(الرشيد الترزي): مهنة الحياكة علمتني الصبر و(طولة البال) وتفهم ظروف الناس
المجهر – يوسف بشير
مهنة الخياط التقليدي أو (الترزي) من المهن القديمة التي ما زالت تصارع للمحافظة على البقاء مع اتجاه الناس لشراء الملابس الجاهزة.
“الرشيد بلة” (ترزي) رجالي من الذين عشقوا هذه المهنة وتوارثوها جيلاً بعد جيل، وجدناه بالصدفة خلال جولة صحفية قمنا بها داخل سوق مدينة (مايرنو) يجلس على ماكينة خياطة من الطراز القديم وتحيط به مجموعة من الأقمشة والملابس التي شرع في تفصيلها.. وعبر دردشة خفيفة حكى لنا “الرشيد” بأن علاقته بهذه المهنة بدأت منذ العام 1964م، وأضاف إنه ما زال متمسكاً بها رغم أن عائدها المادي أصبح ضعيفاً جداً بسبب اعتماد الناس على الملابس الجاهزة وتفضيلهم لها، وأشار إلى أن حتى الملابس القومية السودانية مثل (الجلابية السودانية) أصبحت تأتي من الخارج مفصلة جاهزة.
{ الأعياد والأعراس
وعن المواسم التي ينشط فيها سوق الخياطة والتفصيل قال إن حركة السوق عندهم تنشط في الأعياد ومناسبات الأعراس، لافتاً إلى أن معظم زبائنه من الرجال كبار السن الذين اعتادوا التفصيل وبعض الشباب الذين في الغالب يأتون بغرض إصلاح ملابسهم الجاهزة أو تغيير مقاساتها و(تقييفها) وفق ما يريدون.
{ مهنة إنسانية
في ختام حديثه لنا قال “الرشيد” إن هذه المهنة علمته الصبر و(طولة البال) وتفهم ظروف الناس، وقد خلق علاقات اجتماعية واسعة، وأضاف: (هي مهنة إنسانية والدليل على ذلك أنه ليس لدينا أسعار محددة، ودائماً ما يكون الاتفاق على سعر التفصيل بشكل يرضي الطرفين).. وأوضح أنه على الترزي أن يتعامل مع الناس على حسب ظروفهم وإمكانيتهم، وكل من يمتهن الحياكة لابد أن يكون طيباً و(عندو أخلاق).. وأخيراً تمنى الحفاظ على هذه المهنة العتيقة وإنقاذها من الانقراض.