حوارات

هجو قسم السيد : لا مانع من وجود برلمان مؤقت وفترة انتقالية برئاسة "البشير"

حزبنا واجهته تحديات.. والاقتصاد أحد إخفاقاتنا
هناك شخصيات مؤثرة في القرار لن أقولها.. وحزبنا ليس في (وعكة)!!
الجبهة الثورية لم تحترم “الصادق”.. وأنا غير راضٍ عن مسار الحوار!!
حوار – نجدة بشارة
{ ماذا بالنسبة لحراك الحزب لاختيار الـ(5) المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية.. هل تم اختيارهم؟
– هناك آلية تعمل الآن تسمى (الكلية) وتضم المكتب القيادي وبها وزراء وولاة وبعض قيادات البرلمان، تعمل على اختيار الـ(5) المشرحين لمنصب رئيس الجمهورية ليتم رفع ترشيحاتها إلى مجلس الشورى ثم ترفع لاحقاً للمؤتمر العام.
{ شاع أن المؤتمر الوطني اختار الـ(5) المرشحين بجانب الرئيس “البشير” وكشف عنهم بوسائل الإعلام؟
– هذه مجرد تسريبات سياسية (ما داير أقول كلام جرايد).. وأنا عضو بالمجلس القيادي ولم نجتمع بعد لتقرر المرشحين الـ(5) لمنصب رئيس الجمهورية.
{ هل تعتقد أن الحزب سيرى الأصلح إعادة ترشيح الرئيس “البشير” لدورة أخرى؟
– نعم.
{ وهذا يعني عجز المؤتمر الوطني عن الدفع ببديل للرئيس “البشير”؟
– المؤتمر الوطني ليس في (وعكة) بالنسبة لاختيار رئيس الجمهورية، كما أننا بصدد قيام المؤتمر العام ليختاروا الرئيس القادم، ونحن (ما عندنا) خلاف على أي شخص يأتي به المؤتمر العام، حتى الرئيس “البشير” إذا قال (ما عايز) يترشح والحزب دفع به كمرشح سيترشح ويقبل بقرار الحزب.. لكن أنا أرى أن الأهم في هذا السؤال هو الحوار الدائر الآن (الحوار الوطني) وهو النقطة الأهم مقارنة بمسألة اختيار الرئيس التي يتولاها المؤتمر العام، خاصة وأن الحوار أصبح يقود حراكاً كبيراً ويضم المعارضة، ودخلت الحركات المتمردة في الخط بناء على مقترح “أمبيكي”.. ونحن بالحزب ملتزمون بمخرجات الحوار، لكن هل تستطيع الأحزاب ترتيب نفسها؟ لأن جدية الأحزاب هي التي تدعونا بالحزب إلى أن نتشجع ونقول (ممكن) تكون هنالك فترة انتقالية إذا ما أدت مخرجات الحوار إلى تأجيل الانتخابات.
{ لكن هل سيلتزم المؤتمر الوطني بمخرجات الحوار أم ينتهي أجله بنهاية الانتخابات؟
– الشيء الذي قيل إن المؤتمر الوطني ملتزم، وحسب رأيي الشخصي إذا كان الحوار جاداً والأحزاب جادة، ووصل الحوار إلى الهدف المنشود خلال الشهرين القادمين أرى أن تكون هنالك فترة انتقالية برئاسة رئيس الجمهورية “البشير”، وليس هناك ما يمنع أن يكون هنالك برلمان مؤقت بالتعيين.
{ هناك حديث عن الدستور؟
– ما المانع في تعديل الدستور؟؟ المجلس الوطني سبق وأجاز الدستور، ومن حقه تعديل الدستور.. صحيح وضعته لجنة خاصة لكن المجلس أجازه بعد تعديل المسائل المرتبطه بالجنوب. كذلك الآن إذا كان المدى الزمني سينتهي سنة 2015م، والحوار الوطني أدى إلى المصالحة الوطنية وشعرنا أن مصلحة البلد وقف الحرب، وعادت الحركات المتمردة، فالأفضل قيام حكومة انتقالية لسنتين.. لكن أعود وأقول إن هذا الترتيب يتوقف على الأحزاب السياسية وهل هي جادة لترتيب نفسها خلال هذه الفترة، وأن تعمل مؤتمراتها في خلال السنتين كما فعل المؤتمر الوطني.
لذلك فجدية الأحزاب كما قلت هي التي تدعونا بالحزب إلى أن نتشجع ونقول يمكن قيام فترة انتقالية، لكن ما يحدث الآن أعتقد أن الناس يضيعون وقتهم في النقاش إلى حين اقتراب موعد الانتخابات، لذلك فالترتيبات للانتخابات لا تتعارض مع مسار الحوار.. وإذا لا قدر الله والحوار لم يصل إلى الهدف المنشود نكون جاهزين حتى لا ندخل في فراغ دستوري.
{ وإذا فشل الحوار؟
– أكيد الانتخابات ستُقام ولن تتعطل عشان شخص أو اثنين أو حزب أو غيره.. ونحن بدأنا ببناء من القاعدة حتى وصلنا إلى الولايات.. الآن نحن بصدد قيام المؤتمر العام.
{ في اعتقادك ماذا تبقى للرئيس ليطرحه في برنامجه الانتخابي بعد (25) عاماً؟
– الرئيس يعمل لمؤسسة حزبية وضعت إستراتيجيتها لمدة (25) سنة ليس بواسطة الحزب فقط وإنما من قبل علماء وباحثين واقتصاديين، والرئيس لا يعمل من فراغ.. لو كان “البشير” رئيس حزب قادم حديثاً كان يمكن أن يحتاج إلى برنامج، لكن الرئيس يملك رؤيته وملاحظاته التي تحمل توجهاته وتوجيهات الحزب وحتى الشعب السوداني، وسيعمل على إكمال ما يتبناه و(عملنا كذا وأخفقنا في كذا) نعالج الإخفاق. لذلك (ما عندنا أي مشكلة) والرئيس سيستكمل نهضته.
وهناك كتاب سينشر لاحقاً به كل الإنجازات التي حققتها الإنقاذ خلال (25) عاماً، الذي نستطيع على ضوئه معرفة جوانب نجاحنا وإخفاقاتنا والكتاب حالياً في لمساته الأخيرة وسيوضع بين يدي الشعب.
{ في رأيك ما هي إخفاقات الوطني في الحكم؟
– مثل أي حزب آخر نحن واجهنا تحديات صعبة كالحرب والحصار الاقتصادي.. وما زالت هنالك مشاكل الحرب.. كما نحتاج إلى معالجة علاقاتنا مع العالم الخارجي.
وأرى أنه إذا لم نواجه الحرب والحصار الاقتصادي لكنا عملنا أكثر من هذا، لكن أظن أن إخفاقنا الأكبر كان في الجانب الاقتصادي.
{ الوطني لم يعط رأياً واضحاً بشأن اتفاق آلية الحوار الخارجي مع الحركات المتمردة؟
– “غازي صلاح الدين” و”أحمد سعد عمر” ناقشا الحركة الشعبية بأديس أبابا ووافقت الحركة كما وافقت لجنة (7 + 7) (وده الخلى “أمبيكي” يدخل كوسيط) ويأتي للسودان ويحاول رأب الصدع بين الأحزاب السياسية، لكن أتمنى أن يأتي هذا الحوار إلى الداخل ولا يذهب للخارج كما لا ينبغي أن نذهب نحن.. (100) حزب للحوار في الخارج.
وأخوانا بالحركات المتمردة قالوا (دايرين ضمانات) والرئيس أطلق الضمانات الكافية بأن يأتي أي شخص ليحاور إذا تم الاتفاق معه يستمر وإذا لم تتم الموافقة ورغب في الرجوع (ما في شخص يمنعه أو يحاكمه)، لذلك لا ينبغي الالتفاف حول القضايا الصغيرة.. الحوار بالداخل.. بالخارج هذه إجراءات مضيعة للوقت ولجوهر القضية.
{ تتوقعون قبول الحركات العودة للحوار بالداخل؟
– نتمنى ذلك.
{ ما هي الضمانات التي تجذب هذه الحركات للداخل؟
– أكثر من ضمان أن الرئيس يقول ليك نتحاور ونتناقش (اتفقت معاي اتفقت ما اتفقت الطيارة الجابتك ترجعك تاني…).
{ قد يصطدم حوار الحكومة مع الحركات المتمردة بعائق انعدام الثقة؟
– انعدام الثقة (ممكن يكون).. لكن ممكن يجربوا.. نحن بالوطنى حاورنا حركات كثيرة متمردة.. حاورنا “السيسي” في الدوحة كل حركة متمردة تم بيننا لقاء حاورناها (مافي شخص) تم اعتقاله.. بل إن الحكومة أوفت بكل ما قطعته من التزامات لهذه الحركات.
{ الوطني رفض مبادرة باريس بقيادة “الصادق المهدي” ثم قبل بمبادرة أديس بقيادة آلية الحوار.. ما تعليقك؟
– “الصادق المهدي” كان مشاركاً بالحوار وحتى عندما جاء للآلية قال (نحن ما عايزين تعدد المبادئ) والأحزاب الأخرى اجتمعت ووضعت آلية للحوار ومؤشرات مساره، و”الصادق” خرق هذه الآلية وذهب إلى باريس واستجاب للجبهة الثورية.. لكن ما حدث أنه حتى الآن، عندما انتقل موضوع باريس إلى أديس أبابا (ناس الجبهة الثورية والحركة الشعبية ما احترموا “الصادق” وما قالوا ليهو نحن ماشين نتناقش مع الآلية “المؤتمر الوطني” تعال أحضر معانا النقاش). و”الصادق” دائماً ما يعترض على الاتفاقيات الثنائية.. رغم ذلك ذهب إلى ذات الاتجاه، وحالياً إذا عاد “الصادق” مع اتفاق الآلية الخارجية (اتفاق أديس) فليأت و(يقعد) مع الأحزاب ويتناقش معها، وهو إنسان مفيد ولا يمكن أن نتخطى تجربته السياسية ولا حزبه التاريخي العريق وهو من الأحزاب القليلة التي أرى أن رأيها مطلوب وكذلك مشاركتها.. نأمل عودة “الصادق” للحوار.
{ هل أنتم راضون عن مسار الحوار الوطني؟
– أنا شخصياً غير راضٍ، وأعتقد أن الحوار (لازم يمشي أسرع من كده) حتى نستطيع تفادي مسألة الانتخابات، وأعتقد أنه خلال الشهرين القادمين إذا لم نصل للهدف المطلوب ونطبق مخرجاته، فإذا امتد الأمر إلى بداية العام 2015م، يبقى الحوار بعد ذلك مع الحكومة الجديدة، أو أعتقد أن الأحزاب أغلبها خاصة أحزاب المعارضة (ما حتخوض الانتخابات) ما لم تكن هنالك فترة انتقالية.
{ البلد في مفترق طرق وهذا يحتاج من الحزب الحاكم إلى قرارات جريئة.. كيف يتم اتخاذ القرارات داخل الحزب؟
– دائماً تؤخذ بالأغلبية والمؤتمر الوطني حزب منظم وشفاف، وهناك نظام من الأعضاء حتى المكتب القيادي، الذي بدوره يرفعه للمجلس القيادي ثم هيئة الشورى.. هنالك قرارات تؤخذ على مستوى المكتب القيادي والمجلس القيادي.. وصحيح أنه مجلس تنفيذي يكون الآراء، لكن هيئة الشورى هي التي تجيز القرارات، ونحن نسير بخطوات منتظمة، حتى الشباب والطلاب لديهم آلية تصب داخل الحزب وتوصل أصواتهم ونستمع لها.
{ بالتأكيد هناك شخصيات مؤثرة على القرارات بالحزب؟
– دون شك هناك شخصيات بالحزب مؤثرة على القرارات.. بكل صراحة صحيح أن الرئيس يصدر قراره لكن المكتب القيادي يكون شريكاً في صناعته، والرئيس لا يصر على رأيه و(ما عندنا طائفية)، بحيث إن كلام الرئيس أمر نافذ.. بل يؤخذ الرأي بالديمقراطية والحوار الحر.. إذا وصلنا إلى توافق كامل (ما بنحتاج لتصويت كثير في القرارات).
{ ما هي الشخصيات المؤثرة على القرارات بالحزب؟
– (ما بقول ليك).. (أنتو في الصحف فتشوها).. يعني أي شخص في مجلس الشورى قيادي، وإذا كان المؤتمر الوطني فيه أكثر من (5) ملايين وقد يكونون (6) ملايين بالمؤتمر العام منهم قرابة (600) شخص مجلس شورى، هذا يعني أن هؤلاء يتم اختيارهم بعد تمحيص ليكونوا على رأس القيادة بالحزب.
{ بما ترد على من يقول إن أعضاء الوطني بقواعدهم الكبيرة هنا جزء منهم منتفع قد يذهب من الحزب إذا فقد السلطة؟
– الانتخابات تقول (غير كده).. صحيح بريق السلطة قد يغري بعض الناس، لكن هذا ليس مقياساً.. (زي) ما هناك الكثير من الذين خرجوا من الأحزاب الأخرى وحدثت بها انقسامات.
{ إذا لم تكن مؤتمراً وطنياً أي الأحزاب الأخرى ستجذبك إليها؟
– كنت عضواً بالحركة الإسلامية وأنا طالب بالوسطى وعمري (13) سنة، يعني عضو منذ العام 1963م، هل تعتقدين أنني (ممكن أطلع.. أمشي وين؟).. منذ ريعان الشباب حياتي داخل الوسط الإسلامي و(ما بقدر أعيش خارج التنظيم).
{ السلطة فرقت الإسلاميين.. ما تعليقك؟
– هذا الكلام غير صحيح.. (أمشي أي عمل اجتماعي بالإسلاميين وشوفي حتى ناس حزب المؤتمر الشعبي نجدهم.. ما بتفرزهم شعبي أم وطني).. قد تكون هنالك بعض الأشياء الشخصية حدثت لكن الغالب العام وسطنا الاجتماعي جيد والسلطة هي التي أخذت منا.
زمان كنا حركة معارضة ديمقراطية أو عسكرية، تحسب حركة، لكن الآن أصبحنا دولة، والدولة عندها متطلبات والتزامات ومخرجات قد تفهم لدى الناس بمفهوم خاطئ مثلاً (فلان كان والي وشالهو من منصب الوالي بقى زعلان أو كان وزير سابق.. لكن في علاقتنا الأخوية ما زلنا أخوة).
{ كيف ذلك والشعب خرج في المفاصلة الشهيرة والإصلاح الآن وغيرهم؟
– (دي حاجة تانية).. (لكن زي ما حزب الأمة فرق كم والاتحادي فرق كم، أنا أتمنى أن الحركة الإسلامية بكل مسمياتها تعود ليتلم شملها).
{ تتوقع ذلك؟
– أتمنى.. لكن حتى إذا لم نجتمع كجسم عضوي لماذا لا نلتقي في الأفكار ونجتمع لندعم بعضنا البعض؟!
==
هند

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية