النوبة لاستهداف من الاتحاد حتى يهبط من قطار الممتاز، ولكن إرادة شعب جبال النوبة غالية ولو كره المتحيزون.. سيبقى هلال الجبال غصة في قلب كل من سعى لإسقاطه من عرش الممتاز لشيء في نفوس الكثيرين!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية