شهادتي لله

أولاد "المحجوب" في مدرسة "أمبيكي"!!

{ من المؤسف أن يدين (المؤتمر الوطني) توقيع حزب الأمة على (إعلان باريس) مع الجبهة الثورية، ثم سرعان ما يتنازل المؤتمر- ذاته- عن (منصة) الحوار الوطني لرئيس جنوب أفريقيا السابق “ثابو أمبيكي” بكل سعادة واطمئنان وكرم يحسد عليه!!
{ في السادس من أبريل من هذا العام، جلس الرئيس “البشير” على منصة لقاء المائدة المستديرة الذي جمع (82) حزباً في رحاب قاعة الصداقة بالخرطوم.
{ كان هناك “الصادق المهدي” و”حسن الترابي” وممثلو “الميرغني” الفريق “عبد الرحمن سعيد” وصحبه، الجميع كان هناك باستثناء ممثلي تحالف (اليسار) من شيوعيين وناصريين وبعثيين، ولكن حتى هؤلاء انخرطوا (عملياً) في الحوار بالاستفادة من مخرجاته، فكانوا أول من عقد ندوات سياسية مفتوحة بميدان المدرسة الأهلية بأم درمان وميدان شمبات ببحري وغيرهما، ولا شك أن ذلك الحراك السياسي تم تحت مظلة حوار (الوثبة) وإن رفضوه!!
{ نقلت الفضائيات تفاصيل حوار المائدة المستديرة على الهواء، من كلمة “الصادق” مروراً بـ”الترابي” وانتهاءً بمداخلة “كمندان جمعة”. لم تكن خلف “البشير” حراسة ولا سكرتارية، وبالتأكيد لم يكن بالقاعة (أجانب)، لا مبعوثين من الاتحاد الأفريقي ولا الأوروبي ولا وسطاء ولا مسهلين، ولا حتى سفراء معتمدين بالخرطوم!!
{ كان حواراً (وطنياً) خالصاً في بداياته، لكن البعض عوّق مسيرته بعدة (فاولات) لتغطية وتمرير دخول (الحكم الأجنبي) بعد توقف المباراة بسبب مخاشنات متبادلة وكروت صفراء وحمراء خرج على إثرها عدة لاعبين من الملعب!!
{ بأيدينا، حكومة ومعارضة، استجلبنا (الأجنبي) ووفرنا له الضمانات لإدارتنا (حوارنا) مع بعضنا البعض، بينما لم نوفر تلك الضمانات لبني جلدتنا من الطرفين!!
{ أدمنت الحكومة والمعارضة على حد سواء، التفاوض مع            (الوسطاء) والمبعوثين الأجانب في “أديس أبابا” و”الدوحة”، “واشنطن “، “لندن” و”باريس” وغيرها، وفشلتا- الحكومة والمعارضة- في التوقف عن (نشر غسيلنا) على حبال هؤلاء المتكسّبين مالاً وتجربة وشهرة على حساب شعب السودان العزيز، الذي جمع في ستينيات القرن المنصرم الرئيس “عبد الناصر” والملك “فيصل” والملك “حسين” في مقرن النيلين، وصالح بينهم بدبلوماسية “المحجوب” المبهرة، ورعاية “الأزهري” الزعيم!!
{ إذن.. وبعد مرور (47) عاماً على نجاح (وساطة) السودان بين الزعماء والملوك (العرب) الذين كانوا حقاً زعماء وملوكاً ملء العين والوجدان، انتكست سياستنا وانحدرنا وصرنا تلاميذ في مدرسة مفاوضات مستجدي وفقراء أفريقيا!!
 { من أين جاء هذا الـ”أمبيكي” ليصبح (حلالاً) لعقد السودان في غياب كباره، أو تغييبهم عمداً وترصداً، شيوخاً وعلماء وجنرالات متقاعدين من الجيش والمخابرات وخبراء في كل المجالات؟!
{ متى يعي ساستنا أن هذا الشعب المعلم قد بلغ ضيقه على ضائقة الاقتصاد، من عبث الأجانب بقضاياه، مبلغاً قارب حد           (الانفجار)؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية