مجرد سؤال ؟؟
رقية أبو شوك
أنقذوا محصول الذرة بالجزيرة وإلا…
تطالعون وعبر هذه الصفحة خبراً يؤكد عزوف مزارعي مشروع الجزيرة عن شراء سماد (اليوريا) من السوق المحلي نسبة لارتفاع أسعاره والتي بلغت (245) جنيهاً للجوال الواحد، وطالبوا في الوقت نفسه الدولة الإيفاء بالتزامها بتوفير سماد محصول الذرة، وذلك حسب توجيهات نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن”، إبان زيارته للمشروع يونيو الماضي .. انتهى
نعم فإن محصول الذرة بحاجة ماسة جداً للسماد وأنه حسب علمنا فإن المحصول الآن قد بلغ مرحلة الاحتياج الفعلي للسماد وإلا فإن المساحة التي زرعت بالذرة ستكون ذات إنتاج ضعيف جداً، لأن العملية الزراعية والإنتاجية مرتبطة ببعضها البعض ..فإذا وفرنا المال والمياه للمساحات المزروعة ولم نوفر مثلاً السماد فإننا سنفقد المحصول.
في هذا الموسم قد توسعنا في زراعة الذرة بالمشروع وهذه حسنة كبيرة لأن الاعتماد على الزراعة المروية من بعد الله سبحانه وتعالى، من شأنها أن توفر مخزوناً وأمناً غذائياً كبيراً للبلاد وذلك في ظل تذبذب إنتاج القطاع المطري، لذا لابد من الاهتمام بهذا القطاع إذا أردنا إنتاجاً وفيراً.
الزراعة المطرية كما هو معروف مرتبطة بالأمطار وهذا الموسم حبانا الله بأمطار وفيرة نسأل الله أن تكون أمطار خير وبركة … فالأمطار الوفيرة من شأنها أن تؤدي إلى إتلاف المزروع وغرقه، وحتى إن سلم من الإتلاف والغرق فإن الآفات ستحاصره من جميع الاتجاهات.
فلابد أن نهتم بمشروع الجزيرة ونخرجه من هوته التي وقع فيها وأن نوفر له المال من أجل التطوير وأن نهتم بالبني التحتية للمشروع كافة لأن مخرج الاقتصاد بالزراعة.
ولأننا أهملنا الزراعة منذ استخراج البترول فإنها حتى هذه اللحظة مازالت تعاني، ولو أننا اهتمينا بها حتى مع البترول لما تأثرنا وتأثر اقتصادنا بذهاب نفط الجنوب مع الانفصال.
الآن نخطط لزراعة أكثر من (850) ألف فدان قمح ونخشى أن نزرع أقل من هذا المخطط بكثير، لأن سياساتنا تجاه الزراعة لم تكن واضحة، وعدم وضوح السياسات سيؤدي إلى إجهاض الفكرة والتوسع الزراعي المنشود.
فالقمح يعتبر من المحاصيل الهامة جداً فلابد من الاهتمام بالخطة من الآن وتنفيذها بحذافيرها، لأن هنالك تقارير تؤكد وحسب نقطة التجارة السودانية عن ارتفاع في أسعار القمح العالمي. ونحن بالطبع سنتأثر بهذا الارتفاع العالمي .. وطالما أن هنالك ارتفاعاً في أسعاره عالمياً، فإن هذا يؤكد ضعف المساحات المزروعة عالمياً وقلة المنتج من هذه السلعة الإستراتيجية.
فلماذا لا نزود العالم من القمح ونغطي الفجوة .. فنحن مؤهلون
نعم مؤهلون ولكن السياسة الزراعية هي التي ستهزمنا.
نخطط لزراعة (400) ألف فدان من الذرة بالجزيرة ونائب رئيس الجمهورية يوجه بتوفير السماد لتغطية المساحات المزروعة ولم يتم توفيره، وهو الآن قد وصل مرحلة الاحتياج الفعلي، والمزارعون يقفون عاجزين لحماية محصولهم، لأنهم لا يستطيعون توفيره من السوق المحلي نسبة لارتفاع أسعاره.
ألم أقل لكم إن ثمة أشياء بسيطة جداً تجهض أفكارنا وخططنا الممتازة والتي كان من المفترض أن تطور اقتصادنا .. فالاقتصاد السوداني بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل إنعاشه وتطويره .. فالزراعة هي عصبة الحياة، ولكنها بحاجة إلى الدعم الكبير وتوفيره قبل وقت كافٍ من الزراعة لأن للزراعة مواقيت.
وقبل كل هذا أنقذوا محصول الذرة بتوفير السماد، وإلا فإن المساحات المزروعة ستنتهي في (خبر كان).