أخبار

حديث" المك "

سيق السيد” الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار من قبل إلى السجون وغرف الاستنطاق والتحري عقب تصريحاته التي تمت الإساءة فيها لبعض القوات النظامية والقصة معروفة، والآن يقبع السيد “إبراهيم الشيخ” رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض بسجن النهود في إطار قضية تتعلق بذات المخالفة، ويعتبر القانون والدستور وبعض السلطات أنَّ الرجلين مسا خطوطاً حمراء، ولو بالحديث والتصريح، ولا مجاملة في هذا وإنما حسم وحزم.  مواد التخوين، وإثارة التذمر، وتهييج الرأي العام والدعوة للعصيان وطائفة منوعة من المواد كانت ولا زالت بانتظار الرجلين، الأول مارس قدرته على الانسراب فخرج، والثاني في انتظار عبارة (توقعات) ولطف الله به، ولم يشفع أمر السياسة وأنهما معارضان لأنهما حسب القانون أتيا شيئاً فريا واقتربا من محظور وتعمدا الإساءة لمؤسسات سيادية وكل هذا فعل أكثر منه بالأمس القريب وكيل وزارة المالية الأسبق “الشيخ المك    ” تصريحات” المك” المنشورة بصحف الأمس يُفترض بها أن تقوده إلى التحقيق والتقاضي لأنه أتى بحديث هو التذمر عينه والإساءة الأقبح والدعوة الصريحة منه للتمرد، فإن كان وكيل وزارة المالية يبشر الناس بالفشل وسنين الجفاف والجوع وبفشل مشروع الإصلاح الاقتصادي وأن الأيام المقبلة عصيبة، فلا أعتقد أنَّ بعده سيجد الناس من يثقون في كلامه فالمك موظف سيادي بالوزارة الاقتصادية الأهم وإن قال إننا سنجوع فإننا سنجوع، هذا إلا أن يكون كاذباً وذا غرض ومتعمداً للإثارة لأنه أخرج من الوظيفة الميري فحينها فإنه يستحق عقوبة وردعاً أكثر من” إبراهيم الشيخ” المحبوس في شمال كردفان.  حديث وكيل وزارة المالية الأسبق إما أن يكون حقيقياً وصحيحاً ودقيقاً فحينها يمكن اعتبارها شهادة منه في وجه واقع ظالم، وإما أن تكون تحريا للافتراء وشماتة لظرف اقتصادي يعتقد “المك” أنَّ أحد أسباب وجوده تقدم آخرين لقيادة الملف الاقتصادي يرى فيهم عدم الكفاءة ولذا فإنه يلاحقهم بالنقد والتقليل من قيمة ما يصنعون، وما بين حالة النصح والشماتة فمن الواجب وزن هذا التصريح المبشر للناس بالمجاعة بميزان عادل ودقيق لأنه وفي حال ثبوت اختلال واختلاق هذا القول فالصحيح أن تطلق الحكومة سراح” إبراهيم الشيخ “وتقتاد عوضاً عنه “الشيخ المك” لأن جريمة الثاني أخطر. وأما إن كان قوله صحيحاً ففي السجون متسع والحبوس لكل من عك ونظر في أزمتنا الاقتصادية وعلى رأس هؤلاء وزير المالية الحالي و”صابر” وإخوانه ! مثل هذه التصريحات لا يجوز معها إطلاقها تحت بند (كلام ساكت) هذه أقوال خطيرة لا منطقة وسطى فيها بين حسن النية والعفوية، إما أن تكون دقيقاً ممسكاً بكل الأوراق والتحليلات وإما أن تصون لسانك محتفظا برأيك عليك، فهذا أفضل من بلبلة البلاد بحديث قاتل ومميت ومضر بالأمن الاجتماعي والسلام العام وجالب للعواصف السوداء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية