شهادتي لله

مقترح (المجهر) لآلية الحوار الوطني.. رئيس انتقالي توافقي

} وكما قلت بالأمس في هذه المساحة، فإننا نأمل أن تكون انتخابات نادي (الهلال) تجربة و(نموذج) يحتذى نعبر به إلى الانتخابات والممارسة (الديمقراطية) الرشيدة، داخل مؤسساتنا (الحزبية) والسياسية، قبل الانتقال إلى الانتخابات العامة (الرئاسية) و(البرلمانية)، ولأن جميع أحزابنا متكلسة، ومفلسة (مالاً) و(فكراً) و(عضوية)، فإنها تحتاج إلى عدة سنوات، لا أقل من (ثلاث) لمعالجة (بعض) مشكلاتها، وانشقاقاتها، وغياب مؤسساتها وليس هناك (حزب) استثناء من هذه (الحالة)، فإذا قال حزب (المؤتمر الوطني) إنه براء من (التكلس) وغياب المؤسسات، نرد عليه بأنه بالأمس تم تعيين وزير داخلية (جديد) ووزير (طرق وجسور)، ولم نسمع أن (المكتب القيادي) اجتمع وأجاز (التعديل الوزاري)!!
} وإذا خرج علينا أحد من حزب (الأمة القومي) ليدعي بأنهم أصحاب المؤسسية وأن اجتماعات (المكتب السياسي) بلغت الرقم (…)، بينما لا يذكر أحد متى كان آخر اجتماع للمكتب السياسي للحزب الاتحادي (الأصل)، فإننا نرد على (الأنصار) بقولنا إن أحد نواب رئيس الحزب صرح للصحف بأنه علم بتعيين الأخت الدكتورة “مريم الصادق” نائباً للرئيس من خلال (الصحف)!! كتر خير الصحف!! أعرفتم كيف أنها مفيدة للتواصل السياسي حتى بين (نواب الرئيس) في حزب واحد؟! وقد يعلم بعض (الوزراء) في حكومة السودان ببعض القرارات أو الأخبار السياسية أو العسكرية المهمة جداً من خلال الصحف أيضاً!! ألم يقل وزير الخارجية الأستاذ “علي كرتي” من قبل بأنه عرف برسوِّ سفن عسكرية (إيرانية) في ميناء بورتسودان من (الجرايد)؟!
} إذن.. سيدي الرئيس “البشير” مع فائق التبجيل وعميق الاحترام، هناك أكثر من (سبب) لتأجيل الانتخابات العامة.
} علينا أن نتفق جميعاً على (مرحلة انتقالية توافقية) يفوز فيها (الرئيس القادم) بالإجماع السكوتي، وبالتزكية لفترة لا تتجاوز (ثلاث سنوات) من بعد ذلك، إن أراد أن يترشح (الحشاش يملأ شبكتو) عبر ديمقراطية مفتوحة تماماً كما حدث يوم (السبت) الماضي في صناديق نادي (الهلال) بأم درمان.
} ولأنني (أفهم) دون حاجة إلى (تنوير خاص) شكل وغايات (السيناريو) المقترح والذي يمضي بسلاسة كشأن انفصال (جنوب السودان)، وذلك منذ اختيار الفريق أول “بكري حسن صالح” نائباً لأمين عام الحركة الإسلامية، ويومها قلت للأخ “محمد الفاتح أحمد” رئيس تحرير مجلة (الرأي الدولية) ومنسق أعمال تلفزيون (المستقلة) بالخرطوم: (إن الفريق “بكري” سيأتي نائباً أول لرئيس الجمهورية).
قال لي الفاتح: (ما أظن.. شغل الحركة دا ما عندو علاقة بالرئاسة)!! والرجل حي يرزق، أكرر لأنني (أفهم) غايات (السيناريو) فإنني ألحظ (ارتباكاً) واضحاً بين الإصرار على قيام الانتخابات العامة في موعدها، والإعلان عن الالتزام بمخرجات (الحوار الوطني)!!
} طريق (الحوار الوطني) لا يؤدي إلى محطة (الانتخابات في موعدها) وهذا يجب أن يكون مفهوماً للجميع، فإما الانتخابات في (أبريل) القادم، أو (الحوار الوطني).. ومن يقل بغير ذلك إنما يغالط نفسه وليس شخصاً أو حزباً آخر، وإذا استمر المساران فإن النتيجة (برلمان) مصنوع موزع بنسب محددة بين (الوطني) و(الشعبي) ثم مقاعد محدودة لـ(الاتحادي الديمقراطي) بجناحيه، وأحزاب (الأمة) محدودة الأثر، وأنصار السنة (المركز العام) محدودي الأثر أيضاً لأن الغلبة في صف أنصار السنة – الإصلاح بقيادة شيخ “أبو زيد” وهم يعلمون ذلك والحكومة تعلم.
} ولهذا فإنني دفعاً لجلسات اللجان (الثلاثية) و(السباعية) واجتماعات (اللت والعجن) التي لن تنتهي إلى (توافق)، ومن منطلق مسؤولياتنا الوطنية والإعلامية كأبناء لهذا الشعب، وعبر منبر (المجهر) أدلف مباشرة إلى مقترح توافقي، إنهاءً لحالتي (الرفض الأرعن) وبدون (بدائل) للحوار الوطني، و(الموافقة الاستسلامية) على الاستمرار في حوار غير واضح المعالم والنهايات، أقترح أن يمضي (سبعة الحكومة) في عملية الحوار إلى مقترح يخلص إلى (النهايات) وليس تفاصيل (الدستور) و(القوانين) والحريات.
} المقترح كالتالي: يقدم الرئيس “البشير” مع اقتراب نهاية دورته الانتخابية وتمسكه بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى، يقدم مرشحاً من المؤسسة العسكرية (رئيساً) لفترة انتقالية (توافقية).. وغالباً سيكون نائبه الأول الفريق أول “بكري حسن صالح”.
} تتوافق القوى السياسية على (الرئيس الانتقالي) لفترة من (3 – 4) سنوات، يتم خلالها اعتماد الدستور، وتعديلات القوانين، وإطلاق الحريات السياسية والعامة، وبانتهاء الفترة تدخل الأحزاب في انتخابات حرة ديمقراطية دون تدخلات أو تأثيرات، ويكون هذا بمثابة (الانتقال السلس) وإنجاز (المصالحة الشاملة) والعفو العام (المتبادل) بين الحكومة والمعارضة (السياسية) و(المسلحة).
} وخلال هذه الفترة يتم التأسيس لمبادئ قومية وسيادة القوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية ومهنيتها المقدسة لدى الجميع حفاظاً على استقرار الوطن.
} الصراحة والمباشرة هي (الحل)، أما أن (يتشاطر) المؤتمر الوطني على الأحزاب، أو تضمر الأحزاب (المؤامرة) على المؤتمر الوطني ليكون (الحوار) وسيلة لتصفية (الإسلاميين)، كما حدث في “مصر”، فإن هذا سيقود إلى التصفيات (المتبادلة) واستمرار الخراب و(الحال الواقف) لكل السودان.
} هذا مقترح (المجهر) لآلية الحوار الوطني وعلى الهواء مباشرة..
} حفظ الله البلاد والعباد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية