تشريعي الخرطوم والرقص في بيت الحزن والمأتم
(أشكيت- قسطل) العبور السياسي
هل تطغى المصالح على تناقضات المشروعات السياسية بين السودان ومصر
يوسف عبد المنان
سنوات طويلة وفي النفس أمنيات مؤجلة، من بين تلك الأمنيات زيارة أرض الشمال الأقصى والتجوال في أراضي النوبيين والنحت في أصولهم وتقاليدهم والقواسم المشتركة بين نوبة الشمال ونوبة الجنوب لغوياً و(جينتك) وتقاليداً .. فكثيراً من ادعاءات التصاهر والتمازج تصنعها السياسة ويروج لها لأغراض الكسب السياسي مثال مزاعم الجعليين قبل انفصال الجنوب بأن دينكا العالياب هم أحفاد “العباس بن عبد المطلب”، وقد تراجعت مثل هذه المزاعم بعد الانفصال الآن.. وقبل عام طاف ببعض قرى ومدن الشمال رهط من أشراف الجزيرة العربية زعموا أنهم يبحثون عن إخوة لهم (ضلوا) الطريق إلى”مكة” و”المدينة” وتقطعت بهم السبل في أرض الزنج (السودان)، كما تزعم كل قبيلة لنفسها شجرة نسب تبلغ بها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم. ويزعمون أنهم من الهاشميين ولا يدعي هؤلاء وصلاً بأبي لهب وامرأته حمالة الحطب.
هبطت الطائرة الرئاسية الانتنوف في أرض جرداء ومطار ترابي يخنقه الغبار العالق وتحاصره الصخور حيث لا نبات ولا ماء.. ولا حيوان أليف أو مستوحش.. وهي من سمات الإنسان النوبي الصابر على أرض غير ذات زرع ولا ضرع.. وفي الطائرة كانت أحاديث السياسة تطغى على طاولة الوزير “عبد الواحد يوسف” و”بدوي الخير إدريس” (الدنقلاوي) الذي يملك رصيداً جماهيرياً في الأراضي النوبية.. لو تم توظيفه سياسياً لوجد المؤتمر الوطني رصيداً في منطقة شح فيها أتباعه..بينما كان “فؤاد عبده مكي” و”يوسف أحمد يوسف” ممثلو اتحاد أصحاب العمل في المقاعد الخلفية، يتبادلون مشاغل رجالات الأعمال السودانيين وكيف لشركات النقل السودانية منافسة الشركات المصرية التي يتم إعفاؤها من الضرائب والرسوم، بينما تثقل كامل شركات السودان الوطنية بضريبة (الفات). ويقول “عوض الجمري” صاحب بصات الجمري التي عبرت ثلاثة منها إلى مصر أمس، إن منافسة الشركات المصرية مستحيل، لأن السودان حينما يفاوض في قضايا تجارة الحدود والمعابر يتم تغييب أهل المصلحة الحقيقيين وينوب عنهم موظفو الحكومة والسياسيون.
وسألت “يوسف أحمد يوسف” وهو (بقبعتين) رجل أعمال وصاحب شركات كبيرة.. ورجل سياسة ونفوذه يتمدد ما بين “البشير” و”نافع” و”علي عثمان” و”غندور” و”عوض الجاز”، هل يؤدي تناقض المشروعين في مصر والسودان لإجهاض (نوايا) التعاون والمصالح، وكيف لمصر “السيسي” القبول بعلاقة مع نظام فكرياً ينتمي لمدرسة تشكل عدواً له في داخل وطنه. لكن”يوسف أحمد يوسف” يعتقد أن مصالح الدول فوق اعتبارات الانتماءات الفكرية والمذاهب السياسية.. ويبدو “فؤاد عبده مكي” متحفظاً على رؤية شيخ العرب.. ويقول يجب أن لا نسقط هذه الاعتبارات من حسابات العلاقة بين البلدين.
