الديوان

المسلسلات الهندية والتركية الخطر الخفي الذي يهدد البيوت بالخراب

تقرير – سعدية إلياس

يا جالسة  في زي ألوان..
كان طلعتي في الفاصل..
كان عرفتي الحاصل..
لعل هذه العبارات الساخرة التي يتداولها البعض ويتناقلونها عبر الهواتف النقالة تعكس سلبيات الاندماج مع مسلسلات   الدراما (الرومانسية والاجتماعية والأكشن).. فما أن تشير عقارب الساعة إلى (الثامنة مساءً)  حتى يعم السكون كل الشوارع والبيوت، حيث  لا يعلو صوت على نغمة شعار  قناة (زي ألوان) التي على ما يبدو نصبت شراكها على قلوب الصغار واستحوذت على عقول الكبار.. وربما أصبحت قناة (زي ألوان) هي القناة الوحيدة التي حسمت جدل الخلاف في التجوال بـ(الريموت كنترول)، إذ يلتف جميع أفراد الأسرة حولها هي وحدها.. عدد من المسلسلات تبثها قناة (زي ألوان) منها علي سبيل المثال (البنات زينة البيت، قبول، جودا أكبر وتلتقي القلوب).. كل هذه الأعمال الدرامية وجدت حظها من المشاهدة العالية، بل العالية جداً  رغم عدم منطقية تسلسل بعض أحداث هذه المسلسلات وإطالة أحداثها بصورة مملة حتى أن المسلسل الواحد يستمر لعدة شهور أو يحول عليه الحول، وهذا ما يستنكره البعض، وبل يعدّون من يجلس ويتفرغ لمتابعة مسلسل بهذا العدد الكثيف من الحلقات شخص (عديم شغلة).
كثير من الدول العربية والغربية تخصص غرفة خاصة للأطفال لمتابعة ما يناسبهم ويتوافق مع مراحلهم العمرية من برامج ترفيهية وتعليمية، لكن للأسف عندنا في السودان (الحكاية مطلوقة) وليست هناك أي رقابة على ما يشاهده أطفالنا، مع العلم أن كل ما يتابعونه عرضة للتطبيق..  (المجهر) حاولت مناقشة موضوع المسلسلات التي شغلت الأسر السودانية وكادت أن تخرب البيوت فكان هذا الاستطلاع.
{ فلذات أكبادنا في خطر
في البداية تحدث إلينا الأستاذ “معتز أحمد المصطفى” المدير التنفيذي بقناة (أم درمان) الذي يرى أن معظم أو غالبية  المسلسلات الهندية والتركية التي يتابعها السودانيون هذه الأيام تعرض وتروج لثقافات غريبة لا تشبه مجتمعنا السوداني المحافظ، وهي ثقافات المجتمعات الغربية  المفتوحة، ويتم ذلك عبر مشاهد مثيرة ترسخ عادة في أذهان  الأطفال الصغار، خاصة الذين يمرون بمرحلة المراهقة، لذلك لابد أن تنتبه الأسر خاصة الأمهات لخطورة الأمر،  وعليه يجب مقاطعة هذه المسلسلات حتى نحمي أبناءنا، ويجب أن نهديهم لمتابعة البرامج المخصصة للأطفال، المسلسلات الدينية ودراما سيرة الصحابة التي يستفيدون منها في الثقافة الدينية.
{ رب ضارة نافعة
“آمنة عبد القادر” واحدة من النساء اللائي وجدن ضالتهن في تلك المسلسلات، فرب ضارة نافعة، قالت إن زوجها ينشغل عنها بـ(واتساب) وهي تنشغل عنه بـ(زي ألوان) ولكن دافعها للجلوس أمام شاشتها تفريغ غضبها من زوجها لانشغاله بـ(واتساب)، وأشارت: (المسلسلات دي خلتني أعرف إنو زوجي يغار من تركيز اهتمامي على شيء غيره).. وأضافت: (أحياناً أتباعها حتى أثير غضبه، لتكون هناك مستجدات في حياتنا التي أصبح يسودها نوع من الفتور).
{ (خليت البيت بسبب المسلسلات)
“مأمون عبد الباقي” (موظف) قال إنه ظل في حالة من الغضب وخلاف دائم مع  زوجته بسبب جلوسها المستمر أمام شاشة (زي ألوان) وبعض المسلسلات التركية، وأكد أنه أحياناً لا يعود إلى البيت في وقت المسلسلات وأضاف قائلاً: (ليتها واحدة أو اثنتين، لكنها عدد من المسلسلات متتالٍ لأظل في حالة انتظار حتى تفيق زوجتي وتنتبه إلى احتياجاتي أنا والأولاد).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية