أخبار

معركة السكر..!!

} حلاوة السكر في رمضان ستصبح مريرة جداً للبعض في قطاع السكر الذي خرجت معاركه الصامتة إلى العلن بعد سنوات من صراع الأفيال الكبيرة والمصالح التجارية الذاتية، حتى غدت وزارة الصناعة المشرفة على مصانع السكر الحالية والمنتظر ميلادها، والمسيطرة على توزيع السكر داخلياً بالشراكة مع المالية.. من أهم الوزارات التي تهفو إليها القلوب.. وزارة تناوب على كرسيها الأول مجموعة كبيرة من القيادات، ذهب بعضهم مغضوباً عليه من أعلى السلطة ومن أسفل الموظفين.. وخرج آخرون مثلما دخلوا، آثروا السلامة بإياب المرتب والعربة والأسفار الداخلية والخارجية وعائدات مجالس إدارات شركات السكر.. وكثير من العطايا والمزايا.
} صراع السكر مر المذاق مثل صراع الصمغ العربي والقطن.. والبترول.. وإناث الضأن والإبل في وزارة الثروة الحيوانية.. ومثل صراع القابضين على مال التجنيب، والمقاتلين في سبيل ولاية ولاية المالية على المال العام.. لكن صراع السكر له طعم ومذاق مختلف.. لم يبدأ مع الوزير “السميح الصديق” ومعركته الحالية، ولن ينتهي بذهاب “المرضي” من كنانة و”حسن ساتي” من النيل الأبيض، ولن تضع الحرب أوزارها حتى لو تدنى إنتاج السودان لجوال واحد تنتجه كنانة ونصف جوال من النيل الأبيض و(10) أرطال من غرب سنار ورطلين من عسلاية، لأن حلاوة السكر تغري (بلحسه) حتى آخر قطرة!!
} الوزير “السميح الصديق” خرج بقضية صراع السكر من دوائر الصمت ودهاليز الظلام إلى فضاء الإعلام يوم إعلانه إقالة مدير مصانع كنانة والنيل الأبيض جهراً دون الالتفات إلى من يقف وراء وأمام أكبر شخصيتين متنفذتين في قطاع السكر.. وشخصية مثل “محمد المرضي التجاني” لها أبعاد داخلية وخارجية.. لكن “السميح الصديق” وزير اختار منهجاً لنفسه جلب عليه كثيراً من السخط والارتياح والشعبية الجارفة، والإعجاب بشخصية جاءت جغرافياً من تخوم السودان البعيدة ليثبت عدم صحة فرضية أن أبناء (المصارين البيض) في الحكومة والتنظيم هم أبناء المدن وحدهم و(المتناسلون) من الأسر الكبيرة والأسماء التي لها بريق.. من (رهيد البردي) جاء “السميح”.. ومن قلب تنظيم الحركة الإسلامية لاح بريقه.. تراه ضعيفاً في جسده يمشي مسرعاً (فتزدريه).. يتخذ مواقف صارمة فتخافه حيناً وتعجب بثقته في نفسه.. خاض وهو موظف صغير في وزارة الزراعة معركة مع بعض المتنفذين باسم الحركة الإسلامية حتى بلغت معركته “الترابي” فانتصر له.. حينما ذهب إلى وزارة الاستثمار كوزير لم يمكث طويلاً لأنه وضع أصابعه في المياه الساخنة وحاول الدخول إلى (العرين)، فتم طرده.. ولكن ثقة الرئيس فيه وضعته في منصب وزير الدولة بالتجارة، وهناك خاض معركة مع د. “منصور خالد” بسبب نثريات حصل عليها “منصور خالد” بصفته رئيساً لمجلس إدارة شركة الصمغ العربي.. غضب كبار القوم على “السميح” الذي لم يراع الشراكة مع الحركة الشعبية، فتم إبعاده من الوزارة.. ولنظافة يديه وصرامته عيّنه الرئيس وزيراً للصناعة، فاتخذ قرار وقف بيع مصانع السكر الحكومية رغم أن السماسرة (قبضوا) أتعاب البيع بثمن بخس.. وفتح ملف كنانة والنيل الأبيض.. ووجد أمامه عثرات وألغام كبيرة.. وحمل سيفه لقطع الرؤوس قبل (الحلاقة) لمن هم دون ذلك.. واليوم الثلاثاء.. هو اليوم الموعود لمعركة “السميح” الكبيرة.. فهل ينتصر عبر مجلس إدارة شركة سكر كنانة وينهي خدمات “المرضي” برضا السعوديين والكويتيين؟ أم يخسر معركته ويحمل أوراقه ويغادر وزارة الصناعة إلى منزله الصغير المتواضع في ضاحية جنوب كردفان؟! فلننتظر ما ستسفر عنه اجتماعات اليوم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية