أسواق الخرطوم تشهد ارتفاعاً متواصلاً في كافة أسعار السلع الاستهلاكية
المواطنون عبروا عن استيائهم ويحذرون من ثورة جياع
الخرطوم ـ سيف جامع
تصاعدت شكاوى المواطنين من موجة الغلاء الطاحن في كافة السلع الاستهلاكية لا سيما الضرورية المتصلة بقوت المواطنين من لحوم وخضروات وزيوت الطعام، وتحدث آخرون عن ظروف معيشية سيئة للغاية لبعض الأسر المتعففة في ولاية الخرطوم في وقت تعثر فيه تطبيق برنامج الدعم الاجتماعي الذي أعلنته الحكومة العام الماضي لمعالجة الآثار السالبة لرفع الدعم عن المحروقات، حيث أكد مواطنون بأحياء الخرطوم أن الدعم المخصص للفقراء يذهب لأعضاء اللجان الشعبية وللأسر غير المستهدفة.
وعبر عدد من المواطنين التقتهم (المجهر) بالأسواق عن استيائهم الشديد من موجة الغلاء. وقال المواطن “جعفر محمد جعفر” إن على الحكومة تحمل مسؤوليتها تجاه الأسواق، مشيراً إلى أن هنالك انفلاتاً وفوضى عارمة بالأسواق. وأضاف (هنالك حالات جوع حقيقية وسط المجتمع والكثير من الأسر أصبحت عاجزة عن توفير لقمة العيش)، منوهاً إلى أنه في حال استمر الحال دون أن تضع الدولة معالجة سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المجتمع، وتنعكس على الأوضاع عامة وربما تقود إلى ثورة جياع لن تستطيع الحكومة إخمادها – حسب تعبيره.
ورأى المواطن “أحمد عبيد الله” أن الحلول والمعالجات تكمن في نهضة كبرى بقطاع الزراعة والصناعة. وطالب “أحمد” علماء السودان في مجال الاقتصاد باقتراح حلول عاجلة للدولة بمشاركة المجتمع المدني حتى يتم إنقاذ المواطن من جحيم الغلاء.
ودعا الأمين العام لجمعية حماية المستهلك “د. ياسر ميرغني” أمس (السبت)، إلى مراقبة الأسواق وإجبار التجار على الالتزام بوضع ديجابة على عبوات السلع وتطبيق قانون حماية المستهلك، وتنظيم التجارة بولاية الخرطوم للعام 2012 الذي قال إنه ينص على وضع ديباجة تحدد الأسعار.
وقال دكتور “ياسر” لـ(المجهر) إن أسواق ومحلات البيع المخفض فشلت في توفير سلع بالأسواق وبالفعل أكد مواطنون أن الأسعار في محلات البيع المخفض لا تختلف كثيراً عن الأسواق العامة.
وسجلت أسعار السلع الاستهلاكية زيادة كبيرة في الأسعار وبلغ سعر كيلو لحم الضأن الأسبوع الماضي (90) جنيهاً، قبل أن يتراجع ويستقر في (70). وجركانة الزيت عبوة (36) رطلاً وصلت إلى (550) وانخفضت مما اضطرت الحكومة إلى خفض الضرائب على الزيت من (40%) إلى(10%)، وانخفضت على إثره الأسعار من (550) للجركانة عبوة (37) رطلاً إلى (460) جنيهاً. وابدى تجار بالسوق خشيتهم من تذبذب الأسعار في الأسواق والزيادة التي تحدث بمتوالية هندسية، وارتفعت بصورة كبيرة أسعار الزيوت والألبان والدقيق و السلع المستوردة . و بلغت الزيادة في أسعار الزيوت (10%) عنها في الأسبوع الماضي وتراوحت بين (5) إلى (10%) في الأطعمة المعلبة، وزادت بنسبة تقاربها في الدقيق ومشتقاته والارتفاع شهدته أسعار الصابون بأنواعه حيث أكد عدد من التجار أنها ارتفعت بنسبة كبيرة، مبينين أن أغلب الأنواع المستخدمة وخاصة صابون التجميل مستوردة. و قالوا إن المنتج محلياً تدخل في صناعته مادة الصودا التي تستجلبها المصانع من الخارج ولهذا فأسعاره ترتبط ارتباطاً مباشراً بأسعار العملات الحرة مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي الذي يعتمد عليه المستوردون وأصحاب المصانع.
وفي ظل الارتفاع المضطرد في الأسعار تراجعت القوى الشرائية بالأسواق، وشكا التجار من الركود الذي لازم الأسواق، مؤكدين أنه وقف بينهم وبين التزاماتهم المتمثلة في الرسوم والضرائب والإيجار وأجور العمال، نافين تسببهم في الارتفاع والذي أرجعوه إلى الارتفاع في أسعار العملات الحرة مقابل الجنيه السوداني، بالإضافة إلى التكاليف العالية والرسوم المفروضة عليهم. وطالب عدد منهم الحكومة بالتخفيف على التجار وتخفيض الرسوم المفروضة على المصانع والجهات المستوردة حتى لا يتضرر المواطن. من جانبهم اتهم مواطنون التجار والمستوردين بالتسبب في الارتفاع وذلك باستغلالهم عدم الرقابة على الأسواق وسياسة السوق الحرة التي تنتهجها الدولة، وطالبوا بتفعيل قوانين منع التخزين والاحتكار الضار حماية للمواطن. وأوضحوا أن هنالك تبايناً في الأسعار قالوا إنه يدل على أن هنالك أسباباً للارتفاع غير تلك التي يتحدث عنها التجار وعلى رأسها التكاليف العالية عليهم.