هجرة الكوادر الطبية والصحية أسباب قائمة تبحث عن حلول..
أكثر من ألفي طبيب هاجروا في 2013
تقرير – هبة محمود
تحت عنوان “هجرة الكوادر الطبية والصحية الأسباب والانعكاسات والحلول”، أقامت جمعية حماية المستهلك منتداها بحضور عدد من المتحدثين من الأطباء ونائب الأمين العام لجهاز المغتربين د. “كرم الله علي عبد الرحمن” و”أحمد الطيب السماني” مدير الإدارة العامة للهجرة بوزارة العمل وتنمية الموارد البشرية. المنتدى شهد مداخلات ساخنة حمل فيها البعض الحكومة المسؤولية المباشرة في هجرة الكوادر الطبية، أرقام مذهله وإفادات جريئة ركز فيها البعض على الحلول المقترحة لمعالجة زحف الهجرة ودفع بحزمة توصيات.
وزارة العمل تشجع على الهجرة !!
مدير الإدارة العامة للهجرة بوزارة العمل وتنمية الموارد البشرية و”أحمد الطيب السماني” ابتدر حديثه بتشجيع مبدأ الهجرة لكنه اشترط أن تكون مقننة، وأشار إلى أنها تعطي فرصة لإيجاد فرص عمل داخلية من خلال عملية الإحلال والإبدال إلى جانب أنها تُعتبر استثماراً في الكوادر البشرية وذلك من خلال تزويد كفاءة الكادر البشري المسافر وذلك من خلال اكتساب المزيد من الخبرات والتدريب إلى جانب أنه بإمكان المهاجر بعد عودته إيجاد فرص عمل جديدة في البلاد، من خلال استثماراته، ويشير إلى أنَّ الهجرة في العام 2012 بلغت حوالي (1336) طبيباً إلى جانب (47) طبيبا بيطريا وطبيبي صحة عامة. وفي العام 2013 ارتفعت النسبة لتصل إلى (2163) طبيباً و(83) طبيبا بيطريا و(6) أطباء صحة عامة.
مؤشر لانخفاض الهجرة في 2014 ..
ويمضي د.”أحمد الطيب السماني” إلى أنَّ عدد الأطباء الذين هاجروا في النصف الأول من عام 2014 قد انخفض ليصل النسبة إلى حوالي (46) طبيباً بشرياً هاجروا، و(5) أطباء بيطريين وفي ما يلي الصحة العامة فالنسبة (صفر).
نائب الأمين العام لجهاز المغتربين د.”كرم الله علي عبد الرحمن” أكد أنَّ المخرج الوحيد للسودان من الأزمة التي يعيشها حالياً هي تحويلات المغتربين واقترح إيجاد تسهيلات وإجراءات جريئة تنزيلا لتوجيه النائب الأول في مؤتمر المغتربين الذي عقد مؤخراً في الخرطوم، لأنها تعتبر من أبرز المشاكل التي تواجه المغتربين- على حد قوله.
السعودية على رأس الدول المستقبلة للكوادر السودانية ..
وبحسب الإدارة العامة للهجرة بوزارة العمل والموارد البشرية فإنَّ أكثر الدول المتلقية للأطباء السودانيين بنسبة تفوق الـ(90%) هي المملكة العربية السعودية، تليها سلطنة عمان. ويؤكد مدير الإدارة د.”أحمد السماني إلى أنه في العام 2012 بلغت الهجرة حوالي (1336) طبيباً هاجر فقط إلى السعودية (1223). وفي عام 2013 بلغت جملة المهاجرين حوالي (2162) هاجر إلى السعودية حوالي (1894) طبيباً، و(117) طبيباً إلى سلطنة عمان، وليبيا (100) طبيب، والإمارات (46) طبيباً، وتشاد طبيب والكويت طبيبان وقطر طبيب وبريطانيا طبيب.
إلى ذلك، وصفت د.”حياة الحاج” عضو نقابة اتحاد أطباء السودان الوضع الصحي بالمتردي، مشيرة إلى ما سمَّته بعدم احترام آدمية المريض والإجحاف والمعاملة الإقصائية. وأكدت أنَّ نائب الأخصائي يقوم بدفع مبلغ (72) مليون جنيه للسفر قائلة: الناس بتسافر مجبورة. واعتبرت أنَّ نبطشية خريج الامتياز لثلاثة أيام في الأسبوع ما هي إلا بدعة لأن خريج الامتياز لن يجد عمل بعد إكمال خدمته ويصبح بالتالي عاطلاً.
إحباط ويأس وسط الكوادر الطبية بسبب إلى الوضع الوظيفي..
وأرجع بروفسور “محمد عثمان عبد الماجد” رئيس اللجنة الصحية بالجمعية السودانية لحماية المستهلك حالة الإحباط واليأس وسط الكوادر الطبية إلى الوضع الوظيفي وبيئة العمل، مشيراً إلى أنَّ ذلك تبدى من خلال ملاحظتهم في جولة قاموا بها وهذا ما ك فريق طبي لمراقبة المستشفيات حيث تمت زيارة (40) مستشفى ويضف بروف “محمد عثمان” إلى أسباب إحباط الأطباء مشاكل التدريب والتعامل مع الكادر الطبي من قبل الجهات المختصة وضعف الرعاية الصحية.
(8) ألف عدد الاختصاصيين المسجلين بالمجلس الطبي ..
وكان أيضاً من بين المتحدثين عميد معاش د.”سيد قنات” الذي أكد أنَّ عدد الأطباء المسجلين بالمجلس الطبي منذ تأسيس المجلس وحتى تاريخه حوالي 49 ألف طبيب، و(6) آلاف طبيب أسنان و(13) ألف صيدلي، مشيراً إلى أن عدد الاختصاصيين المسجلين بالمجلس الطبي حوالي (8) آلاف اختصاصي وأن هناك حوالي (55) اختصاصي كلى، و(927) جراحة عامة تشمل القلب والترميم والحروق.
ويواصل د.”قنات” حديثه، مؤكداً أنَّ اختصاصي الصيدلة وفقاً للتقرير الأحصائي السنوي لوزارة الصحة يوليو 2012 بلغ حوالي (157) طبيباً و(309) اختصاصيي تخدير، و(962) اختصاصي نساء وتوليد، و(200) اختصاصي عظام، و(8) اختصاصيي الطوارئ و(41) اختصاصي باطنية مخ وأعصاب، و(270) صحة الأسرة.
وحسب التوزيع النوعي لجزء من الولايات فيؤكد د.”سيد قنات” أنَّ ولاية الخرطوم بها حوالي (8) ملايين مواطن بها حوالي (60) طبيب صحة عامة و(90) طبيب نساء وتوليد، و(114) طبيب أطفال و(3) صدرية و(10) باطنية مخ وأعصاب و(48) طبيب تخدير. وبالنسبة لولاية دارفور- بحسب “د.قنات”- فإنَّ بها اثنين اختصاصيي صحة عامة، واثنين باطنية و(7) أطفال و(3) صدرية وطبيب تحاليل وطبيب عظام واثنين أنف وأذن وحنجرة. أما ولاية الجزيرة البالغ عدد سكانها حوالي (4) ملايين نسمة فيوجد بها حوالي (7) تخدير، و(6) عظام، و(11) جراحة عامة، و(20) باطنية، و(38) نساء وتوليد بينما تنعدم تخصصات الباطنية والجهاز الهضمي والتحاليل الطبية.
وأرجع د.”قنات” في ختام حديثه ضعف الكوادر الطبية في الولايات إلى نظام العمل بالطريقة الولائية، موصياً بضرورة رجوع الكشف الموحد.
حزمة توصيات..
المنتدى خرج بحزمة توصيات للحلول العاجلة والمستقبلية ولخصها في ضرورة إنشاء اليات لضبط وتنسيق الهجرة وإعداد سياسة وطنية لها، إلى جانب إنشاء ملحقيات عمالية لرصد ومتابعة خلق فرص أوسع للاستخدام وتقنيته ومتابعة شؤون المغتربين وعمل ربط سبكي بين السودان والدول المستقبلة للعمالة السودانية بغرض توفير المعلومات عن فرص الاستخدام وتسهيل تقديم الرغبات مع الوثائق المطلوبة.
كما جاءت التوصيات بضرورة اعتماد نظام السجل المدني لحصر المغتربين والمهاجرين ومراجعة القوانين واللوائح المتعلقة باستخدام السودانين بالخارج لاستصحاب خبرات الدول النظيرة واي مستجدات نتجت عن التجارب وتبادل الخبرات الميدانية مع الدول المستقبلة للعمالة السودانية والعمل علي تفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات والوثائق الموقعة مع الدول الشقيقة والصديقة والعداد برامج تنفيذية تفصيلية زمنية لتحقيق أغراضها.