أجيال البكاء
مصادفة وقعت على تشكيلة المنتخب الوطني السوداني لكرة القدم التي أعلنها الاتحاد السوداني من (23) لاعباً لخوض نهائيات أمم أفريقيا 2008 في غانا وكانت تشكيلة اقتسمها الهلال والمريخ بنسبة (12) للأول و(11) من الثاني تشكيلة الـــ(23) لاعباً لا تزال حسب مصطلح الرياضيين تجرى في ملاعب الكرة عدا ثلاثة هم “أمير دامر” و”مجاهد محمد أحمد” الذي تحول إلى إداري بدائرة الكرة و”هيثم طمبل” الذي ترك الكرة نهائياً بينما لا يزال المدرب “محمد عبد الله مازدا” هو نفس المدرب والاتحاد العام هو ذاته بين “مجدي” و”أسامة عطا المنان” !
فى ذات الفترة كان هناك فريق الجزائر الذي تاهل لمونديال كاس العالم 2010 بقيادة مديرة الفني سعدان وضم عدداً من اللاعبين لم يتبقَّ منهم في نسخة المنتخب الجزائري للعام 2014 بقيادة البوسني “وحيد خليلوزيتش”، المدير الفني للمنتخب إلا أربعة لاعبين أو خمسة فيما لم يظهر إلا “رفيق حليش” و”مجيد بوغرة” وبمقارنة بين السودان والجزائر فإن الفرق ليس في الإمكانيات والمهارات الخاصة باللاعبين وإنما بعقليات التجديد التي تجدد عند محاربي الصحراء كل شيء من الاتحاد إلى قوائم اللاعبين كل عامين فيما لا يزال منتخب السودان الذي لعب في العام 2008 هو ذاته بذات الأسماء والأجساد والأرقام والفشل !!
الانتصارات في الرياضة وفي السياسة وفي كل شيء لا تتم بمنهجية (طق الحنك)، والتهييج، الرياضة لم تعد ترفاً صارت قضية ومشروعاً، طريقة علمية في كل شيء ، وأول تلك الأشياء التجديد والتطوير والسودان سيظل فى كل المونديلات القادمة متفرجا قابعا خلف شاشات العرض وتحت رحمة السن المحللين ولكن يكون له نصيب في إنجاز كروي مثل (البوسنة والهيرسك) ومثل السلفادور أو الجزائر أو غيرها من المنتخبات التي تسامت فوق ظروفها الاقتصادية والأمنية وتقدمت وشاركت ورفعت اسم بلادها وعرفت بها العالم في صورة جديدة غير صورة أجيال البكاء والعبودية.
لن نتطور رياضياً، لأن (الكنكشة) في هذا القطاع أشد تجزراً منها في السياسة السياسيون قد يكونوا ديمقراطيين جداً مقارنة بديكتاتورية الرياضة ورموزها وأتوقع أن الاتحادات الوطنية السودانية حتى في حال اتفاقها على إقصاء وإبعاد الدكتور “معتصم جعفر” فالراجح أنها ستعود لتقديم الدكتور “كمال شداد” مرشحاً وهكذا سيستمر الاتحاد بذات الوجوه القديمة وأسماء اللجان ومن ثم الخطط والبرامج والطموحات فنظل عالقين في محطات تاريخية من شاكلة أننا الذين أسسنا الاتحاد الأفريقي للكرة وأننا من فاز بأول بطولة وأننا اكتسحنا كل منتخبات العالم في كرة القدم لما حتمت المواجهة والقرعة أن ننازل إسرائيل انسحب فريقنا وهذه قصة أسمعها كثيراً وتروى بفخر وكبرياء !!
تألق منتخب الجزائر الشقيق في كاس العالم الحالي بالبرازيل أتى بجملة أسباب أهمها وأوضحها أن الأمر هناك يدار بالعلم وللصالح العام وبتداول وإفساح لكل الأفكار والأجيال ولذلك فإنهم يتقدمون ويتألقون.