شورى الوطني بالخرطوم.. من يكسب رهان قائمة المرشح لمنصب الوالي؟؟
(11) عضواً في قائمة الترشيح
تقرير – نجل الدين آدم
مساء اليوم (الجمعة) تبدأ اجتماعات الشورى للمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم لترشيح (7) من عضوية الحزب ليختار المكتب القيادي في نهاية الأمر مرشحاً واحداً من بين (5) يرشحهم المؤتمر العام للحزب بالولاية لخوض انتخابات الوالي المرتقبة.. الكل ينظر إلى الخرطوم بترقب سيما وأنها مركز للثقل السكاني تحمل تنوعاً مختلفا لاعتبارات أنها العاصمة القومية، سابقاتها من الولايات الأخرى أنهت مؤتمرات شوراها، لكن شهد البعض منها حالات شد وجذب واستمالة وتكتلات في عملية انتخاب مجلس الشورى والمؤتمر العام لمنصب الوالي، بيد أن الأمر في الخرطوم مختلف شيئاً ما، وحتى يوم أمس (الخميس) لم تظهر أي من ملامح الاستقطابات الحادة التي حذّر منها الحزب وتوعّد بمحاسبة من يقوم بها من عضويته.. لكن ثمة سؤال يطرح نفسه: ما هي الشخصية التي تحتاجها ولاية الخرطوم في منصب الوالي من واقع خصوصيتها؟ الإجابة عن هذا السؤال ستكون السبيل الأمثل لتحديد مرشح المؤتمر الوطني بالولاية لمنصب الوالي، والجو السياسي في الخرطوم يبدو معتدلاً شيئاً ما، وهذا ما يجعل بعض المراقبين يتوقعون حدوث مفاجآت في أخر لحظة.
{ النظام الأساسي للترشيح
يوضح النظام الأساسي لحزب المؤتمر الوطني كيفية تقديم مرشح لمنصب الوالي من بين عضويته على النحو التالي:
تجتمع الشورى التي تضم في عضويتها أكثر من (300) عضو وترشح (7) من عضويتها لقائمة المرشحين لمنصب الوالي، وتدفع بهم إلى المؤتمر العام للحزب بالولاية باعتباره الجهاز الأعلى، حيث يضم في عضويته أكثر من (2000) عضو، ويقوم هو باختيار (5) من القائمة التي رفعت إليه من الشورى ويدفع بها إلى المكتب القيادي للحزب في المركز ليختار شخصاً واحداً يكون مرشح المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة، مع ملاحظة أن المكتب القيادي يحق له تجاوز الحائز على أعلى الأصوات من بين الخمسة واختيار من هو أقل أصواتاً أو قبول القائمة حسب التسلسل الذي وصل إليه.
{ قائمة مرشحين
بدأت خلال الأيام الماضية حركة دؤوبة بين عضوية شورى الولاية في مشاورات غير ملزمة في ترشيح بعض الأسماء لخوض عمليات الترشح عبر الشورى، فقد ظهرت بجلاء حتى يوم أمس أسماء كل من الوالي الحالي د. “عبد الرحمن أحمد الخضر”، “صديق علي الشيخ”، المهندس “جودة الله عثمان”، “الحاج عطا المنان”، “محمد طاهر أيلا”، المهندس “حامد صديق”، د. “غلام الدين عثمان”، “أبشر محمد الحسن رفاي”، القيادي المعروف بالحركة الإسلامية “عبد القادر محمد زين”، وزير التوجيه والأوقاف الأسبق بالولاية “عثمان البشير الكباشي”، د. “عمار حامد سليمان” معتمد شرق النيل، ظهروا كمرشحين عبر الشورى.
وأوضح مسؤول بالحزب أن فكرة قائمة المرشحين التي تظهر عبر الصحف ليست نتاج ترتيب داخل مجلس الشورى، بل هي مجرد اجتهاد من قبل عضوية الحزب الحادبة على المصلحة في اختيار القوي الأمين. ويشير المصدر في حديثه إلى أن المشاورات التي تخرج إلى العلن بشأن ترشيح (فلان) أو (علان) غير ملزمة، موضحاً أن اجتماع الشورى يمكن أن تحدث فيه مفاجآت وتظهر أسماء لم تكن في الحسبان وتجد حظها من التأييد، وتوقع في حديثه لـ(المجهر) أن تتجاوز قائمة الذين يترشحون لمنصب الوالي في اجتماع اليوم (20) عضواً. وطبقاً للنظام الأساسي الذي يحكم عملية الترشيح فإن التصويت للترشيحات سيكون عبر الاقتراع السري بعد أن تتم عملية ترشيح مباشر للعضو ومن ثم تتم التثنية عليه بصورة مباشرة، حيث تتولى لجنة فنية مهمة الإجراء، والتي تؤدى القسم قبل الشروع في الإجراءات فيخرج كل من لم يجد تثنية عند ترشيحه من العملية الانتخابية.
{ عضوية رفيعة
خصوصية ولاية الخرطوم باعتبارها العاصمة القومية مكنت من أن تكون عضوية الشورى من كبار المسؤولين في الحزب والحكومة، بدءاً من رئيس الجمهورية الذي يعدّ عضواً في شورى ولاية الخرطوم وكذلك نوابه والنواب السابقون. ويعزو مصدر مطلع حالة الهدوء في ترشيحات الشورى في ولاية الخرطوم إلى واقع النضج السياسي الذي تتمتع به العضوية، الأمر الذي قلل من فرص الاستقطاب واستمالة الأعضاء، وهذا ما قد يجعل العملية أكثر نزاهة، فتبدو فرص القائمة التي تم ترشيحها أو رشحت نفسها ذات بعد قومي تمثل كل الاتجاهات الجغرافية، على عكس الولايات الأخرى التي لا تسمح إلا بترشيح ابن الولاية.. ومن هنا تبدو القراءة لما هو متوقع صعبة سيما وأن كل مجموعة عملت على ترشيح شخص من واقع الإمكانيات والصفات التي يتميز بها بعيداً عن الجهوية.
{ حظوظ قريبة وبعيدة
يرى الأستاذ المحامي “أنور بابكر” وهو أحد القيادات الإسلامية أن حظوظ الفوز بأعلى الأصوات بالنسبة للمتنافسين ستكون من واقع ما تحتاجه الولاية من معالجات، ويضيف أن الحاجة هي ما يحدد من هو الشخص المناسب لها، ويرى في ذلك أن الخرطوم بوصفها عاصمة في حاجة إلى خدمات أساسية تظهرها كعواصم الدول الأخرى من بنى تحتية وغيرها، ويضيف إن هذه الجزئية لم يتمكن الولاة المتعاقبين من التعاطي معها بوجه السرعة، سيما وأن أطراف العاصمة ما تزال تعاني نقص الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وما يزال السكن العشوائي قائماً في بعض أجزاء الولاية، ويمضى إلى أن الخرطوم ونظراً إلى أنها ذات ثقل سكاني فإن عملية الجريمة المبتكرة تتمدد فيها وتنشط في ذلك بعض الظواهر التي تخل بالأمن، الشيء الذي يتطلب أن يجد عناية من القادم إلى الولاية، ويشير هنا إلى أن الولاية تحتاج إلى شخصية مبدعة مثل د. “محمد طاهر أيلا” الذي أفلح في أن تصبح مدينة بورتسودان على صغرها عاصمة نموذجية. لكن واقع الحال، ورغم أن اسم الرجل قد سطع بين مجموعة الأسماء التي ظهرت، فإن ظروفاً تحول دون أن يتم ترشيحه، أولها تمسك أهل ولاية البحر الأحمر به، بجانب أن المسائل الإجرائية تعقد من الدفع به كمرشح عبر الشورى نظراً إلى أنه عضو في شورى ولايته، وأنه لا يمكن أن تكون لشخص عضوية مزدوجة في شورى ولايتين.. أما فيما يتعلق بالوالي الحالي “عبر الرحمن الخضر”، فإن الكثيرين يحمدون له الخدمات التي قدمها ومساهمته في حل مشكلة المواصلات والتمدد في خدمات السكن الشعبي، إلا أن تصريحات الرجل التي استبق بها اجتماع الشورى وقوله إنه لا يريد أن يترشح مرة أخرى قد تقلل من فرص دعمه من قبل عضوية الشورى نزولاً عند رغبته، أضف إلى ذلك أن عضوية الحزب ربما تصطحب موجة التغيير التي انتهجها الحزب، وأدت إلى مغادرة عدد كبير من القيادات التاريخية.. أما نائب الوالي الحالي “صديق علي الشيخ”، فإنه يجد دعماً من بعض المجموعات، فيبقى المحك في التصويت.
المهندس “جودة الله عثمان”، مدير مياه ولاية الخرطوم السابق والمعتمد برئاسة الولاية حالياً، يجد دعماً من مجموعات كبيرة أيضاً من باب أن الرجل من سكان الخرطوم القدامى العارفين بدروبها، لكن إخفاقه في حل مشكلة مياه الولاية ربما يضع نقطة سوداء في كتاب ترشيحه.. أما “الحاج عطا المنان” وهو من قيادات المؤتمر الوطني البارزة، فقد شغل منصب وزير المالية في الخرطوم في التسعينيات وقام بخطوة دراماتيكية عندما اشترى أكثر من (75) من أسهم بنك التنمية التعاوني الإسلامي سابقاً (بنك النيل) حالياً لصالح ولاية الخرطوم، فضلاً عن ذلك فإن الرجل قد قام بتمويل العديد من الجمعيات التعاونية والخدمية بولاية الخرطوم، وقد عرف عنه حسن التخطيط من واقع أنه مهندس تنفيذي وله تجارب واسعة.. ود. “غلام الدين عثمان” ليس ببعيد من ولاية الخرطوم، فقد كان وزيراً للمالية إبان حقبة الوالي السابق “عبد الحليم التعافي” ويمسك حالياً بأهم الملفات الخدمية، وهو مشروع الإسكان الشعبي، الذي نجح فيه بصورة كبيرة، وللرجل علاقات خارجية جيدة تمكن من خلالها من الحصول على تمويل لتنفيذ العديد من المشروعات الخاصة بالإسكان.. “أبشر محمد الحسن رفاي”، وهو من قيادات الحزب بالولاية وقد شغل منصب الأمين العام للهيئة البرلمانية لنواب ولاية الخرطوم من قبل، وهو من الشباب النشطين، وقد خاض الرجل انتخابات الوالي الماضية كمستقل الأمر الذي حسب عليه من الحزب وعدّ متفلتاً، لكن سرعان ما أعاد الرجل المياه إلى مجاريها وتجاوز له الحزب ذلك الخطأ، وهو يعدّ من الشخصيات الجماهيرية، فقد سجل أصواتاً كثيرة في انتخابات 2001م في دوائر أمبدة، ما يشير أنه يجد قبولاً جماهيرياً كبيراً، وربما تعزز مصالحته مع الحزب من فرص الحصول على أصوات جيدة.. “عبد القادر محمد زين”، وهو من قيادات الحركة الإسلامية المعروفة ويحظى بدعم كبير من قيادات الحركة داخل الحزب سيما وأن للرجل مساهمات واسعة في المواقع التي عمل بها، وتعاطف قيادات الحركة الإسلامية ربما يعزز من فرص الرجل في الحصول على أصوات مقدره.. وتجيء فرص المرشحين الباقين من قوة دفع مختلفة ربما لم تكن واضحة الآن.
{ مفاجآت في الترشيح
أحد قيادات المؤتمر الوطني لم يستبعد أن تكون هناك مفاجآت كبيرة في عمليات الترشيح عبر الشورى، ويشير إلى أن الوالي السابق “عبد الحليم إسماعيل المتعافي” يجد بوصفه عضواً في الشورى دعماً من قبل بعض الأعضاء لما قدمه الرجل من إنجازات واضحة للعيان خلال حقبته بالولاية. ويمضي المصدر إلى أنه برغم عدم ورود اسم الرجل في قائمة من سيترشحون إلا أن اسمه سيحل في اجتماع الشورى كمرشح ويجد في المقابل تثنية وتأييداً واسعاً من واقع نجاحات الرجل في مشروع نظافة الولاية وابتداره مشروع المخطط الهيكلي للولاية ومشروع شبكات المياه والمستشفيات الطرفية. ويوضح المصدر أنه رغم عدم رغبة المتعافي في الترشح إلا أنه سيقبل بإرادة مرشحيه من عضوية الحزب، وبالتالي ربما يكتسح القائمة.. لكن يبقى المحك في نهاية الأمر المؤتمر العام الذي ربما يغير من عقارب الساعة ويختار وفق رؤية مختلفة من واقع سلطته، لكن مصدراً بالوطني رجح أن يحترم المؤتمر العام رؤية الشورى في الاختيار ويمضي بها إلى الأمام على نحو ما جاءت، ويستبعد من هم في نهاية القائمة ويضع قائمة ترشيح بـ(5) أعضاء للمكتب القيادي للحزب في المركز ليختار منها مرشحاً له في انتخابات 2014م.