سبعة عشر كيلو متر هي المسافة بين مطار وادي حلفا ومعبر أشكيت الواقع بعيداً عن النيل (12) كلم.. حشد جماهيري طغى عليه العنصر النسوي وقليل جداً من الشباب وشيوخ يتوكأون على العصي ويقاومون تساقط الأتربة على العيون بالنظارات السوداء.. لم يأتِ هؤلاء إلا من أجل تواصل حميم للشعب النوبي في الدولتين.. وكثيراً ما يقول الناس أشعاراً عن وحدة الشعوب ولكن النوبيين في احتفالية السودان بافتتاح المعبر تغنى رجالهم ونساؤهم ينشد بحثنا عن مترجم مع الزميل”بكري المدني” و”الصادق الرزيقي” لمعرفة معاني الكلمات، فعثرنا على الأستاذ “أنور محمد موسى” المشرف على مكتبة السفير “جمال محمد أحمد” في حلفا. للمصادفة أن “أنور” من صاغ كلمات الأغنية التي يرددها النوبيون في زهو وكبرياء. وتقول كلماتها من أجل هذا اليوم الذي يجمع شمل النوبيين في مصر والسودان لم نهاجر من حلفا الأصل إلى حلفا الجديدة.. تمسكنا بالأرض وثقافة وتقاليد الأجداد لأن شعب يستحق الحياة.. اليوم نفتح أبواب التواصل بعد أن حرمنا من ذلك زمناً طويلاً. ولجمال محمد أحمد مكتبة في حلفا تحوي أكثر من (2) ألف كتاب .. الوزير “عبد الواحد يوسف” تحدث بواقعية عن العلاقات السودانية لم يسرف في التفاؤل أو التشاؤم.. وقال إن الإرادة السياسية في البلدين ماضية نحو التعاون الاقتصادي لمصلحة الشعبين بافتتاح هذا المعبر.. والآن يجري العمل في افتتاح معبر (أرقين) على الضفة الغربية من النيل في غضون الشهور القادمة، ونحن أمام حدث تاريخي هام تستفيد فيه الدولتان من الموارد المشتركة..وبعث السيد “عبد الواحد يوسف” وهو وزير داخلية سابق وكأنه يخاطب انشغالات مصر ومخاوفها قائلاً: نسعى لخلق حدود مشتركة آمنة! وللمصريين هواجس ومخاوف من الحدود مع السودان وتغذي هذه المخاوف ما تبثه بعض أجهزة المخابرات في المنطقة عن تعاون بين إخوان السودان وإخوان مصر.. ولكن الفريق “عبد الفتاح السيسي” أدرك مبكراً أن العلاقة بين الإخوان في مصر (شابتها) معكرات وتناقضات منذ أن قرر الإسلاميون في السودان الخروج عن الطربوش المصري في زمان سحيق. وينظر إخوان مصر مثل سائر المصريين إلى السودان بعين (الأستاذ) الذي يصافح التلميذ، ولا يدري هؤلاء أن التلاميذ النجباء يقودهم ذكاؤهم الفطري إلى كليات الطب والهندسة ولا يتمثلون بأساتذتهم من خريجي التربية والعلوم الإنسانية.
والوزير المصري “منير فخري عبد النور” وزير التجارة المصري تحدث أيضاً بلغة سياسية رفيعة، حينما قال إن هذا المعبر يعد مفخرة لكل مصري وسوداني لأنه يمثل جسراً لتواصل شعب واحد في دولتين.. وإن العلاقات الأزلية بين الدولتين لم تشهد جدية حقيقية في تطوير العلاقات إلا في عام 2011م بعد نجاح الثورة المصري، حيث تم تشكيل لجنة عليا للمعابر بين الدولتين وثمرة جهد هذه اللجنة اليوم يتمثل في افتتاح معبر أشكيت قسطل وفي قادم الأيام هناك معبر أرقين أبو سنبل.
وقد صاحب افتتاح معبر أشكيت قسطل عثرات كبيرة وخلافات حول الحدود بين البلدين.. وقد عبر أحد مواطني حلفا ويدعى “فكري” عن أسفه لترسيم الحدود الحالية بقوله: (أنتم تحتفلون باحتلال المصريين لأرضنا). ويقول د. “الأمين عبد القادر” مستشار والي الشمالية وهو من قيادات حزب الأمة المنشقة عن أصلها .. وقادم من أقاصي غرب السودان منطقة أبو زبد إلى أقاصي الشمال الشمالي، إن تحديد الحدود الفاصلة كان عملاً مرهقاً وقد تم هدم المباني من الجانب السوداني أكثر من مرة لمزاعم مصرية بأن الأرض التي شيدت عليها مصرية.. وهي أرض لا ماؤها عذب ولا ينبت فيها شجر ولا طير ولكنها أرض الوطن.. وبدأت المفارقات بين مصر والسودان كبيرة جداً. وبقدر ما زعم السودانيون بأن المصريين يتلكأون في افتتاح المعبر، إلا أن الإنشاءات المصرية والتي بلغت تكاليفها (57) مليون دولار تكشف عن إرادة حقيقية لقيام معبر تجاري .. وبدأت التجهيزات المصرية مختلفة كلية عن التجهيزات السودانية.. حيث شيدت مصر معبراً حقيقياً بواسطة القوات المصرية مساكن للموظفين والجنود وعنابر كبيرة في مساحة لا تقل عن (10) كلم مربع.. كهرباء ومياه وصرف صحي.. ومباني بالحجر والأسمنت للجمارك والحجر الزراعي والبيطري.. ومستشفى صغير .. أطباء .. وكل المعاملات يتم الفراغ منها في مكاتب تقع في منطقة واحدة.. وكل الأرض تم رصفها بالأسمنت والأسفلت وتجهيز مجارٍ لتصريف المياه إذا ما تعرضت المنطقة لهطول أمطار .. وخاطب وزير السودان الاحتفال المصري من خلال قاعة كبيرة مجهزة بشاشات العرض والتكييف المركزي، وقدمت خدمات المياه والمشروبات والحلويات لضيوف مصر .. أما بلادنا العزيزة فقد خزلها من (أؤتمنوا) عليها من الموظفين الذين يبحثون عن (الكوميشن) من صفقات الاستيراد من دولة الصين.. شيدت (جبالين) من الحديد المستورد من الصين.. والحجر على مرمى عيون المهندسين السودانيين (جملونات) مبعثرة شرق وغرب الشارع قطع المسافة بين (جملون) وآخر يستغرق (5) دقائق على الأقل سيراً على الأقدام، أثاث مستورد من الصين .. حتى حمامات (الصرف الصحي) تم استيرادها من الصين كحمامات مؤقتة، بينما تجاوزت الساعة الواحدة ظهراً طفحت بالقاذورات وفضلات الإنسان .. لا سور ولا تكييف لصالات القادمين والمغادرين مع كثرة ضباط الجمارك وغياب للقوات المسلحة السودانية مع أن القوات المصرية من الجهة الأخرى تسيطرعلى كل شئ.. ومثلما سيطر الإحباط على الوفد السوداني وخاصة الوزيرين “عبد الواحد يوسف” ووزير الدولة بالمالية “عبد الرحمن ضرار” بكل أسف سوف يسيطر الإحباط على الرئيس “البشير”، حينما يفتتح مع الرئيس المصري المعبر في قادم الأيام إذا لم يتداركوا إصلاح المظهر البائس جداً للمباني السودانية ويتم إعادة النظر في كل ما تم تشييده من مباني، وتشكيل إدارة خاصة من القوات المسلحة أو جهاز الأمن أو الشرطة للمعابر ومنحها القدرات والإمكانيات للإشراف على وجه البلاد الخارجي.
تشريعي الخرطوم يجهل أسباب الداء وطرق الدواء
جاء في أخبار(الثلاثاء) الماضي أن مجلس تشريعي ولاية الخرطوم دق ناقوس الخطر حول الانفلات الأمني وظهور حالات نهب مسلح بالولاية، وطالب بعض النواب باستقطاع أراضي بعض الولايات التي تجاور الخرطوم وضمها إليها عقاباً لتلك الولايات بسبب الهجرة المتزايدة من الولايات للخرطوم. وقال المجلس التشريعي السودان جميعه جاء للخرطوم. وتوقع النواب زيادة الهجرة من الريف للخرطوم بسبب ارتفاع معدلات النزوح جراء الحروب وعدم تنمية الريف وافتقاره لأساسيات الحياة، وطالبوا بوقف الهجرة المضطردة والتي تؤدي للانفلات الأمني والذي يتطور لنهب مسلح. وقال النائب البرلماني”وليم زكريا” إن المواطن يأتي للخرطوم لتردي الخدمات الصحية والتعليمية بالريف!
مجلس ولاية الخرطوم طبق على جدرانه الصمت لفترات، وحينما تحدث جاء بشيء إدا كيف له تفسير الهجرة من الريف إلى الخرطوم بأنها هجرة من أجل الخدمات فقط في ولاية تحتضن الحكومة المركزية التي بسبب سياساتها وتعنتها ورفضها للتعاطي بواقعية مع مشكلات البلاد، اندلعت الحروب في شرق البلاد وجنوبها وغربها .. فاختار بعض المواطنين اللجوء لدول الجوار كلاجئين طالبين الحماية ولقمة العيش في معسكرات البؤس والشقاء.. واختار آخرون أن يلوذوا بعاصمة بلادهم حيث سلطة حكومتهم المركزية والتي يظنون فيها الظن الحسن وإلا لما لجأوا إليها في عسرتهم ومشقتهم! ومما لا يعرفه الكثيرون من أهل السودان أن عدد اللاجئين من السودان في دولة جنوب السودان قد بلغ (200) ألف لاجئ رغم الحرب التي نشبت في الجنوب ومظاهر عودة آلاف الجنوب وتقديم الحكومة واجب حسن الضيافة، وهي ترفض اعتبار الوافدين من جنوب السودان لاجئين.. وقد بلغ عددهم فقط (93) ألف لاجئ .. والأرقام جاءت بها منظمة الهجرة وبرنامج الأمم المتحدة للسكان في المؤتمر الذي عقده الممثل المقيم للأمم المتحدة في السودان “علي الزعتري” الأسبوع قبل الماضي.
إذا ضاقت أرض ولاية الخرطوم بما رحبت يمكنها أن تنال عطية مجانية من أراضي النيل الأبيض في مناطق الشيخ الياقوت.. ود الكريل.. والخرطوم تمددت على حساب ولاية النيل الأبيض واستحوذت على أرضها دون وجه حق مثلما تمددت غرباً في أرض كردفان، وباعت آلاف الأفدنة للمستثمرين الأجانب والوطنيين من أراضي شمال كردفان الغافلة عما تفعله ولاية الخرطوم، وحينما مدت الخرطوم عنقها لولاية الجزيرة وحاولت وضع اليد والسيطرة على بعض المناطق الصناعية، تصدى لها الشريف “أحمد عمر بدر” ورفض التنازل عن أراضي الجزيرة لمصلحة الخرطوم. ولكن مجلس تشريعي وهو حري به الحفاظ على النظام والانضباط يدعو حكومته ويطلق يدها باستقطاع جزء من أراضي الولايات المجاورة وضمها للخرطوم؟؟ هل بغفلة تلك الولايات أم بوضع اليد العليا فوق اليد السفلى كما يعتقد السادة نواب الخرطوم، ولم يجدوا من سبل معالجة أمراض ولايتهم إلا الادعاء بأن الخرطوم أصبحت ملاذاً ومأوى لمن خربت الحرب ديارهم وضربها الجوع ونقص الخدمات.. والنازحون بالآلاف يومياً لولاية الخرطوم لم (يأتوا) إلى هنا من أجل د.”عبد الرحمن الخضر” و”محمد الشيخ مدني” رئيس المجلس التشريعي الوافد هو الآخر من شندي للخرطوم، ولا يزال “محمد الشيخ مدني” رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم من قيادات مشروع تطوير مدينة شندي، وظل ناشطاً في كل شأن خاص بشندي وليس نهر النيل .. وجاء “عبد الرحمن الخضر” من كسلا .. و”صديق محمد علي الشيخ” من بادية البطاحين بشرق السودان، و”مدثر عبد الغني” من (دامره) المجذوب أنظر لتعبير (دامره) وليس دامر !! ولكن النازحين من المفجوعين في خيبة آمالهم في حكومتهم جاءت بهم المحن والحروب، بحثاً عن الأمن والأمان في أم درمان بلد الأمان كما يقول الشاعر “عبد الإله محمد خير” .. أو كما شبه الشاعر “سيد عبد العزيز” مدينة أم درمان بفتاة حسناء .. واستلهم من قصة سيدنا “يوسف” مما قال
هي في الجمال زي يوسف والوهيبة كمان
تمتاز بديساً مايل وبي نهيد رمان
فالمدينة التي مجدها سكانها وعاشقوها جذبت إليها المطرودين بسب التمرد والنهب المسلح والمفجوعين في فشل حكومة الخرطوم المركزية تلبية احتياجاتهم الضرورية، الشئ الذي دفعهم للهجرة إليها. والإنسان تدفعه حاجته وضروريات عيشه إلى أحضان لم يألفها .. وقد لا يحبها وحينما وصلت بواخر القمح والذرة الأمريكي للجوعى عام 1984 تغنى البقاري الذي جاء إلى أطراف أم درمان بحثاً عن الغذاء ووجده عند “ريجان” الأمريكي، فمسك بآلته الموسيقية المسماة بالربابة فأخذ يغني (بلد أم كيكي تاني مو جاييك أنا راحل لريجان الأمريكي). والراحلون للخرطوم جاءوا من أجل أن يمنحهم الرئيس “البشير” حضناً دافئاً لم يجدوه في دارفور وكردفان ولا النيل الأزرق، فكيف تصد الخرطوم أبوابها عن هؤلاء الذين يدفعون ثمن أخطاء غيرهم؟؟ في الحرب الأخيرة الحكومة المركزية هي التي رفضت إقامة معسكرات للنازحين من أثر الحرب في كادقلي والعباسية.. وأوصدت الأبواب في وجه المنظمات الطوعية الأجنبية و(دقت) صدرها وقالت إنها على استعداد لإغاثة شعبها .. ويوم هجوم التمرد على الدندرو البعيدة عن عيون الخرطوم (نزح) في يوم واحد لقرية الكويك بشرق كادقلي (3) آلاف نسمة تضوروا جوعاً ومات الأطفال عطشاً تحت بصر الدولة، فاتجه بعض السكان ممن يظنون في الحكومة خيراً إلى الأبيض وأم درمان، واتجه آخرون لأحضان دولة الجنوب لاجئين في ولاية الوحدة وأعالي النيل. وكل هؤلاء في ذمة الحكومة المركزية بالخرطوم.. الخرطوم هي من يقرر وقف الحرب إن شاء وهي من يقرر استمرارها .. فكيف توصد حكومة ولاية الخرطوم أبوابها في وجه من لاذوا بالحكومة المركزية..إذا انتقلت العاصمة اليوم إلى مروي أو المناقل غداً ستتوجه جحافل آلاف النازحين إلى العاصمة الجديدة، لم يأت هؤلاء يا سيدي “محمد الشيخ مدني” من أجل(توتي أم خضاراً شال) ولكنهم جاءوا بعد أن فقدوا الأمان في ولايتهم وقراهم ومناطقهم مالكم كيف تحكمون!! تبرئون خنجر القاتل وتشنقون جثة المقتول؟؟ إذا أغلقت الخرطوم أبوابها في وجه القادمين من الريف بأخطاء الخرطوم فإلى أين يتجهون؟؟