رأي

مجرد سؤال ؟؟

رقية أبو شوك

 ( لن أكون قاسياً على المواطن ) !!!!!!!

وقفت كثيراً في حديث خطيب وإمام المسجد الكبير بالخرطوم “كمال رزق” وخطيب مسجد الأنصار بودنابوي حول  الغلاء الذي  اجتاح البلاد.
نعم البلاد تعيش غلاءً فهي ليست ظاهرة حديثة فالغلاء الذي ضربت موجته البلاد امتد لسنوات، إلا أن وتيرته ازدادت مؤخراً ونتوقع أن تزداد أكثر وأكثر طالما أن هنالك فوضى تضرب أسواقنا ولا رقيب عليها ولا حتى وازع ديني من قبل التجار، لأن الأسعار التي تعلن تأتي على هواهم وغير مرتبطة تماماً بمجريات الواقع وذلك إذا وضعنا في الاعتبار أن هنالك وفرة غير مسبوقة في الكثير من السلع الاستهلاكية.
ارتفاع الأسعار أدى إلى إصابة العديد من مسؤولي الأسر بالجنون لأن هنالك التزامات لابد من توفيرها للأسرة التي هو مسؤول عنها وفي حالة عجزه عن توفيرها سيفكر ويفكر .. كثرة التفكير يؤدي بلا شك في الإصابة بالجنون … لذلك لا نستبعد كثيراً إذا امتلأت الشوارع بمثل هذه الحالات الجنونية .. فالوضع الاقتصادي والغلاء الذي نعيشه أقل حاجة ممكن أن يتسبب فيها هو الجنون، وممكن جداً أن يؤدي إلى الإصابة بالانحراف الأخلاقي كاللجوء إلى شرب (الخمر) مثلاً هروباً من المشاكل، فعندما تم الإعلان عن رفع الدعم عن المحروقات وكثر الحديث حوله كانت هنالك بشريات أعلنتها المالية، وكان من ضمن هذه البشريات أن البلاد ستستقر اقتصادياً وأن الأسعار ستنخفض بعد شهور قليلة جداً من رفع الدعم، وقد كنت حضوراً في المؤتمر الصحفي الذي عقده آنذاك وزير المالية السابق “علي محمود”، وللأسف الشديد أن الأسعار لم تنخفض والوضع الاقتصادي لم يستقر ولم يتحسن.
أيضاً تحدث وزير المالية “بدر الدين محمود” بعد أن تم تعيينه وزيراً للمالية، وقد صادف التشكيل الوزاري إجازة ميزانية العام الجاري 2014م، وفي أول مؤتمر صحفي له عقب إجازة الميزانية ـ وهو أول وآخر مؤتمر صحفي له ـ قال وبالحرف الواحد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بوزارة الإعلام (أنا لن أكون قاسياً على المواطن).
انتظرنا اللين كثيراً والعام 2014م قارب يفصل بينه وبين النهاية أربعة أشهر فقط 
أين اللين والزيوت وصلت أسعاراً خرافية أدهشت التجار أنفسهم  واللحوم حدث ولا حرج .. أين اللين وعبوات الغاز وغيرها من السلع الاستهلاكية الضرورية ناقصة الوزن .. ليس الغار فحسب وإنما بقية السلع الأخرى كما أكدها المواطنون في الاستطلاع الذي أجرته (المجهر) والذي نشر (الخميس) الماضي بالصفحة الاقتصادية..أين اللين سيدي وزير المالية والمواطنون أصيبوا بالجنون والنوبات القلبية المفاجئة، وامتلأت غرف العناية المكثفة بالمستشفيات بمثل هذه الحالات .. أين اللين والمواطن يموت يومياً ألف مرة لأنه لا يستطيع توفير ثمن فاتورة العلاج له ولمن تحت كفالته.. أين اللين وهنالك انحرافات أخلاقية جراء الأوضاع المعيشية، كما أكدها خطيب وإمام مسجد الأنصار..أين اللين وأسواقنا تعاني فوضى في الأسعار، حيث لا رقيب ولا حتى قانون ينظم التجارة…فسياسة التحرير لا تعني الفوضى، أين المعالجات التي ستتم لمعالجة هذا الأمر ؟؟؟
لم نرَ أي معالجات تمت بهذا الشأن.. فالأسعار مازالت في السماء وهنالك قائمة أسعار يعلنها التجار يومياً وبهواهم كما ذكرت، وأذكر هنا أنني ذهبت إلى إحدى مراكز التسوق لشراء بعض الاحتياجات فتفاجأت بالأسعار إلا أن المسؤول بالمحل قال لي أحسن ليك تشتري الليلة لأنو لو البضاعة دي انتهت بكرة في سعر جديد للبضاعة الجديدة.
الزيت ارتفعت أسعاره وكذا اللحوم واللبن والشاي وكل الأشياء الاستهلاكية الضرورية،
فحقيقة نحن نعيش عام الرمادة …الرمادة في السودان بشكل مختلف تماماً ..الأشياء متوفرة ولكن؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية