أخيره

"عصام محمد نور" لـ(المجهر):

مشاركتي الأخيرة في (أغاني وأغاني) للرد على شائعة اعتزالي
(الأغنيات المخالفة للبيئة) منتشرة.. وظهرت على حساب الأغاني الجادة
حوار – محمد إبراهيم الحاج   
يرى كثير من المراقبين أن (خانة) الفنان الشاب “عصام محمد نور” تظل شاغرة حتى إذا أكثر الغياب عن الساحة الفنية.. تلك (الخانة) تنتظره متى ما (اختفت) ظروف غيابه المبررة عن المشهد الفني.. ولهذا فإن “عصام” الذي يتميز بأداء طروب سليم لا ينقص منه هدوءه وشجنه شيئاً.. دائماً ما يعود إلى مكانته في صدارة المطربين القادرين على إظهار كاريزماه الخاصة.
 “عصام” الذي عانى كثيراً خلال الفترة السابقة من شائعة اعتزاله الغناء رغم إنه لا يفتأ في كل حديث له نفي هذه الشائعة.. إلا أنه أبدى رضاه التام بأن ما يقسمه له الله من أمر كله فيه خير.. ولهذا دائماً ما تجده مطمئناً و(متمهلاً) سواء أكان متحدثاً أو مغنياً كونه راضياً بما يريده له المولى عز وجل، ولهذا فإنه يمثل وجهاً مشرفاً للفنانين وهو كذلك أحد الذين يتم التعويل عليهم في إعادة الذائقة إلى مكانها الطبيعي بعد أن عبث بها بعض المحسوبين على الغناء.
 (المجهر) التقت “عصام محمد نور” وأدارت معه حواراً كشف فيه الكثير.. فإلى مضابطه:
{ “عصام”.. أولاً مرحباً بك في صحيفة (المجهر)؟
– أهلاً وسهلاً وإن شاء الله نكون بقدر ما تريدون.
{ بداية.. بعد ظهورك الجيد جداً في النسخة الأخيرة من (أغاني وأغاني) واتفاق الكثيرين على روعة ما قدمت من أعمال فنية.. هل تعتقد أن ذلك ألقى على كاهلك أعباء إضافية للمحافظة على هذا المستوى؟
–    إذا لم يكن هناك تحدٍ فعلى الإنسان أن يذهب إلى حال سبيله.. ووجودي الأخير في (أغاني وأغاني) كان الهدف الأساسي منه أن أرد على الشائعات التي لا تلبث تطاردني عن اعتزالي الغناء.. وأقول إن حقيقة اعتزالي لا معنى لها.
{ نعم ظهرت الشائعة بشكل مكثف للغاية؟
–    الشائعة ظهرت في أي مكان.. في الشارع العام والمواصلات.. وفي المحلات العامة.
{ هل أثرت على ارتباطاتك الفنية؟
–    نعم أثرت سلباً، ولكني أوقن تماماً أنه إذا كان عندي نصيب فلن أحرم منه.. وهناك البعض الذي يسعى إلى أذية البعض.
{ “عصام” الفنان المتدين الذي يقدم للناس خلقاً رفيعاً.. عكس صورة مشرفة للفنان الملتزم وهو غير ما هو مألوف لدى البعض من الصورة السالبة للفنان في أذهان الناس؟
–    طبعاً للأسف كانت هذه الصورة في أذهان الناس عن الفنانين في بداياتهم وكانوا ينادونهم بالـ(صيع) ومن ثم بالـ(صعاليك)، ولكن عميد الفن “أحمد المصطفى” ساهم بقدر كبير في تغيير هذه الصورة عن الفنانين.. وحتى السلوك المشين عن الفنان ليس مشاعاً.. وطالما اتخذ الفنان الفن كرسالة ينبغي أن يكون مشرفاً بأفعاله ويتشبه بأخلاق الرسول “صلى الله عليه وسلم”، وإذا أردت أن تدعو الناس إلى شيء معين يجب في الأول أن تقنعهم بحجتك وسلوكك.
{ البعض يرى أن نجومية “عصام” تراجعت بشدة خلال الفترة الأخيرة.. وقل نشاطك كثيراً وسبق أن أنتجت عدداً من الألبومات الناجحة.. إلى ماذا تعزي هذا التراجع؟
–    يعود ذلك إلى سوق الكاسيت والشركات الفنية المنتجة له والتي اختفت تماماً عن الساحة الفنية.. وحتى إذا تمت استضافتك في برنامج فإن لهم غناءً محدداً يريدونك أن تردده.. وعشان تعمل (بروفة) يجب أن تدفع لصاحب الصالة وللعازفين وللشعراء والملحنين.. فمن أين نأتي بكل هذه المصاريف لإنتاج الأغاني.. وأنا الآن أملك أكثر من أربعين عملاً لم أستطع أن أقدمه بسبب هذه الظروف الصعبة التي نعاني منها في إخراجها.
{ هل تعتقد أن هذه هو السبب الذي جعل مما يمكن تسميته بـ(أغاني السفح) أو (الأغاني المبتذلة) أن تظهر على حساب كثير من الأغنيات الجادة التي كان من الممكن أن تكون بديلاً لتلك الأغنيات؟
–    نعم الاقتصاد لديه مردود سلبي على كل شيء في الحياة.. وهو الذي أتاح لما يمكن أن نطلق عليها (الأغنيات المخالفة للبيئة) للظهور.
{ لكنها الآن رائجة ومنتشرة بشدة هذه الأنواع من الأغنيات؟
–    نعم مطلوبة ورائجة ولديها مردود خيالي وكانت على حساب إنتاج أغنيات جيدة.
{ هل ترى أن ثمة أمل يلوح في إنتاج أغنيات سودانية رصينة تجد حظها من الرواج والانتشار؟
–    أكيد.. ولكن ينبغي في الأول أن نرى كيف يمكن أن ترجع لنا سودانيتنا.. وكيف نستطيع أن نخرج الأخلاق السودانية في مساعدة بعضنا البعض دون أن تؤرقنا محاولات الظهور.. لماذا لا نرجع لأشيائنا القديمة؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية