الديوان

عندليب قصر الشوق "زيدان إبراهيم" .. جميل ماسألناه .. لكنا هويناه

في الذكرى الثالثة لرحيله
من لمسات حنانك .. خلاص تمينا دور.. أيام مُرة خالية من طعم السرور
المجهر – آيات مبارك
لم تكن تدري أسرة الطفل “محمد إبراهيم”أن حياة ابنهم الصغير تستلقي على ظهر (مشاية)، وأن خطوط مستقبله قد خطها نجار الحي حينذاك الفنان “إبراهيم الكاشف” في (سوق الموردة، فارتسمت خطوات الفنان “زيدان إبراهيم”  تسير بتؤدة نحو عالم الفن والنجاح. فقد ولد الفنان “زيدان إبراهيم” في منتصف الأربعينيات بـ(حي العباسية)  جوار (مسجد الأدارسة)، حيث كان يطرب لطبول (السادة الأدارسة) ثم درس الأولية في مدرسة كادقلي، والأمانة الوسطى، أما الثانوي العالي فكان بالأهلية أم درمان.. وبعدها انضم لفرقة المدرسة الموسيقية، ومنها أخذ بيده  الشاعر”عوض أحمد خليفة”،  وبعدها انطلقت ملكات “زيدان” الغنائية فأجاد أغنيات “محمد وردي” “الكاشف” “إبراهيم عوض”، وتعلم العزف على العود  تحت إشراف الموسيقار “صالح عركي”.
ظروف عصية
وحب الغناء يسري مجرى الدم في روح (فراش القاش) لذلك لم يأبه الشاب “زيدان” لكل المتاريس والعقبات التي وقفت في طريقه ابتداءً من معارضة ذويه وعدم اختياره في احتفالات (معهد بخت الرضا) لعدم صلاحية صوته، لكنه لم ييأس ولم يفقد الأمل حتى أجيز صوته بالإذاعة في العام 1963،  وذلك في أغنيتي(بالي مشغول يا حبيبي) و(بيني وبينك والأيام)، وكان حب الفن والغناء حاديه لم ينسرب عن مسار الأغنيات، فقد عزفت معزوفة مستقبله وهو مازال غضاً  عندما خيره (مدير المدرسة بين الغناء والدراسة، فاختار طريقه دون توانٍ أو نكوص. فقد كان  الأستاذ “رحمي محمد سليمان” محقاً عندما أطلق عليه لقب ( العندليب الأسمر) .
ولأن “زيدان” وضاح المحيَّا .. تكاثف الكثيرون من “عمر الشاعر”، “التيجاني حاج موسى”  “عوض أحمد خليفة”، “عبد الوهاب هلاوي”، “أحمد زاهر”، “جعفر عثمان”، “عزمي أحمد خليل”،  فقد كان منزله قبلة لمحبيه وسكان الحي والعازفين والمعجبين .
ثمة غلادة شفافة تربط بين الأستاذ “التيجاني حاج موسى” والفنان “زيدان إبراهيم” اللذين ارتبطا بحب زائد لأمهاتهما ترجم من خلال الأغنيات. والفنان “زيدان” كان لصيقاً بأمه يجمعه حنين بها جارف حتى الممات، بنى صومعة من الحب بجوارها وعاش.
وداعاً فراش القاش
ولأن العندليب الساحر “زيدان إبراهيم” تطول أغنياته وأقاصيصه .. صارت ذكراه غصة في حلق الأغنية السودانية.. بل عبرة سدت أنفاس شباب السبعينيات والثمانينيات.. وذلك الجيل الذهبي حينها .. ولم يتوقف في نثر الحب في أم درمان بل انتقل لينطلق عبيره ويسكن بمنطقة ( الحاج يوسف)، إلى أن يتوفاه الله  (في الليلة ديك) خارج السودان  ويصبح (قصر الشوق) خالياً تطوف بين أطلاله (فراش القاش) و(أخونك) (غرام الروح) و(أكون فرحان) وصويحباتهم وفي (بعدك ياغالي).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية