أناقة وجمال نساء ورجال أيام زمان
(سن الدهب البسامة)
الخرطوم – آيات مبارك
عندما أطلق الشاعر “أبو صلاح” رائعته (قسم بي محيك البدري) وعيل صبره ونادى واصفاً (بسيمات فاهك التبري.. مشبهاً لها (بالتبر) الذي يعني الذهب.. لكن أسنانها كانت فعلاً ذهبية ولم تكن مشبهاً لها بالذهب أو الفضة أسوة برصيفاتها من القصائد والأغنيات التي أشارت للأسنان بكل ما هو ساطع، فقد شبهت (باللؤلؤ) تارة وبـ(البرق الساطع) و(الشمس) تارة أخرى، ولم يبارح “أبو صلاح” بوابة الأسنان والمجوهرات (يا أم سنوناً من در يتلاصفن).. فهو لم يتنبأ بزمن يكون فيه البحث عن الذهب ويمكن إيجاده بأحجامه الكبيرة، باحثاً عنه بين أفواه معشوقاته اللائي كن يوزعن البسمات جيئة وذهاباً حتى يفترن عن (فاطر) يتلاصف بين الفينة والأخرى. فقد كان (سن الدهب) في فترة ما موضع أعجاب وفتنة، فالذي يرتدي (الفاطر) سواءً من الرجال يكون من أهل العزوة أو يحب (المنجهة)، وفي فترة من الفترات ولعلها فترة الستينيات والسبعينيات ظهرت (سن الذهب البسامة) كموضة انشغل بها السودانيون نساءً ورجالاً، ومن الفنانين السودانيين الذين اشتهروا بـ)سن الدهب البسامة) الفنان “إبراهيم عوض” الذي اشتهر أيضاً بالهندام والمظهر الأنيق، ونجد أيضاً من المبدعين الذين اشتهروا بـ(سن الدهب البسامة) الفنان “عبد الوهاب الصادق” والشاعر الكردفاني القدير “عبد الله الكاظم” مبدع أغنية (حليوة يا بسامة).
(سن الدهب) في الدين والتاريخ
لم تكن (سن الذهب) حديثة عهد، فقد عرفها العرب قديماً وكانت الأسنان تشد بخيط من الذهب، فقد ذكرت الروايات أن سيدنا “عثمان بن عفان” قد شدت أسنانه بخيوط من الذهب وكذلك “أبو مسلم معاذ” و”عبد الملك بن مروان”، ففي القرن الخامس قبل الميلاد قام أجدادنا القدماء بتبديل السن الطبيعي بآخر صناعي.
فاطر الذهب
في السنوات الماضية كانت تستهوي النساء عادة تجميل الأسنان وذلك باستخدام الذهب والفضة، ولم تقتصر على النساء بل على الرجال أيضاً، لكن الرجال يستخدمون أسنان الفضة رغم تضارب الأقوال في ارتداء الذهب في الدين، لذلك التقت (المجهر) بالشيخ “محمد النور” الذي قال: لا حرج إذا دعت الحاجة لأنه ثبت أن بعض الصحابة رضي الله عنهم قد ربطوا أسنانهم بالذهب، وأن تيسر معدن آخر يقوم مقام الذهب فهو أفضل. أما تاجر الذهب “محمد مصطفى تبيدي” فقال: غالباً ما يكون (سن الدهب) أقل من عيار (21) ونسبة الإقبال عليه ضعيفة جداً في السنوات الأخيرة، بل تكاد تكون منعدمة ومنذ العشرين عاماً لم يأتني طلب لأسنان ذهب، لكن عموماً تباع بكميات للأطباء، وحتى في الماضي نسبة الإقبال عليها من بقية الولايات أعلى من الخرطوم، أما طبيب الأسنان “خالد إبراهيم” فقد قال: إن الأسنان التركيبة ثابتة تكون من مادة (الدهب) أو (الفضة) (الأكريل)، (البورسلين) وتوضع مكان السن المفقودة ويطلبها منك العميل باختياره (أي حسب الطلب).. فيقوم الفني بعمل المقاسات ويسمى (سن الذهب) بـ( الفاطر)، وهذه المواد ليست لديها أية أضرار صحية مثل الصدأ وغيره.. لكنها قد تسبب مشكلة إذا تم تركيبها بصورة غير صحيحة.. على سبيل المثال إذا أحدثت مسافة بينها وبين الأخرى.