تقارير

"السمؤال خلف الله" في التلفزيون.. تحديات تبحث عن عصا سحرية !!

مشفقون دفعوا بحزمة نصائح

تقرير – محمد جمال قندول

يبدو أنَّ مهمة “السمؤال خلف الله” في تكليفه الجديد من قبل رئيس الجمهورية كمدير عام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لن تكون سهله قياساً على إدارته لحقيبة وزارة الثقافة الاتحادية في وقت سابق.
 القرار الرئاسي الذي أصدره رئيس الجمهورية مؤخراً وضع “السمؤال” على سدة الهيئة بعد دمج قطاعي الإذاعة والتلفزيون، حيث يعج الأخير بالكثير من المشاكل الإدارية والمالية المثقلة، زد على ذلك اهتزاز ثقة المشاهد في منتوجه البرامجي وانصرافه إلى المحطات والقنوات الأخرى.
ومنذ اليوم الأول لإعلان قرار الرئيس اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وسكبت الأقلام مدادها تنقيحاً ونقداً للتجربة المنتظرة للسمؤال مع التلفزيون قبل بدايته وكيفية مواجهته لأزمات التلفزيون تتبعها حزمة من الاستفسارات تبحث عن إجابات تزيل شيئاً من غموض مستقبل الهيئة الجديدة تحت قيادة “خلف الله”، وإلى أي مدى يمكن أن يعبر بهذا الجسم إلى بر الأمان في ظل قضايا ومشاكل أطاحت بسلفه “محمد حاتم سليمان”..وهل يفلح في استعادة ثقة المشاهدين مرة ليعود تلفزيون السودان إلى عهده الذهبي وجملة من الأسئلة المشفقة على الرجل.
تعدي بالحزام وبلاغات..
خلال الــ(3) أعوام الأخيرة برزت مشكلة التلفزيون القومي بصورة لافتة على خلفية تفجر أزمة متأخرات العاملين من الرواتب والحوافز وتعثرت عملية صرف الرواتب شهراً بشهر حتى تعدت جملة المتأخرات مبلغ (3) مليارات جنيه، إضافة إلى ديون كبيرة على المحطة القومية تعد بالمليارات الجنيهات، ووصلت ذروتها عندما فصل عاملون في التلفزيون والإذاعة في مفاصلة شهيرة بتقليص الهيكلة قبل (3) أعوام تلتها احتجاجات كثيرة على فترات زمنية متقطعة رافضين سياسية “محمد حاتم سليمان” حتى وصل الأمر لدرجة التعدي عليه بالحزام من قبل مذيع نسبة لضيقه ذرعاً بسياسات الإدارة وتلاها تقدم عاملين بالتلفزيون القومي قبل شهرين ببلاغات في مواجهة “حاتم” بسبب المرتبات والتي ظلت المشكلة المستعصية على حقبة الرجل الذي واجه الكثير من العواصف، إضافة إلى ما أثير حول الميزانية التي خصصت للاحتفال باليوبيل الذهبي وأضيف لكل هذه التقاطعات مشكلة تحويل قناة (النيلين الرياضية) التابعة للقناة القومية إلى قمر عربسات وما صاحبتها من إشكاليات وآراء رافضة للقرار برمته، ولكن صمود “محمد حاتم سليمان” في مواجهة عواصف بيع أسهم قناة (النيل الأزرق) من صاحبه صالح كامل الملياردير السعودي المالك لقناة (النيل الأزرق) في عملية البيع التي تمت لرجل الأعمال السوداني وجدي العربي حيث إنه من المعروف أن فضائية النيل (الأزرق) تتبع لإدارة “حاتم”، قيل إنها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وكتبت نهاية لحقبة “حاتم” بالتلفزيون .
مشكلة “صالح كامل” والقومي
إرهاصات مشكلة بيع رجل الأعمال السعودي “صالح كامل” المتعثرة لأسهمه بقناة (النيل الأزرق) بسبب الإدارة السابقة مهدت خروج “حاتم” من التلفزيون بعد إعفائه من مهام منصبه كمدير له،  ولم يُسدل الستار نهائياً على قضية شركة (دلة البركة) المملوكة لرجل الأعمال السعودي “الشيخ صالح كامل” والتي شرعت فيها الشركة لاتخاذ إجراءات قضائية في مواجهة شريكها تلفزيون السودان القومي في شخص مديره العام بخصوص بيعها (54%) من أسهمها في شركة قناة (النيل الأزرق) لشركة (سونان) للإعلام  وتلخصت مطالب دعوى شركة (دلة البركة) بشكل إجمالي وفق بيان أعلنته الشركة مؤخراً في تمكين شركة (سونان) للإعلام من الأسهم وتثبيتها لمصلحتها، بجانب الدعوة لعقد اجتماع لمجلس إدارة الشركة ومراجعة الأوضاع فيها. وأوضح البيان أن شركة (النيل الأزرق) المالكة لقناة (النيل الأزرق) تأسست عام 2003 بموجب شراكة ضمت كلاً من شركة (دلة البركة) لمالكها رجل الأعمال والمستثمر السعودي الشيخ “صالح الكامل” التي امتلكت (60%) من الأسهم  وحكومة السودان التي ناب عنها التلفزيون القومي بحصة (20%) وهيئة الأوقاف الإسلامية بـ(20%)، بحسب ما يشير البيان، ويمضي إلى القول إن شركة (دلة البركة) عرضت مراراً وتكراراً أسهمها للبيع بعلم شركائها والذين لم يعترضوا على هذا الأمر ولم يثيروه إلا بعد إكمال صفقة شراء (54%) من حصتها لمصلحة شركة (سونان) للإعلام.
العمل بــطاقة (150)% لاستعادة المشاهدين
الإعلامي، المذيع السابق بالتلفزيون القومي “حمزة عوض الله” قال لــ(المجهر) إنه (ضد الاحتفال بذهاب “محمد حاتم” وإن اختلفنا في الرأي حول إدارته ويقول إن هنالك من احتفلوا بحاتم عندما عين مديراً وهؤلاء أنفسهم احتفلوا بذهابه) !!.
وأضاف: (أنا أعرف “السمؤال خلف الله” منذ أن كنا طلاباً في جمهورية مصر العربية حيث والرجل مبدع وللأسف هنالك من نشر صورة راقصة في (الفيس) ونسبها له رغم أنه بعيد عن مثل هذه التصرفات).
وأشار “حمزة” إلى أنَّ المسألة ليست في الأشخاص بل في مشكلة التلفزيون بقدر أن القائد عنصر مؤثر على سير العمل، ويمضي  إلى أن “السمؤال” مسؤول عن الإذاعة والتلفزيون ويصبح من الخطورة بمكان التحدث عنه باعتباره مديراً للتلفزيون فقط، خاصة وأن الرجل لا يملك عصا سحرية ليحل بها مشاكل التلفزيون رغم أن الإذاعة أكثر تعافياً من التلفزيون.
وعلل “حمزة” مشاكل التلفزيون بأنها تتمثل في المقام الأول في الفوضى إضافة إلى الميزانية ويرى أن ذلك يتطلب كادرا بشرياً يعينه على حسم الفوضى ومن داخل التلفزيون وهذه النوعية الحاسمة محدودة جداً، ويقدم نصيحة  للسمؤال إذا ما أراد أن يرتقي في سلم النجاح بأن عليه اختيار مجموعة من خارج التلفزيون القومي ذات صلة بالإبداع التلفزيوني وهنا (لا أسوق نفسي لأنني زاهد في ذلك) إضافة إلى أنه يحتاج أن يعيد هيبة الميزانية إلى سابق عهدها خاصة وأن التلفزيون في حالة ديون ضخمة وقرار الدمج صدر منذ (3) سنوات وهو معني بالمقام الأول بالهيكلة والتشريعات.
وختم “حمزة” حديثه بأن التلفزيون القومي فقد مشاهديه وأن على “السمؤال” العمل بطاقة (150%) لاستعادة ما فقده التلفزيون من جمهور.

إعادة الهيكلة
الفنان “محمد ميرغني” اختصر حديثه لــ(المجهر): (إن اختيار “السمؤال” موفق ولكن يصعب الحكم عليه إلا بعد زمن من توليه الإدارة نظراً لأن الأذاعة والتلفزيون تمر بالكثير من المشاكل المتأزمة منذ وقت ليس بالقصير). وأشار “ميرغني” إلى أن الإذاعة والتلفزيون مجتمعة لم تسجل عملاً فنياً أو درامياً منذ سنين طويلة ويجب على “السمؤال” أن يعيد هيكلة الإذاعة والتلفزيون حتى يضمن النجاح.
المذيعة بالتلفزيون القومي “غادة عبد الهادي” عبرت عن إيمانها بالتغير المطلوب والناجح على يد “السمؤال خلف الله” كمدير للإذاعة والتلفزيون. وقالت لــ(المجهر) في معرض الطرح إن شخصية “السمؤال” معروفة لدى الناس بالعمل الثقافي والإبداعي خاصة وأنه قريب من حوش التلفزيون تفكيراً.
ورفضت “غادة” تحميل “السمؤال” أو سلفه “محمد حاتم” مسؤولية المرتبات والأمور المالية موضحة بأنه غير مرتبط بالإدارة وناشدت “غادة” قيادة الدولة بالاهتمام بالإعلام في بند الميزانية خاصة وأنهم ينظرون إليه كبند ثالث وليس أول أو ثانياً.
وفي السياق ذاته توقع  الفنان “سيف الجامعة” في حديثه لــ(المجهر) نجاح “السمؤال خلف الله” في قيادة دفة التلفزيون والإذاعة إلى نجاحات منقطة النظير خاصة وأنه قريب من الفنانين والدراميين والمثقفين بكل ميولهم .
ويعتبر “السمؤال خلف الله” ابن مدينة الدويم من المحسوبين على تيار الإسلاميين وعين في حقيبة وزارة الثقافة في العام 2011 وتم إعفاؤه بقرار أثار جدلاً كثيفاً حينها خاصة وأن الرجل نشط دور الفعاليات الثقافية وأقام مهرجانات عدة ليغيب الرجل عن الواجهة السياسية وإن كان حاضراً ثقافياً عبر دار أروقة للثقافة والفنون والذي يترأسها ويعود مجداً بتعيين من الرئيس للإذاعة والتلفزيون وسط إشفاق من الكثيرين في كيفية إدارته لملف عامر بالمشاكل المستعصية.. ويبقى السؤال: هل سيستعير الرجل عصا سحرية لحلها أم ينتظر الحلول من الإدارة السياسية؟ .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية