جنيف4
انتهت الدورة السابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان ورفعت الجلسات اليوم
(الخميس) بعد جلسات خطابية مطولة وإنفاق لأكثر من عشرة مليارات من
الدولارات في أغنى مدن العالم وأغلاها. وخرج السودان من العودة لمربع
الرقيب والمفتش بجهد غير قليل وتنازلات بإدراج مهام واختصاصات للخبير
المستقل تقع في المسافة الأقرب للبند الرابع من العاشر، ولكن حصاد حكومة
السودان من سوق جنيف شيء غير قليل من الكسب السياسي والدبلوماسي.
وقد نادي المبعوث” بدرين” جهراً ومن ثاني أكبر وأهم محفل دولي بعد الأمم المتحدة
برفع العقوبات عن السودان لما لذلك من آثار سالبة على الشعب السوداني
وحينما توقع المراقبون عودة السودان لمربع الرقابة أفلحت الدبلوماسية في
إنقاذ الموقف والحيلولة دون العودة للوراء، ونجاح الدبلوماسية السودانية
وخبراء وزارة العدل ينبغي أن نعتبر بما جري ونمضي قدما كسودانيين في
التصالح فيما بيننا ووقف الحرب التي تشكل حجر عثرة. في تقدم البلاد وتقدح
في كفاءتها وقدرتها على رعاية حقوق الإنسان ومن ينظر لبيانات الإدانة التي
تلاها مندوبو الدول الأوروبية والولايات المتحدة فإن الحرب في جنوب
كردفان ودارفور تمثل القاسم المشترك بين كل البيانات وبالتالي فإن إيقاف
الحرب لا يحسن الوضع الاقتصادي فحسب ويجنب السودانيين من الموت بلا سبب
ولكنه يغلق أبواب التدخلات الأجنبية وينظف سمعة البلاد من درن الاتهامات
الأخلاقية التي تلاحقها ونظافة ثيابها من الأوشاب، ولأن الحرب أكبر مهدد
لوحدة أي بلد فإنَّ السودان موعود بعهد جديد إذا ما توقفت الحرب والتزم
الجميع بنظافة اللعب وحسن إدراك بأننا جزء من هذا العالم وأن مفهوم
السيادة القديم بات شيئاً من الماضي البائس.