ديمقراطية نادي الهلال هل من مزيد؟!
} أن يسقط شقيق رئيس الجمهورية في انتخابات نادي (الهلال) وللمرة (الثانية) فإن هذا لا يحدث إلا في السودان ودول قليلة من بلاد العالم المتحضر..!
فأرجو أن نكون (متحضرين) في كل شيء وجانب, وليس في انتخابات نادي (الهلال) العاصمي فقط..!
} سقط أمس الأول اللواء طبيب “عبد الله حسن أحمد البشير” الذي كان مرشحاً في قائمة (الأرباب) “صلاح إدريس” لمنصب نائب الرئيس، وسقط من قبل في انتخابات الدورة السابقة عندما كان مرشحاً – ويا للعجب- في قائمة (الكاردينال)- “أشرف سيد أحمد”-وأيضاً لمقعد نائب الرئيس في مواجهة قائمة “الأمين محمد أحمد البرير”!!
} ابتعاد الحكومة بأجهزتها المختلفة في هذه الانتخابات، وبقاء (المؤتمر الوطني) في مقاعد (المتفرجين) على سباق (الكاردينال) و(الأرباب) لهو عمل عظيم ومحترم تستحق عليه رئاسة الجمهورية ووزارتي الشباب والرياضة وأمانة الشباب الاتحادية لحزب (المؤتمر الوطني) كل التحايا والاحترام..
} “صلاح إدريس” ليس عضواً بالمؤتمر الوطني، ولا “أشرف الكاردينال” فلماذا يتدخل المؤتمر الوطني في ما لا ناقة له فيه ولا جمل؟!
وحتى لو كان أحد المرشحين عضواً بالحزب الحاكم، فالأفضل دائماً والأنسب إتاحة المجال واسعاً للممارسة (الديمقراطية)، لتحدد الجماهير خيارها بكل حرية وعدالة وشفافية.
} فاز الأخ “أشرف الكاردينال” برئاسة أكبر نادي في السودان، رغم علمي بأن بعض (النافذين) في السلطة الحاكمة لا يحبونه، بل كادوا يدمغونه بالعمالة لدولة (جنوب السودان)، فقد بعثت لنا في الصحف إحدى الجهات السياسية والإعلامية الرفيعة ذات يوم قبل عدة سنوات خبراً يشير إلى دور “أشرف” في توريد سيارات لجيش جنوب السودان عبر ميناء (ممبسَّا) في تنزانيا، ولأنني أعلم أن علاقة “أشرف” ببعض الذين كانوا جزءاً منا في (جنوب السودان) علاقة (إنسانية) و(تجارية)، لا شأن لها بالسياسة والعسكرية والمخابرات وأنه ليس لجنوب السودان جهاز مخابرات يعتد به حتى الآن بعد ثلاث سنوات على (الانفصال) الخاسر والحكم (الكابوس)، فإنني رفضت نشر ذلك الخبر وتجاهلته تماماً، ونشرته صحيفة أخرى أو صحيفتان لا أذكر!!
} ورغم هذا الموقف من بعض النافذين، فاز “أشرف” (الكاردينال) برئاسة نادي الهلال.. فمبروك عليه هذا الفوز (الديمقراطي) المستحق، وعليه أن يعمل بجدية وعلمية ومنهج جديد لتطوير (إدارة) الرياضة في السودان بتجاوز المناهج والأساليب العقيمة والقديمة.
} عليه أن يبتعد عن (سماسرة) لاعبي كرة القدم، الذين يحسنون له (أنصاف) المحترفين من غياهب أفريقيا، وأن يسعى بجدية لتأسيس مدرسة أشبال (الهلال) ويستجلب لها (معلمين) و(مدربين) من ألمانيا والبرازيل لتخريج (أجيال) سودانية ذات مستقبل واعد في كرة القدم، فمعظم (نجوم) كرة القدم في سبعينيات القرن المنصرم جاءوا من أشبال (الهلال) و(المريخ)، عكس ما يحدث الآن.
} لا تدفع (مليارات) على لاعبين (مواسير)، ففي كل الأحوال، بمحترفين أو بغيرهم لن يحقق (الهلال) ولا (المريخ) بطولات (افريقية) خلال سنة أو سنتين، إلا بتغيير المنهج. فركز أخي (الكاردينال) على بناء المستقبل بالانفتاح على (الأشبال) والمدارس (السنية).
} نأمل وندعو الله أن تكون تجربة (الديمقراطية) في نادي (الهلال) بروفة للانتخابات العامة في السودان.. (الرئاسية) و(البرلمانية). إنه سميع مجيب الدعاء.